محمد اليوبي
حلت عناصر من الفرقة الوطنية للدرك الملكي، خلال اليومين الماضيين، بمدينة القنيطرة والمناطق المجاورة لها، من أجل البحث عن بارون «الكوكايين» والتحقيق في علاقات مفترضة تربطه مع منعشين عقاريين ومنتخبين وسياسيين أصبحوا من كبار الأثرياء في وقت قياسي، وذلك على خلفية حجز كمية من مخدر «الكوكايين» بمعبر الكركرات.
وأفادت المصادر بأن التحقيقات الأولية كشفت أن هذه الشحنة كانت متوجهة إلى منطقة الغرب، وهي في ملكية بارون مبحوث عنه، حيث قامت الفرقة الوطنية للدرك الملكي التي كانت مرفوقة بعناصر من مختلف الأجهزة الأمنية بمداهمة مقهى فاخر يوجد بوسط مدينة القنيطرة يملكه شخص يتحدر من منطقة الريف، واقتادت أحد الأشخاص إلى منطقتي «أولاد أوجيه» و«بئر الرمي»، حيث يملك البارون مستودعات لتخزين السلع، إذ تم تفتيش سيارات وشاحنات تستعمل في نقل البضائع، كما يملك مشاريع وضيعات فلاحية بنواحي القنيطرة وسوق الأربعاء الغرب وإقليمي سيدي سليمان وسيدي قاسم.
وأكدت المصادر أن العديد من المنعشين العقاريين والمنتخبين والسياسيين أصبحوا يتحسسون رؤوسهم، تخوفا من تكرار تداعيات ملف «إسكوبار الصحراء» بمنطقة الغرب، خاصة أن بعض هؤلاء السياسيين أصبحوا من كبار الأثرياء بسرعة قياسية، علما أنهم كانوا إلى وقت قريب لا يملكون شيئا. وأفادت المصادر بأن الأبحاث والتحقيقات جارية لإيقاف البارون الذي اختفى عن الأنظار.
وأفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني بأن عملية مشتركة بين عناصر الأمن الوطني والجمارك العاملة بمعبر الكركرات الحدودي، جنوب مدينة الداخلة، أسفرت زوال يوم الاثنين فاتح يناير 2024، عن إحباط عملية للتهريب الدولي لشحنة كبيرة من المخدرات القوية، وحجز 362 كيلوغراما و950 غراما من مخدر الكوكايين كانت موجهة نحو المغرب انطلاقا من الخارج.
وكانت عمليات المراقبة الحدودية والتفتيش الدقيق أسفرت عن ضبط هذه الشحنة من المخدرات القوية، المكونة من 16 رزمة، مخبأة بعناية بمقصورة وهيكل شاحنة للنقل الدولي للبضائع مرقمة بالمغرب، مباشرة بعد وصولها إلى المعبر الحدودي الكركرات قادمة من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء، فضلا عن إيقاف سائق هذه الشاحنة ومساعده، وهما مواطنان مغربيان يبلغان من العمر 40 و41 سنة، وجرى إخضاع السائق المشتبه فيه ومساعده للبحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد جميع الامتدادات المحلية والدولية لهذا النشاط الإجرامي، وكذا اعتقال جميع المتورطين الضالعين في ارتكابه.
وأكد البلاغ ذاته أن هذه العملية الأمنية تندرج في سياق المجهودات المكثفة التي تبذلها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني لمكافحة التهريب الدولي للمخدرات، وتحديدا الاتجار غير المشروع في المخدرات القوية والمؤثرات العقلية المهربة انطلاقا من خارج المغرب.
