شوف تشوف

الافتتاحية

الاستفتاء مات ودفن

صدر التقرير الجديد للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول الصحراء المغربية، والذي يغطي الفترة من فاتح شتنبر 2020 إلى 31 غشت 2021. والموجه إلى مجلس الأمن ليكون بمثابة أساس لقراره القادم خلال الشهر الجاري. الجديد في التقرير أنه يسلط الضوء على الإنجازات الدبلوماسية للمملكة في الصحراء المغربية خلال العام الماضي، وفي مقدمة تلك الإنجازات الافتتاح التاريخي للقنصليات العامة من قبل 16 دولة في مدينتي العيون والداخلة، مما يدل على الاعتراف الدولي والدبلوماسي بمغربية الصحراء. بالإضافة إلى التذكير باعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على كامل تراب الصحراء، مجددة دعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي الجاد وذي المصداقية والواقعي، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لهذا النزاع.
التقرير رد بطريقة واضحة على القرار الأخير لمحكمة العدل الأوربية التي بررت إلغاء اتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة بعدم استفادة سكان الصحراء من عائدات الاتفاقيتين، فهذه هي السنة الرابعة على التوالي والسادسة التي يشير فيها الأمين العام للأمم المتحدة إلى الاستثمارات المغربية في الصحراء.
حيث خصص عدة فقرات في تقارير 2016 و2018 و2019 و2020 للتنمية الاجتماعية والاقتصادية واستثمارات المغرب في أقاليمه الجنوبية، والتي يعد السكان المحليون المستفيدين الرئيسيين منها.
طبعا تلقفت جبهة البوليساريو وولي أمرها الجزائر المسودة الأممية بصمت القبور، ونتذكر أنه في الماضي القريب، وبمجرد صدور مثل هذه المسودة، كانت تتهاطل مثل زخات المطر القصاصات الإخبارية من الوكالة الرسمية الجزائرية، التي تختار بعناية مقتطفات من مسودة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة وتحويرها من أجل خدمة الأطروحات المناهضة للمغرب.
في الحقيقة مسودة غوتيريش لها عنوان واحد هو الإقبار النهائي لخيار الاستفتاء كحل غير واقعي لصالح حل سياسي تفاوضي ومقبول من الأطراف. لقد آن الأوان لتدرك الجزائر وصنيعتها أن الحل لا يكمن في الاستفتاء، أو التهديد بالحروب أو الاستثمار في التوتر المصطنع، ولكن في الدفع نحو حل سياسي تفاوضي ينهي لعبة الانفصال التي تمت صياغتها في الغرف المظلمة للمخابرات الجزائرية.
ومن خلال نتائج الحكم الذاتي وحده يمكن للمغرب أن ينفتح على كل متطلبات التدبير المحلي والجهوي، وليس عبر استفتاء معلق في الهواء إلى أجل غير مسمى. لأن الحقيقة الوحيدة التي يعتقدها المغاربة ومستعدون للدفاع عنها بالغالي والنفيس، هي أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها كما قال الراحل الملك الحسن الثاني ذات يوم، ولا أحد بمقدوره تغيير هذا الواقع. وأي مطلب ينتهي بغاية فصل الصحراء عن المغرب فهو مجرد لذة لأحلام لليقظة قد تنتهي بكابوس صادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى