طنجة: محمد أبطاش
كشفت معطيات رسمية، أنه تم تحويط الحريق الذي اندلع بغابتي «كاب سبارتيل» و«الرميلات» بطنجة بنسبة تناهز 85 في المائة لحدود أول أمس السبت، بعد الاستعانة بنحو 600 عنصر بشري، في وقت تضرر نحو 45 هكتارا من الغطاء الغابوي. واندلع الحريق حوالي الساعة السادسة من مساء الخميس الماضي، بالمنطقة المسماة «دونابو» بالغابة الحضرية «كاب سبارتيل»، الواقعة غرب مدينة طنجة، حيث كانت نسبة خطورة الحريق عالية، بسبب هبوب الرياح وكثافة الغطاء الغابوي بالمنطقة.
وحسب المعطيات نفسها، فإنه مباشرة بعد إعطاء الإنذار الأول تحركت كل فرق التدخل المعنية، على المستوى البري والجوي، وفق البروتوكول الجاري به العمل، من أجل السيطرة على النيران، في وقت تمت تعبئة حوالي 600 عنصر من الوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة والسلطات المحلية والدرك الملكي والأمن الوطني والإنعاش الوطني والمياه والغابات، إلى جانب العشرات من الآليات.
كما تم دعم جهود فرق التدخل البرية لإخماد النيران بالاستعانة بأربع طائرات «كانادير»، تابعة للقوات المسلحة الجوية، وطائرتي «توربو تراش»، تابعتين للدرك الملكي. واستنادا إلى المعطيات، فقد سجل كون الحريق تسبب في تضرر مساحة تقدر بحوالي 40 هكتارا من الغطاء الغابوي المكون بشكل أساسي من الصنوبريات.
وحسب بعض المصادر، فإنه لم تسجل أي إصابات في صفوف فرق التدخل أو سكان المنطقة، بينما تم تسجيل أضرار طفيفة في بعض المنازل، في حين باتت فرق التدخل تتوخى الحيطة والحذر، وتواصل بذل كل الجهود الممكنة من أجل السيطرة بشكل نهائي على الحريق خلال الساعات المقبلة. وذلك بعد مجهودات وصفت بالجبارة التي قامت بها السلطات المتدخلة، سواء من الناحية البرية، أو عبر استعمال طائرات «كانادير»، في وقت باتت الجهود متواصلة للسيطرة على بؤرة واحدة صغيرة بالجهة الشمالية للحريق، مع اتخاذ الحيطة والحذر لمنع اندلاع النيران من جديد.
وتواصلت المجهودات القائمة بشكل كبير، كما عمدت السلطات المختصة إلى تطويق شامل لمكان الحريق، عبر منع المدنيين، بل حتى وسائل الإعلام من الاقتراب من الرقعة التي اندلعت فيها النيران، على إثر تسجيل تدفق كبير للمواطنين الفضوليين إلى الغابة المعنية، لمعاينة الحريق، وهو ما يشكل خطرا إضافيا، سواء على هؤلاء الفضوليين أنفسهم، أو السلطات التي كانت تحاول جاهدة تطويق هذه النيران باستعمال كل الوسائل المتاحة، نظرا إلى تسجيل حوادث متكررة من محاولة بعض الأشخاص تقديم المساعدة، ليتحولوا في ما بعد إلى ضحايا يستوجب إنقاذهم.
وكان هذا الحريق المهول قد اندلع منذ ليلة الخميس الماضي، بغابة «الرميلات» التي توصف برئة مدينة طنجة، والتي تعتبر المتنفس الوحيد المتبقي للسكان المحليين، مما أدى إلى إتلاف مساحات مهمة من هذه الغابة، قبل أن تنتقل وحدات للوقاية المدنية إلى عين المكان، لدعم جهود شاحنة للإطفاء يتم وضعها بشكل دوري أمام هذه الغابة تحسبا لمثل هذه الحرائق، وتبين في ما بعد أن أصل الحريق هو غابة «دونابو»، وسط غموض عن ظروف نشوبه، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات القضائية والأمنية في هذا الإطار.