شوف تشوف

الافتتاحية

الانفصال وخطر الملالي

وضع المغرب المنتظم الدولي أمام مسؤولياته، قبل تدهور الأوضاع في شمال إفريقيا، بناء على التنديد القوي الذي عبر عنه بلدنا على لسان عمر زنيبر، سفيره الممثل الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف، بوجود عناصر لحزب الله الشيعي بمخيمات تندوف، تقوم بتدريب عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية، موضحا أن المغرب لا يتحدث من فراغ، بل بوجود أدلة غاية في الخطورة وغير مسبوقة، تثبت وجود مدربين عسكريين من حزب الله اللبناني في مخيمات جبهة البوليساريو، وإمداد الحزب الحليف لإيران الانفصاليين بالسلاح.
طبعا هذه ليست المرة الأولى التي ينبه فيها المغرب المنظمات المكلفة بحماية الأمن والسلم الدوليين إلى دعم الحزب الشيعي، الذراع العسكرية لإيران، لمقاتلي البوليساريو بالتدريب والسلاح، فقد سبق لناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون، أن أعلن قبل ثلاث سنوات، عن تورط حزب الله بأوامر من القيادة الإيرانية في إرسال أسلحة إلى البوليساريو، عن طريق عنصر في السفارة الإيرانية بالجزائر.
ويحاول المغرب مرة أخرى إثارة انتباه العالم إلى أن ثمة غزوا شيعيا بإيعاز من حكام الجزائر، من شأنه أن يهدد المنطقة ويزعزع أمنها واستقرارها، فالمعطيات الدقيقة التي تتوفر عليها مؤسساتنا الاستخباراتية تؤكد أن الأحداث الجارية والخطط المعدة تسير نحو استيطان إيراني دائم وغزو شيعي، بشقيه العسكري والفكري لشمال إفريقيا، بمباركة من الجارة الشرقية. وإذا كان الحقل الديني المغربي الذي يشرف على تدبيره أمير المؤمنين، محصنا ضد هذه التيارات الهدامة والماسة بوحدة المذهب المغربي القائم على المذهب السني المالكي، فإن الجانب العسكري يستوجب اليقظة، ويتطلب إقحام المنتظم الدولي في حماية الأمن والسلم الدوليين بشمال إفريقيا، قبل أن تتحول إلى ما لا يحمد عقباه، بسبب تهور حكام المرادية.
فقد أصبح من الواضح أن الجزائر حرقت كل أوراقها الديبلوماسية، ولم يعد يهمها مستقبل الأمن القومي لشمال إفريقيا، وتوجهت إلى فتح الباب مشرعا للأطماع الإيرانية المحفوفة بمزيد من المخاطر، سيما أن نظام الملالي الحالي يضع نصب أعينه إيجاد موطئ قدم بمنطقتنا، بعدما تسربت أذرعه الإيديولوجية والعسكرية إلى كل مناطق النزاع العربي، في اليمن والسعودية ولبنان وسوريا والعراق وليبيا…
من هنا، نفهم أبعاد الارتباط السياسي بين الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية وحزب الله، التي تحمل في طياتها تمهيدا لوجود إيراني قوي، ويكفي ما قاله الأمين العام للحزب حسن نصر الله: «ما أنا إلا جندي من جنود خامنئي».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى