الأخبار
أكدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط أنهت، مساء الأربعاء الماضي، إحدى أهم محاكمات التحرش التي رافقها لغط كبير، وتتعلق بمدير ثانوية بتمارة توبع منذ سنة 2018 بتهمة هتك عرض ست تلميذات يقل سنهن عن 18 سنة، وهتك عرض راشدات بدون عنف والتحرش الجنسي.
وأصدرت الهيئة القضائية، مساء الأربعاء المنصرم، حكما يقضي ببراءة مدير الثانوية من كل التهم الموجهة إليه، خلال محاكمة مثيرة جرت أطوارها بالقاعة رقم 2 بمحكمة الاستئناف بالرباط، بحضور ممثلي وزارة التربية الوطنية، والتلميذ الذي كان قد تكلف بتصوير مقطع الفيديو المتضمن لتصريحات الضحايا، ثم المدير المتهم الذي مثل أمام الهيئة القضائية في وضعية سراح رفقة دفاعه، فيما غابت التلميذات الضحايا والأستاذات اللواتي قد تضطر المحكمة الابتدائية بتمارة إلى استدعائهن مجددا، بالنظر إلى تطورات الملف في شقها الجنائي، حيث تتابع الأستاذات بالتحريض ومغالطة العدالة، وفق تصريحات مثيرة لتلميذ بالمؤسسة، كان قد تراجع عن أقواله ووضح للقضاء ملابسات تصويره للفيديو.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن التلميذ الذي فجرت شهادته معطيات بالغة الخطورة في الملف الجنحي المتداول بالمحكمة الابتدائية بتمارة ضد أستاذة من «البيجيدي» وزميلتيها بتهمة التحريض، تم استدعاؤه من طرف المحكمة عبر القيادة العليا للدرك، بعد أن ولج سلك الدرك مباشرة بعد حصوله على شهادة البكالوريا من المؤسسة نفسها، حيث حضر إلى قاعة المحكمة، مساء الأربعاء الماضي، وأكد ملابسات إقحامه في تصوير وتوثيق مقطع الفيديو الذي فجر الفضيحة، حيث أكد أنه كان شغوفا بالتصوير السينمائي وقام بتصوير تلميذات وتوثيق شهادتهن حول تعرضهن للتحرش من طرف المدير تحت الضغط، مستبعدا مشاركته أو علمه بباقي المعطيات المرتبطة بالتهمة الموجهة إلى مدير الثانوية، ومؤكدا في الآن نفسه التصريحات ذاتها التي كان قد أدلى بها في مقطع صوتي، كان قد تسبب في اعتقال مسؤولة بحزب «المصباح» على مستوى محلية تمارة، قبل إطلاق سراحها ومتابعتها في وضعية سراح في الملف الجنحي الذي لا يزال رائجا بمحكمة تمارة، وينتظر أن تشحن مساراته اللاحقة، بعد القرار القضائي القاضي بتبرئة المدير ابتدائيا من كل التهم المنسوبة إليه، في انتظار المرحلة الاستئنافية.
وكانت مصالح الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الإقليمية لأمن تمارة قد اعتقلت في مارس من 2018، أستاذة تنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، على خلفية قضية التحرش الجنسي بتلميذات قاصرات بإحدى ثانويات المدينة، وذلك بعد التحقيق الذي أمرت به النيابة العامة، إثر ظهور تسجيلات صوتية بين هذه الأستاذة وأحد التلاميذ الذي قام بتصوير تصريحات التلميذات اللواتي اتهمن مدير المؤسسة بالتحرش بهن.
وأكدت مصادر مطلعة أن قاضي التحقيق أمر بمتابعة الأستاذة (ث.أ)، الكاتبة المحلية لحزب العدالة والتنمية بجماعة «هرهورة»، ووضعها رهن الاعتقال الاحتياطي، كما قرر القاضي نفسه في جلسة سابقة إحالة ملف المدير المتهم بالتحرش الجنسي على محكمة الاستئناف بالرباط، وذلك بعد الاستماع إلى التلميذات المشتكيات، والبالغ عددهن 6 تلميذات، وإلى ثلاث أستاذات وردت أسماؤهن ضمن تسجيلات صوتية، بين الأستاذة المعتقلة والتلميذ الذي فجر قضية الاعتداء الجنسي على تلميذات من طرف مدير المؤسسة، الذي تم اعتقاله وإطلاق سراحه لاحقا من أجل متابعته في وضعية سراح.
وعرف الملف المذكور تطورات مثيرة، حسب المصادر، بعدما دخل منعطفا جديدا إبان إجراء التحريات الأولية في الموضوع بمقر الشرطة القضائية بتمارة، حيث تقدم تلميذ رفقة والده وبشكل طوعي إلى المصالح الأمنية، من أجل الإدلاء بتصريحات جديدة، ما قلب موازين التحقيق والحقائق، حيث أكد أنه المسؤول عن تصوير تصريحات التلميذات اللواتي تقدمن بشكايات ضد المدير، مشيرا إلى أنه بإيعاز من بعض الأستاذات أنجز الشريط الذي تضمن تصريحات بالصوت والصورة للضحايا، من داخل حجرة الدرس بالمؤسسة.
ودخلت النيابة العامة على الخط حينها، حيث أمرت فرقة الشرطة القضائية المكلفة بالبحث في الملف بالاستماع إلى الأستاذات المعنيات، قبل عرضهن رفقة المدير على أنظار وكيل الملك بتمارة، الذي قرر إيداع المدير السجن، ومتابعة الأستاذات في حالة سراح أمام القضاء لاستكمال التحقيقات.
وأوضح المصدر أن التلميذ الذي مكن المحققين الأمنيين من تسجيل هاتفي جرى بينه وبين إحدى الأستاذات، عشية الاستماع إليه، والتي تشغل منصب قيادية محلية لحزب العدالة والتنمية بعمالة الصخيرات تمارة، وتدعي أنها مقربة من مسؤولين كبار بالإقليم، حيث طلبت منه التراجع عن تصريحاته التي أدلى بها لدى مصالح الشرطة، بمبرر تعرضه لضغوطات من طرف إدارة المؤسسة، وهو ما نفاه التلميذ الذي أكد للمتحدثة أن اعترافاته جاءت بإملاء من ضميره وعائلته. وفجر التسجيل الصوتي الذي سلمه التلميذ إلى رجال الأمن فضيحة من العيار الثقيل تفاعل معها وكيل الملك على الفور باستدعاء الأستاذة والاستماع إليها، بعدما خاطبت التلميذ قائلة: «انتظر أمام منزلكم غدا، ستمر عليكم سيدة نافذة تمتطي سيارة فخمة سوداء اللون، ستنقلك إلى مقر الأمن من أجل تقطيع المحضر أمام عينيك، وحنا مكيخلعوناش محاضر البوليس».