يوسف أبوالعدل
انتفضت العديد من الأندية الوطنية ضد أداء حكام البطولة الاحترافية لكرة القدم، إذ شهد الدوري، منذ عودة عجلته إلى الدوران في مرحلة الإياب، احتجاجات على قرارات أصحاب البدلة السوداء، التي خلفت كذلك قلقا جماهيريا من مخلفاتها.
ولم تكن القرارات التحكيمية الوحيدة التي احتجت عليها غالبية أندية الدوري الوطني الاحترافي لكرة القدم، إذ كان موضوع البرمجة بدوره سببا في خروج العديد من المدربين عن صمتهم وتأكيدهم، في الندوات الصحفية التي تلت مباريات فرقهم الأخيرة، على غضبهم من سوء البرمجة وضغط المباريات، خاصة بعد توقف فاق الشهر بعد نهاية مرحلة الذهاب، إذ عادت العصبة الوطنية الاحترافية لبرمجة ثلاث مباريات في الأسبوع وفي توقيت زمني صعب على اللاعبين وعلى الحضور الجماهيري.
وكان الرجاء الرياضي آخر المنددين بقرارات الحكام، إذ عبر المكتب المديري للنادي الأخضر عن تنديده الشديد بالأداء الكارثي للطاقم التحكيمي الذي قاد مباراته عن الجولة التاسعة عشرة من البطولة الوطنية الاحترافية، أمام نادي اتحاد توراكة الرياضي، وهو الطاقم المكون من هشام التمسماني حكم وسط، ونبيل بنرقية مراقب أول في غرفة الفيديو «فار».
وقال الرجاء، في بلاغه التنديدي، إن مسؤوليه سجلوا أخطاء كارثية عرفتها مباراة النادي الأخيرة، وهي أخطاء تكررت بشكل غريب وغير مفهوم حسب مسؤولي الرجاء وساهمت، بدون أدنى شك، في التأثير على النتيجة النهائية للقاء، وتسببت أيضا في تعريض لاعبي الفريق الأخضر للخطر، وهو ما تحقق في الإصابة البالغة التي تعرض لها لاعبه نوفل الزرهوني، وهو نتيجة مباشرة لعدم حماية الطاقم التحكيمي للاعبين، حسب الرجاء.
وقال الرجاء في بلاغه إن أداء الحكم التمسماني بمعية طاقمه جسد صورة مسيئة جدا عن التحكيم المغربي، حسب مسؤولي الفريق الأخضر، وهي صورة طالما تكررت في كل مباريات الرجاء الرياضي التي كان طرفا فيها كحكم ساحة أو كمسؤول بغرفة الفار. وعلى ضوء هذه الأخطاء الجسيمة، فإن نادي الرجاء الرياضي وصل إلى حد دق ناقوس الخطر من أجل إنقاذ روح وقيم تكافؤ الفرص بين الجميع، وهو أيضا ما يمس، بكل جلاء ووضوح، صورة التحكيم الوطني، ومن خلفه صورة كرة القدم الوطنية، ضاربا بالمجهودات الجبارة التي يقوم بها الساهرون على هذا الورش الكبير عرض الحائط.
وارتباطا بالموضوع نفسه، انتقد فوزي جمال، مدرب المولودية الوجدية لكرة القدم، طريقة تدبير برمجة مباريات البطولة الوطنية، إذ قال، بعد هزيمة فريقه أمام الجيش الملكي بخماسية، أول أمس الأحد: «تنقلنا لمسافة 2000 كيلومتر في 4 أيام، لقد لعبنا أربع مباريات في أسبوعين، وأظن أنه تجب إعادة النظر في برمجة المباريات، خاصة بالنسبة للفرق التي تعاني من التنقل لمسافات طويلة».
ولم يكن الرجاء الرياضي والمولودية الوجدية الوحيدين اللذين أبديا امتعاضهما من سوء البرمجة والقرارات التحكيمية، إذ سارت على النهج ذاته مجموعة من الأندية المنتمية للقسم الوطني الأول، منذ انطلاقة مباريات إياب الدوري الوطني الاحترافي.