مع انتشار الشاشات كظاهرة حديثة، لا يملك العلم الإدراك الضروري لمعرفة الآثار طويلة المدى للتعرض المبكر والمكثف لأجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف المحمول، خاصة بين الأطفال. ومع ذلك، يجب توخي الحذر وفقا لتوصيات الوكالة الوطنية للأمن الصحي، والتي تحذر من التعرض المفرط منذ سن مبكرة، والذي قد يترافق مع مشاكل في الذاكرة، أو النوم، أو الانتباه. وفقا لها، فإن العزلة الاجتماعية، والاكتئاب، وقلة النشاط البدني أو السمنة من الآثار الجانبية المحتملة التي من الأفضل تجنبها.
أظهرت دراسة جديدة أن الطلاب الذين يشاهدون أكثر من ساعتين من التلفاز يوميا أو يقضون أكثر من ساعة يوميا على جهاز كمبيوتر، يواجهون انخفاضا في الأداء الدراسي بعد عامين. وهي دراسة أجراها معهد مردوخ لأبحاث الأطفال ونشر في مجلة «Plos One» ، تكشف أن استخدامها على هذا التردد بين الثمان و التسع سنوات يخفض مستويات القراءة والحساب لديهم في سن العاشرة والحادية عشر سنة، ما يعادل التعلم المتقطع لمدة أربعة أشهر. تقول الدكتورة ليزا موندي، المؤلفة الرئيسية للدراسة أن التأثيرات الصحية للشاشات حظيت باهتمام كبير، لكن هذه الدراسة تبحث في الجانب الأكاديمي والدراسي.
للقيام بذلك، قام الباحثون باستخدام 1239 طفلا من مجموعة تسمى «دراسة الانتقال من الطفولة إلى المراهقة» والتي تم قياس نتائجها الأكاديمية في سن الثمان والتسع سنوات وبعد ذلك بعامين في العاشرة والحادية عشر سنة، باستخدام برنامج تقييم أسترالي يسمى «برنامج التقييم الوطني، محو الأمية والحساب» وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثمان والتسع سنوات والذين شاهدوا التلفزيون أكثر من ساعتين يوميا أو استخدموا الكمبيوتر لأكثر من ساعة في اليوم كان أداءهم الأكاديمي أقل بمقدار 12 نقطة في القراءة والحساب بعد عامين. مقارنة بالأطفال الذين استخدموا هذا النوع من الشاشات بمزيد من الاعتدال.
يلاحظ العلماء أنه خلال هذه الفترة أصبح استخدام الشاشات التسلية الأكثر شيوعا لهؤلاء الأطفال، لكنها قد تؤثر على نتائج المدرسة لعدة أسباب، من خلال تقليل نشاطهم البدني ونومهم ووقتهم. مكرسة للواجبات المنزلية وقدرتها على التركيز. وتعتبر السنوات الابتدائية هي الفترة التي تكون فيها الصعوبات الأكاديمية تنبؤية لنتائج المدرسة المتأخرة والتسرب من المدرسة. تضيف الدكتورة ليزا موندي أن هذه السنوات هي أيضا فترة يزداد فيها استخدام الشاشات بشكل كبير ويكون للأطفال رأي أكبر في وسائل الإعلام التي يستهلكونها.
وخلصت الدراسة إلى أن هذه النتائج مهمة للآباء الذين يجب أن يأخذوا في الاعتبار ليس فقط نوع التعرض للتلفاز والكمبيوتر، ولكن أيضا مدة التعرض للتلفاز والكمبيوتر.