شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرخاصسياسية

الاتفاق الثلاثي المغربي-الأمريكي-الإسرائيلي …ثلاث سنوات من تقارب اقتصادي وسياسي 

الاتفاق الذي وقع بين يدي الملك محمد السادس 2020 رسم خطوط معالم العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإسرائيل

في 10 دجنبر  2020، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي على تويتر، أن المغرب وإسرائيل اتفقا على تطبيع العلاقات بينهما بوساطة أمريكية، كما أعلن، في تغريدة أخرى، توقيع إعلان يعترف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية أسوة باعتراف المملكة المغربية بالولايات المتحدة عام 1777، قبل أن يعلن الديوان الملكي عن إجراء محادثة هاتفية بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تباحث خلالها سبل استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية والرحلات بين إسرائيل والمغرب، كما أعلن الرئيس الأمريكي إصدار مرسوم رئاسي، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية.

وبموجب الاتفاق أخطرت إدارة دونالد ترامب الكونغرس بصفقة أسلحة للمغرب تضم 4 طائرات عسكرية مسيرة من طراز إم كيو-9 ريبر وذخائر من طراز إيه جي إم-114 هيلفاير وبيفواي  وذخائر الهجوم المباشر المشترك بقيمة بلغت مليار دولار. وفي اليوم نفسه أعلن الديوان الملكي عن إجراء الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس أبو مازن، لإطلاعه على فحوى الاتصال الهاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدا، وفق البيان، موقف المملكة الداعم للقضية الفلسطينية الثابت بلا تغيير والقاضي بحل الدولتين، وفق المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي كسبيل وحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع.

 

في 11 دجنبر 2020، أصدر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بيانا ثمن من خلاله تطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية فيما اعتبره «خطوة رائعة أخرى باتجاه السلام»، بموجبها سيتم السماح بمرور الرحلات الجوية فوق أجواء البلدين وتعزيز التعاون الاقتصادي غير المقيد بين الشركات الإسرائيلية والمغربية، مشيدا في الآن نفسه بعمل فريقه والمستشار الخاص جاريد كوشنر. مضيفا «اعترف الرئيس ترامب أيضا بسيادة المملكة المغربية على الصحراء الغربية. ولا تزال الولايات المتحدة تعتبر أن المفاوضات السياسية هي وحدها قادرة على حل المشاكل بين المغرب والبوليساريو. لطالما قلنا إن تلك المفاوضات يجب أن تتم ضمن إطار خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب».

 

استقبال ملكي للوفد الإسرائيلي

 

الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الأقاليم  الجنوبية مهد الطريق لاستقبال الملك محمد السادس مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، بالقصر الملكي بالرباط، الوفد الأمريكي – الإسرائيلي الذي حل في زيارة رسمية بالمملكة، ودشن أول رحلة تجارية بين الرباط وتل أبيب، وكان يضم كلا من جاريد كوشنر، المستشار الرئيسي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق؛ ومئير بن شبات، مستشار الأمن القومي لدولة إسرائيل، وأفراهام بيركوفيتش، المساعد الخاص لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية والممثل الخاص المكلف بالمفاوضات الدولية.

 

وخلال هذا الاستقبال، جدد الملك الإعراب عن ارتياحه العميق للنتائج التاريخية للاتصال الذي أجراه في 10 دجنبر 2020 مع دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يشكل المرسوم الرئاسي الذي يعترف بمغربية الصحراء، إضافة إلى التدابير المعلن عنها من أجل استئناف آليات التعاون مع إسرائيل، تطورات كبرى في سبيل تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي، وتهم هذه التدابير الترخيص لشركات الطيران الإسرائيلية بنقل أفراد الجالية اليهودية المغربية والسياح الإسرائيليين إلى المغرب، والاستئناف الكامل للاتصالات والعلاقات الدبلوماسية والرسمية مع إسرائيل على المستوى المناسب، وتشجيع تعاون اقتصادي ثنائي دينامي وخلاق، والعمل من أجل إعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب.

 

 

 

إعلان مشترك.. تجسيد لمرحلة جديدة

 

 

تم توقيع إعلان مشترك بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل، من طرف رئيس الحكومة الأسبق سعد الدين العثماني وجاريد كوشنر ومئير بن شبات، بحضور كل من آدام سيث بويلر، الرئيس المدير العام لشركة تمويل التنمية الدولية للولايات المتحدة الأمريكية، وفؤاد عالي الهمة مستشار الملك وناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

وبموجب هذا الاتفاق تعترف حكومة الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على كامل إقليم الصحراء، وتجدد دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والواقعي وذي الصدقية، باعتباره الأساس الوحيد لحلٍ عادل ودائم للنزاع حول الصحراء الغربية. وتيسيرًا للعمل من أجل بلوغ هذه الغاية، ستشجع الولايات المتحدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك إقليم الصحراء المغربية، وستقوم لهذا الغرض بفتح قنصلية في مدينة الداخلة من أجل تعزيز الفرص الاقتصادية والاستثمارية لفائدة المنطقة».

 

أما بيان الرئيس ترامب، الذي تم الإعلان عنه في 11 دجنبر 2020، فينص على أن المغرب هو أحد أقدم حلفاء الولايات المتحدة في شمال إفريقيا وأقربهم، وأكدت كل إدارة (أمريكية) منذ إدارة الرئيس كلينتون دعمها اقتراح المغرب للحكم الذاتي، ويحث الرئيس ترامب جميع الأطراف على المشاركة البناءة مع الأمم المتحدة، والنظر في طرق مبتكرة وحقيقية، لدفع عملية السلام، كما يترك هذا الاعتراف مجالًا لحلٍ تفاوضي، وتظل الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع المغرب وجبهة البوليساريو وجميع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لدعم العمل الضروري في المستقبل وخلق منطقة أكثر سلامًا وازدهارًا.

 

 

 

 مذكرات التفاهم… خطوات التجسيد

 

وقّع المغرب وإسرائيل أربع مذكرات تفاهم شملت الطيران المدني وأبحاث الموارد المائية والتمويل وإعفاء حاملي الجوازات الدبلوماسية من التأشيرات مع بقائها بالنسبة إلى المواطنين العاديين. في المقابل وقّعت الولايات المتحدة والمغرب مذكرتَي تفاهم تعهدت فيهما واشنطن باستثمار ثلاثة مليارات دولار في المغرب وإقليم الصحراء. وأبلغت إدارة ترامب الكونغرس نيّتها بيع المغرب طائرات بدون طيار وأسلحة موجهة عالية الدقة بقيمة مليار دولار.

وعلى الرغم من أن العلاقات المغربية-الإسرائيلية كانت جمّدت رسميًا أواخر عام 2000 فإنّ الطرفين حافظا على اتصالات دبلوماسية غير معلَنة؛ حيث يزور المغرب كل عام ما بين 30 و50 ألف سائح إسرائيلي كما أنّ التجارة البينية بينهما لم تتوقف، وبلغ حجم التبادل التجاري الثنائي في الفترة 2014-2017 قرابة 149 مليون دولار. والمعروف أنّ اليهود المنحدرين من أصول مغربية يمثلون نحو 12 في المائة من سكان إسرائيل (700,000)، في حين بقي نحو 3000 يهودي في المغرب بعد أن هاجرت غالبيتهم إلى فلسطين المحتلة بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948.

 

وحرص المغرب على التعبير عن موقفٍ داعم لحل الدولتين، رغم أن الإعلان الثلاثي المشترك لا يشير إلى أيّ حديث عن «دولة فلسطينية». ويمكن تقسيم الإعلان المشترك إلى ثلاثة أجزاء: يتضمن الأول الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، ويحيل الثاني إلى موقفٍ عام للمغرب من القضية الفلسطينية والقدس، ويناقش الثالث التزامات المغرب وإسرائيل بحسب الاتفاق.

 

التعاون الاقتصادي المغربي الإسرائيلي.. خطوات للأمام

 

بعد توقيع اتفاق التقارب المغربي- الإسرائيلي وعودة العلاقات الثنائية بين الدولتين، بدأ اقتصاد البلدين يخطو خطوات للأمام نحو تقارب أكبر، حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم في قطاع صناعة الطيران بين المغرب وشركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية. وتأتي هذه المذكرة، التي وقعها وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ورئيس مجلس إدارة شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، عمير بيرتز، تفعيلا للتصريح المشترك بين المغرب وإسرائيل الموقع بتاريخ 22 دجنبر 2020 بالرباط، والذي أعرب فيه البلدان عن رغبتهما في تحفيز تعاون اقتصادي ثنائي فعال ومبتكر، سيما في ميداني الاستثمار والتكنولوجيا.

وفي إطار هذه الشراكة، حدد المغرب وشركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية فرصا استثمارية تهم أساسا الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتصنيع التصميمات الداخلية لمقصورات الطائرات وأجزاء المحركات وهياكل الطائرات، فضلا عن إحداث مركز للبحث والتطوير والهندسة وتطوير نسيج من الموردين المحليين من خلال إبرام شراكات التزود مع شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية.

ووقعت مذكرة التفاهم هذه، عن الجانب المغربي، وزارة الصناعة والتجارة، والوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، وعن الجانب الإسرائيلي، شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، ممثلة من طرف رئيس مجلس إدارتها عمير بيرتز والرئيس المدير العام لهذه الشركة بوعز ليفي. وصرح مزور، بهذه المناسبة، أن «الشراكة التي نوطد اليوم أسسها هي استراتيجية بالنسبة لكلا البلدين»، وهي تفتح سبل تعاون صناعي مربح للطرفين في مجال صناعة الطيران».

وأضاف أن هذه الشراكة تستفيد، في آن واحد، من الخبرة الواسعة التي راكمتها شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية في قطاع الطيران ومن القدرات التكنولوجية لمنصة الطيران المغربية ومكانتها كوسيط تنموي لتطوير الاستثمار في تخصصات صناعية متقدمة وخدمات الطيران، وأكد في هذا الصدد أن هذا الاتفاق يستجيب للأولويات الوطنية الرامية بالخصوص إلى تحفيز التكوين المتقدم وإحداث مناصب الشغل، وتطوير التصنيع المحلي، علاوة على البحث والتطوير والابتكار.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى