إعداد: أميمة سليم
مع دخول فصل الخريف واقتراب فصل الشتاء، يعاني الكثير من الأشخاص من شعوركبير بالحزن، يؤدي إلى ضعف إنتاجيتهم، إلى جانب التقلبات المزاجية، كما قد يعاني بعض الأشخاص من مشكلات النوم أو اضطرابات الشهية، والبعض يواجه مخاطر قد تصل إلى الأفكار الانتحارية.
يطلق عامة الناس على هذه الحالة «أحزان الشتاء»، بيد أنها في الحقيقة نوع من الاضطراب النفسي يعرف بـ «الاضطراب العاطفي الموسمي». ويشمل هذا الاضطراب مجموعة من الأعراض قد تختلف من شخص إلى آخر، لكنها في الأغلب تتعلق بالمزاج والحالة النفسية والقدرة على الإنتاج.
ما هو الاكتئاب الموسمي؟
الاكتئاب الموسمي أو الاضطراب العاطفي الموسمي،هو اكتئاب مؤقت يظهر عادة في فصل الخريف أو الشتاء. ربما يرجع ذلك إلى نقص ضوء الشمس.
ما هي أعراض الاكتئاب الموسمية؟
تحدث الأعراض دائمًا تقريبًا في نفس الوقت من العام، خاصة في نونبرودجنبر ويناير. تختفي تدريجيا في الربيع أو بشكل عفوي أثناء جولة تحت الشمس.
يعاني المصابون بهذا الاضطراب أثناء اختلاف المواسم المناخية من الأعراض الشائعة والمعلومة عن الاكتئاب مثل :
تشمل الأعراض الرئيسية للاكتئاب الموسمي:
-الحزن الجارف.
-الارتباك الشديد.
-الانزعاج العصبي.
-فقدان الشغف للقيام بالأنشطة اليومية.
-عدم الاستمتاع بالأشياء أو الأنشطة التي اعتاد الشخص على الاستمتاع بها.
-الانسحاب من بين العائلة والأصدقاء.
-الشعور الدائم بالتعب والإرهاق المستمر.
-اضطراب النوم.
-اضطراب الشهية.
-عدم القدرة على التركيز وضعف القدرات الإدراكية.
-زيادة وقت النوم
-النعاس أثناء النهار
-فرط الحساسية للبرد.
-الرغبة الشديدة في تناول المنتجات الحلوة، والتي غالبا ما تؤدي إلى زيادة الوزن.
الأشخاص المعرضون للخطر
يؤثر الاكتئاب الموسمي بشكل رئيسي على النساء. نادرا ما يتأثر الأطفال والمراهقون. من المرجح أن يظهر الاكتئاب الموسمي عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب مزاجي آخر (مثل الاضطراب ثنائي القطب) أو في تاريخ عائلي من الاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، يلعب التوزيع الجغرافي دورًا رئيسيًا. كلما ابتعدنا عن خط الاستواء، زاد عدد الأشخاص المصابين بالاكتئاب الموسمي بسبب قلة عدد ساعات سطوع الشمس. على سبيل المثال، في ألاسكا، يعاني حوالي 9٪ من السكان من الاكتئاب الموسمي. ويمثل هذا في أوروبا ما بين 3 و 4٪ من السكان.
التشخيص
يستند الطبيب على مدة وشدة وفترة ظهور الأعراض للتمييز بين الاكتئاب الموسمي ونوع آخر من الاكتئاب.
علاج الاكتئاب الموسمي
يمكن أن يكون العلاج بالضوء فعالاً في الوقاية من الاكتئاب الموسمي أو مكافحته: المبدأ هو أن تعرض نفسك بانتظام لمصدر للضوء الأبيض، قريب من الضوء الطبيعي. يعتبر العلاج بالضوء طريقة جيدة لمحاربة الكآبة الموسمية. يمكن أيضًا التفكير في العلاج النفسي واستخدام مضادات الاكتئاب في الأشكال الحادة من الاكتئاب الموسمي.
النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الموسمي
أظهرت دراسة من جامعة جلاسكو، اسكتلندا، أن النساء أكثر حساسية لتقلبات المزاج التي تسببها الفصول.
وفقا لدراسة نشرت في «مجلة الاضطرابات العاطفية»، فإن النساء أكثر عرضة من الرجال لتجربة التغيرات الموسمية في المزاج، مع ارتفاع أعراض الاكتئاب الموسمي هذه خلال أشهر الشتاء.
يبدأ الاضطراب العاطفي الموسمي (المعروف أيضًا باسم الاكتئاب الموسمي) تدريجيًا في أواخر الخريف وغالبًا ما يختفي في أوائل الربيع. تتمثل الأعراض الرئيسية لهذا النوع من الاكتئاب في الشعور بانعدام القيمة ونقص الطاقة والتعب وقلة الاهتمام بالأنشطة الممتعة عادةً (أو فقدانلذه القيام بالأشياء).
لفهم الاضطراب العاطفي الموسمي بشكل أفضل، درس الباحثون في جامعة جلاسكو البيانات الصحية من 150 ألف بالغ، ونظروا في الأعراض الاكتئابية لهؤلاء المشاركين من خلال ربط أعراض الاكتئاب بطول الأيام ومدى متوسط درجات الحرارة الخارجية.
ووجدوا أن أعراض الاكتئاب والتعب وفقدانالرغبة كانت أقوى في الشتاء لدى النساء. وحتى لو تضاءل الاكتئاب وفقدان الرغبة مع مرور الأيام، فيبدو أن التعب مستمر.
ووفقًا للدكتور دانيال سميث، المؤلف الرئيسي للدراسة، فإن هذه النتائج تقدم دليلًا إضافيًا على أن النساء هن أكثر عرضة للشكل الموسمي للاكتئاب من الرجال.
مغذيات تحسن المزاج
يمكن لبعض العناصر الغذائية والعناصر النزرة أن تلعب دورًا إيجابيًا في الاكتئاب. جنبا إلى جنب مع نمط حياة صحي، هم المفتاح لمنع انخفاض المعنويات.
أوميغا 3 لتعزيز التوازن العاطفي
تلعب أوميغا 3 دورًا مهمًا في الحالة المزاجية. تساهم جرعة جيدة في تحسين أداء الوظائف المعرفية والتوازن العاطفي. توجد في الأسماك الزيتية مثل السلمون والماكريل والسردين الصغيرة … والتي تحتوي أيضًا على فيتامين د، والذي قد يكون نقصه تفسيرًا آخر للإرهاق وانخفاض المعنويات. «لا تتردد في تناوله ثلاث مرات في الأسبوع»، تنصح الدكتورة لورنس بلومي، أخصائية التغذية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استهلاك الأميغا 3 على شكل مكملات غذائية، في علاج لمدة 15 يومًا يباع في الصيدليات.
حمض للحد من القلق
التربتوفان هو حمض أميني أساسي يعزز إنتاج السيروتونين. مهم، لأن هذا الناقل العصبي يجب أن يكون بكمية كافية ليلعب دوره كهرمون لتحسين المزاج. يوجد في الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم (التي لا ينبغي إهمالها الغنية أيضًا بالحديد المضاد للإرهاق)، في منتجات الألبان والبيض.
الليثيوم لتنظيم المزاج
«الليثيوم هو عنصر ضئيل يعمل كمنظم للحالة المزاجية من خلال اللعب على توازن الدوبامين / السيروتونين»، كما يشير الدكتور إريك لورين، معالج بالطب البديل، رئيس المعهد الأوروبي للمواد النباتية. «يكون عنصر تتبع الليثيوم مفيدا إذا شعرنا بالعصبية أو إذا كانت إيقاعاتنا البيولوجية غير متزامنة (إرهاق السفر، جداول متغيرة…). كما أنه يساعد في تحسين النوم المضطرب. يأتي بشكل رئيسي من مياه الشرب.
كمكمل، يوجد في شكل أمبولات (جرانيون الليثيوم، 8.50) أو أقراص (أوليجوستيم ليثيوم). الجرعة التقليدية هي من 1 إلى 2 أمبولة في اليوم، لكن «يمكننا أن نصل إلى ثلاث أو أربع أمبولات في بعض الحالات»، كما يقول الدكتور لورين. لا يجب الخلط بينه وبين عقار الليثيوم الموصوف لعلاج الاضطراب ثنائي القطب والذي يحتوي على 250 ملغ من الليثيوم (مقارنة بـ 1 مجم للأمبولات).
المغنيزيوم.. مضاد للإجهاد
العصبية والتهيج والقلق المؤقت… يمكن أن تكون مرتبطة بنقص المغنيزيوم. الأمر الذي لا يساعد على معنوياتك عندما تكون مكتئبًا. يوضح الدكتورة بلومي: «يُعرف بأنه مضاد للتوتر، فهو يشارك في أكثر من 300 تفاعل إنزيمي في جسم الإنسان ويعمل بمثابة مرخي عندما نكون متوترين».
من أجل الحصول عليه بشكل كافي، نفضل الشوكولاتة الداكنة والفواكه الزيتية (الجوز والبندق واللوز) وبعض المياه الغنية بالمغنيسيوم. تنصح الدكتورة بلومي: «من المهم جدًا أن تستمر في الترطيب جيدًا عن طريق شرب (1.5 لتر) يوميًا عندما تكون مكتئبًا لتحسين محاربة التعب، المرتبط أحيانًا بالجفاف».