شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرحوادثمجتمع

البحرية الملكية تنقذ 80 مرشحا للهجرة السرية من فاجعة إنسانية بسواحل الرباط

درك تمارة يعتقل خمسة بارونات استقدموا مركبا ضخما من الغرب إلى نقطة الانطلاقة بشواطئ الهرهورة والصخيرات

بعد أسبوع على نجاح مصالح الدرك الملكي بتمارة في إحباط عملية تهجير كبرى استهدفت حوالي 42 مرشحا إفريقيا ومغربيا إلى أوروبا انطلاقا من شواطئ الهرهورة، باشرت عناصر المركز القضائي بسرية تمارة، أول أمس الاثنين، أبحاثا قضائية مع خمسة بارونات جرى اعتقالهم على خلفية إجهاض مصالح البحرية الملكية، ليلة الأحد الماضي، محاولة تهجير حوالي 80 مرشحا سريا إلى الخارج، بينهم فتاة في العشرينات كانت ترافق خالها ضمن الرحلة نفسها.

وأفادت مصادر خاصة «الأخبار» بأن البحرية الملكية بالدار البيضاء نجحت في إنقاذ مركب كبير تبلغ قيمته المالية حوالي 60 مليونا، كان على متنه حوالي 80 مهاجرا سريا ينحدر نصفهم  من منطقة الغرب، فيما يتوزع الباقي على مدن سلا والرباط وتمارة والصخيرات وبوزنيقة، حيث تعرض لعطل مفاجئ في عرض البحر، وكادت الرحلة أن تتحول إلى فاجعة إنسانية، قبل أن تتدخل دورية للملكية البحرية باحترافية كبيرة لتنقذ الركاب وتعبر بهم إلى بر الأمان بسواحل الدار البيضاء، حيث تم إخضاعهم للبحث من أجل الإحاطة بملابسات العملية والمسؤولين عن ترتيبات إعداد وتنفيذ هذه الجريمة التي تسائل مرة أخرى مستوى اليقظة الأمنية بشواطئ الهرهورة والصخيرات، في ظل تهافت شبكات الهجرة على هذه المواقع البحرية بعد تضييق الخناق عليهم بالشمال.

وأكدت مصادر «الأخبار» أن فرقة خاصة من المركز القضائي بسرية تمارة انتقلت إلى عين المكان، من أجل مباشرة الأبحاث اللازمة بعد إخبارها من طرف الملكية البحرية أن المرشحين الذين تم توقيفهم في عرض البحر صرحوا بأنهم انطلقوا قبل ساعات فقط من شاطئ بضواحي الرباط، وتحديدا بمنطقة بحرية توجد على خط التماس بين شاطئي الهرهورة والصخيرات.

وتفيد التحريات الأولية، بناء على تصريحات تداولها بعض المرشحين الذين أفرج عنهم بعد الاستماع إليهم رسميا، بأن الرحلة انطلقت في وقت متأخر من ليلة الأحد الماضي، عبر مركب ضخم يتسع لأكثر من 120 مرشحا، يرجح استقدامه بحرا من منطقة الغرب إلى شاطئ الهرهورة، عبر عملية محكمة خطط لها بارونات كبار متخصصون في الهجرة السرية والاتجار في البشر، ينحدرون من منطقة سيدي محمد الحمر ومولاي بوسلهام، بمساعدة وسطاء من تمارة والصخيرات وعين عتيق.

وأفادت التحريات نفسها بأن كل المرشحين الذين كلفتهم العملية مبالغ مالية تراوحت بين 15000 و30000 درهم، التحقوا، في أوقات مبكرة من صباح اليوم نفسه، بنقطة التجمع المتفق عليها، حيث توزعوا على شواطئ قريبة من الموقع المحدد، متظاهرين بالاستجمام وممارسة هواية الصيد إلى جانب باقي المواطنين، قبل أن يلتحقوا بالمركب الذي يرجح أنه قدم من أحد شواطئ الغرب قبل أن ينعطف في اتجاه الموقع المحدد وينقل كل المرشحين إلى عرض البحر، حيث قطع مسافة كبيرة ليلا ناهزت ست ساعات، حسب بعض التصريحات، ليجد المرشحون أنفسهم، بعد تعطل المركب، محاصرين بعناصر الملكية البحرية التي ألقت عليهم القبض، بمن فيهم البارونات الخمسة، وذلك على مستوى الجهة البحرية المقابلة لشاطئ الرباط.

وأوضحت مصادر الجريدة أن فرقة البحث التي انتقلت من سرية تمارة بقيادة رئيس السرية ورئيس المركز القضائي، تمكنت، في ساعات معدودة، من فك لغز هذه الرحلة السرية التي كادت أن تتحول إلى فاجعة لولا تدخل مصالح الملكية البحرية، وقد تم نقل المتهمين الرئيسيين إلى سرية تمارة، من أجل وضعهم رهن الحراسة النظرية لصالح البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة. وتشير المعطيات الأولية إلى أن الشبكة يتزعمها بارون ينحدر من جماعة سيدي محمد لحمر ضواحي سوق أربعاء الغرب، من أصحاب السوابق القضائية في قضايا الهجرة والاتجار في البشر، يرجح أنه مالك القارب الضخم الذي تناهز قيمته، حسب بعض المرشحين الضحايا بالغرب، حوالي 60 مليون سنتيم.

وذكرت المصادر نفسها، أيضا، أن الأبحاث الجارية بتنسيق مع المصالح المركزية بالقيادة العليا والقيادة الجهوية بالرباط، ينتظر أن تطيح بمتهمين آخرين، وردت أسماؤهم ضمن تصريحات المرشحين والبارونات الموقوفين، كما يرتقب أن تعتمد التحريات نفسها على نتائج الخبرات التقنية والعلمية التي ستخضع لها هواتف البارونات الموقوفين لتحديد هويات باقي المتهمين، وملابسات الإعداد والوساطة وترتيبات تنفيذ العملية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى