طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن الاكتظاظ الذي بات يعرفه مركز بوعراقية لمحاربة السل بطنجة، أعاد للواجهة أخيرا، اتفاقيات تضم مبالغ مالية طائلة لتأهيل هذا المركز، لكن يبدو أنه تم وضعها في الأرشيف تشير المصادر نفسها، خاصة في ظل وجود تقارير تنبه إلى أن الداء بات منتشرا بالمدينة، وأضحى يحتل مراتب متقدمة في هذا الجانب وطنيا، بفعل عدة عوامل منها التلوث الناتج عن المناطق الصناعية والسيارات، فضلا عن مخلفات المطرح البلدي السابق بمقاطعة مغوغة، في وقت تتوفر طنجة على هذا المركز الوحيد لمراقبة مرضى هذا النوع من الداء.
وسجلت المصادر نفسها توافد أعداد جديدة من المرضى إلى هذا المركز، بينما طالبت مجددا أطر طبية، المصالح الوصية على القطاع، بإخراج اتفاقيات لتجويد مركز السل بطنجة، حيث سبق أن أعلنت الجهة أنها ستلتزم بالمساهمة في دعم تنزيل المخطط الجهوي لمكافحة داء السل داخل الجهة، وتعزيز المستشفيات بالتجهيزات الطبية، ودعم مراكز تحاقن الدم والعمل على عقد شراكات متعددة الأطراف من أجل دعم جودة الصحة العمومية بالجهة، من خلال اقتناء مجموعة من التجهيزات المتعلقة بتشخيص ومعالجة داء السل حسب الحاجيات، وإصلاح وتجديد وتجهيز مراكز التشخيص والمراكز الصحية المندمجة، والمصالح الاستشفائية، وتضمنت هذه الاتفاقيات تعزيز مستشفيات الجهة بالتجهيزات الطبية، واقتناء سيارات مجهزة ومتنقلة توضع رهن إشارة عمالات وأقاليم الجهة وفق برنامج تضعه المديرية الجهوية للصحة.
إلى ذلك، فقد ارتفعت الأصوات من جديد، في ظل وجود أرقام مخيفة حول مرض السل المنتشر بعاصمة البوغاز، حيث تجاوزت النسبة بطنجة وحدها أزيد من 2000 مصاب بناء على آخر التقارير الرسمية، وهو رقم قياسي لم يسجل من قبل في السنوات الماضية، مما يطرح أكثر من تساؤل حول مدى نجاعة البرنامج الوزاري الخاص بمحاربة داء السل الذي يراهن على القضاء على الوباء، خاصة وأن كل المؤشرات تدل على تراجع ذلك الرهان في غياب التشخيص الحقيقي للأسباب التي تؤدي إلى انتشار المرض وتزايد نسبة الضحايا. وقالت بعض المصادر المطلعة، إن مركز بوعراقية بعاصمة البوغاز، بات يتيما والذي انطلق العمل به في عهد الحماية، ولم يعد يواكب التطور السكاني والعمراني الذي عرفته المدينة، حيث لم يعد يف بالمطلوب من حيث طبيعة العمل ونوعية الخدمات المقدمة للمرضى وكذلك البنية العمرانية لهذه المؤسسة.