النعمان اليعلاوي
تعيش شوارع عدد من الأحياء في الرباط فوضى منقطعة النظير بسبب انتشار الباعة الجائلين في عدد من الأزقة بالمقاطعات. واستنكر سكان حي التقدم ومنطقة «الشاطو»، في شكاية وجهوها إلى والي الرباط، محمد يعقوبي، والسلطات المحلية بالمدينة، الفوضى والتسيب الذي يعرفه الحي، في ظل تجاهل مصالح الجماعة ومجلس مقاطعة اليوسفية لمطالبهم بمعالجة مشكل احتلال الملك العمومي من طرف الباعة المتجولين.
وأشار المشتكون إلى أن «الوضع الذي باتت عليه شوارع الحي والفوضى التي تعمه بالإضافة إلى باقي شوارع وأزقة المقاطعة، فاق التحمل، ما دفع حوالي 400 من السكان و24 جمعية للمجتمع المدني بالإضافة إلى 15 شركة تجارية، إلى توجيه شكاية مستعجلة إلى عامل الإقليم ووالي الجهة، طلبا للتدخل من أجل الحد من الفوضى التي تعم المنطقة».
في السياق ذاته، أشار متحدث، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، إلى أن «المقاطعة تتوفر على أسواق نموذجية صرفت فيها الملايين من الدراهم، غير أنها ظلت مغلقة، ويرفض هؤلاء الباعة الجائلون دخولها بذريعة أنها مهجورة من طرف الساكنة ويفقدون زبائنهم»، موضحا أنه «تمت مراسلة جميع المعنيين بشكل تسلسلي بدءا بقائد المقاطعة ثم الباشا، وسيتم تقديم ملف للمديرية الوصية بوزارة الداخلية»، حسب المتحدث، الذي أشار إلى أن «الفوضى التي يتسبب فيها الباعة الجائلون زيادة على احتلالهم للملك العام، من شجارات ومشادات وتلويث للأماكن وإغلاق الطرقات في وجه الساكنة وتجار المحلات، تستوجب تدخلا عاجلا لمعالجة المشكل»، مضيفا أن «جمعيات المجتمع المدني قدمت مقترحات للحل على رأسها تخصيص مساحة فارغة للباعة من أجل تشييد سوق قريب من الساكنة يضمن توافد الزبناء، وهو المقترح الذي تدرسه السلطات المحلية ولم نتلق بعد جوابا بشأنه».
وسبق لعبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، أن أصدر تعليمات صارمة إلى عمال الأقاليم، من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة لمحاربة ظاهرة احتلال الملك العام، وإنهاء حالات الفوضى والعشوائية التي تعيشها عدد من شوارع المدن المغربية. وشهدت عدد من أحياء مدينة الرباط حملات موسمية للسلطات المحلية، كانت آخرها بحي حسان من أجل تحرير الملك العمومي من الباعة الجائلين والمحلات التجارية التي تحتل الأرصفة لأغراض تجارية، بعد عدد من الشكايات وتحركات عدد من الفعاليات الجمعوية والحقوقية التي نادت بتدخل السلطات العمومية للحد من استفحال الظاهرة.