تواصل عناصر الأمن الوطني والدرك الملكي مواجهة مروجي الأخبار الزائفة، والمستهزئين بالأرقام المجانية التي وضعتها السلطات العمومية ولجان اليقظة الطبية المدنية والعسكرية للتواصل مع المواطنين حول مستجدات الحالة الوبائية بالمغرب المرتبطة بجائحة كورونا، في إطار مقاربة استباقية لمحاصرة انتشار الفيروس.
وحسب مصادر خاصة بـ«الأخبار»، فقد تمكنت عناصر الدرك الملكي بكل من تازة والدار البيضاء أخيرا، من اعتقال شابين بينهما قاصر في السابعة عشرة من عمره، تورطا في إزعاج لجان اليقظة الطبية التابعة للطب العسكري التي خصصت لها السلطات العمومية أرقاما هاتفيا خاصة رفقة باقي المصالح الطبية الأخرى من أجل الاستفسار حول كل ما يرتبط بالحالة الوبائية والإخبار عن الاشتباه في الإصابة بالفيروس، حيث يتم التجاوب مع المواطنين وتقديم المساعدات اللازمة لهم.
وتلقت المصالح المختصة بالمستشفيات العسكرية والوحدات التي تم إحداثها لتعزيز فرق الطب المدني بالمستشفيات بمختلف المدن المغربية تنفيذا للتوجيهات الملكية، أخيرا، سيلا من المكالمات المزعجة والمستهزئة التي تستهدف انسيابية ونجاعة التواصل بين المواطنين المرضى والمشتبه بتعرضهم لأعراض فيروس كورونا. وبعد تكرار العملية بشكل متعمد، جرى الاتصال بالسلطات الأمنية والقضائية من أجل فتح تحقيق ورصد موقع ومرتكب هذه المخالفة الخطيرة، حيث تم تحديد موقع المشتبه به بمنطقة نائية بضواحي مدينة تازة، بفضل تدخل مباشر من الفرق التقنية المختصة بالقيادة العليا للدرك الملكي، وتمت مداهمة المتهور ببلدته الريفية واعتقاله، وتبين أنه راعي غنم في السابعة عشرة من عمره، حيث تم وضعه رهن المراقبة لدى عناصر الدرك بتازة، من أجل متابعته من طرف قاضي الأحداث بتهمة التورط في إجراء مكالمات هاتفية كاذبة تبلغ عن إصابات وهمية بفيروس كورونا، والاستهزاء بالأطقم المعبأة من طرف الدولة للتجاوب مع المواطنين.
وفي واقعة مماثلة جرت قبل يومين بالدار البيضاء، أزعج مجهول طاقما طبيا يشتغل ضمن لجان اليقظة المذكورة التي خصصتها الدولة للتواصل مع الحالات المشتبه بها التي تعاني أعراض الإصابة بفيروس كورونا لتنفيذ التدخلات الطبية اللازمة. وبعد التحريات الدقيقة التي تكلفت بها مصالح القيادة العليا للدرك الملكي، بعد إخطارها من طرف مسؤولي الطب العسكري، تم رصد مصدر هذه المكالمات بالدار البيضاء، قبل أن تكشف الأبحاث أن صاحبها هو صاحب محل تجاري (صاكة) مخصصة لبيع السجائر، تعمد إزعاج أرقام النداء والاستشارات الطبية الرسمية بأخبار وطلبات زائفة وغير مسؤولة، ليتم اعتقاله ووضعه رهن الحراسة النظرية في انتظار عرضه على العدالة.
وبمدينة وزان، نجحت مصالح الحموشي، قبل يومين، في اعتقال صاحب مقطع فيديو حور حقيقة إصابة فتاة من مدينة وزان بفيروس كورونا، وهي الحالة الوحيدة التي تم تسجيلها بوزان لحد الساعة، وتتعلق بفتاة كانت تشتغل بأحد المعامل بمدينة طنجة، وانتقلت قبل أيام إلى مدينة وزان لتقضي فترة الحجر الصحي مع أسرتها على متن سيارة أجرة من النوع الكبير مرخصة قانونا من طرف السلطات، إلا أن الشاب الذي جرى اعتقاله كال لها اتهامات خطيرة بمسؤوليتها المباشرة في نقل الفيروس إلى مدينة وزان وسكانها، مدعيا أنها تنقلت إلى المدينة بشكل سري وسط شاحنة مكلفة بنقل الخضر من طنجة إلى وزان بتواطؤ من السلطة التي سمحت لها بذلك.
تصريحات المتهم المضللة التي نشرها في مقاطع فيديو وفي تدوينات فيسبوكية، خلقت هلعا كبيرا بمدينة وزان التي سجلت بها حالة واحدة فقط، وهي جد مستقرة لحد الساعة، وتفاعلت معها الأجهزة الأمنية والقضائية التي بادرت باعتقال المتهم المتهور وأحالته على التحقيق بأمر من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بوزان.