بعد طرد الكاتب الأول لبعض الاتحاديين بالإقليم من الحزب
إنزكان: محمد سليماني
ما زالت المشاكل التنظيمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم إنزكان- أيت ملول تتفاعل يوما بعد يوم، وتلقي بظلالها على المشهد الحزبي بالمنطقة أياما قليلة قبيل المؤتمر الوطني المقبل للحزب.
ففي الوقت الذي قام الكاتب الأول بطرد بعض الاتحاديين بإنزكان- أيت ملول من صفوف الحزب، وقام الكاتب الجهوي بالإشراف على تأسيس فرع محلي للحزب بمدينة إنزكان، رد «المطرودون» و«الغاضبون» المنضوون تحت لواء الكتابة الإقليمية للحزب على هذه الإجراءات بالدعوة إلى عقد مجلس إقليمي يحمل شعار «من أجل حماية هوية حزبنا»، وهو شعار مليء بالرسائل إلى كل من يهمهم الأمر من القيادة الوطنية إلى الجهوية، وصولا إلى الكاتب الجديد لفرع الحزب بإنزكان.
وبحسب رشيد بوزيت، نائب الكاتب الإقليمي للحزب، والمطرود من قبل الكاتب الأول إدريس لشكر من الحزب، «فقد تمت دعوة جميع الفروع المنتخبة بإقليم إنزكان- أيت ملول لحضور أشغال المجلس الإقليمي، رغم تربص بعض الرافضين لهذه المبادرة التي تأتي ردا على محاولات الالتفاف على الحزب بالمنطقة». وأضاف المتحدث أن الفرع المحلي للحزب بإنزكان «موجود مقره منذ أيام الاتحاد الوطني للقوات الشعبية».
وجاءت خطوة الغاضبين والمغضوب عليهم، بعقد مجلس إقليمي، بعد أقل من أسبوع على قيام الكاتب الجهوي للحزب بالإشراف على عقد جمع عام لاختيار مكتب جديد لتدبير شؤون الحزب بمدينة إنزكان، حيث تم اختيار أحد الملتحقين أخيرا بالحزب كاتبا للفرع قادما من صفوف حزب الاستقلال بعد خلافات بينهما بسبب التحاق بعض المنتمين لحزب العدالة والتنمية بحزب علال الفاسي. وكان حزب الاتحاد الاشتراكي قد قام بتزكية هذا الملتحق وكيلا للائحة الحزب لخوض غمار استحقاقات جماعة إنزكان خلال الانتخابات الماضية.
واستنادا إلى المصادر، فإن عقد جمع عام لتأسيس فرع الحزب بإنزكان رفضه اتحاديو المنطقة باعتبار أن الحزب يتوفر على هيئات منظمة ومنتخبة قانونيا، وبالتالي فإنهم لا يعترفون بالتنظيم الجديد الذي اتهموا أصحابه بـ «تهريبه إلى مدينة الدشيرة بدل إنزكان». وأكد الاتحاديون الغاضبون أنهم «سيتصدون لذلك بكل الوسائل المتاحة، من أجل حماية الحزب». في المقابل، جاء تأسيس فرع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعدما تم تجميد وضعية الفرع برمته من قبل الكتابة الجهوية بتنسيق مع المكتب السياسي والكاتب الأول، وذلك منذ 31 يوليوز الماضي، وقام الكاتب الجهوي بتوجيه رسالة إلى باشا مدينة إنزكان يؤكد فيها أن «جميع أعضاء الفرع لا يحق لهم التحدث باسم الحزب أو تمثيله لدى السلطات أو المحاكم». بعد ذلك قامت الكاتبة الإقليمية للحزب بتقديم استقالتها من مهامها هي الأخرى، مبررة ذلك بأنها تأتي لأسباب ذاتية وموضوعية، وأخرى تنظيمية. وعلى إثر ذلك كله قام الكاتب الأول للحزب بطرد أربعة قياديين بإنزكان- آيت ملول من الحزب، وهم نائب الكاتب الإقليمي للحزب، وكاتب الفرع المحلي بإنزكان، إضافة إلى قياديين اتحاديين اثنين بكل من مدينة الدشيرة الجهادية ومدينة القليعة، وذلك لكون المطرودين، حسب قرار الكاتب الأول، «تخلوا عن عضويتهم في الحزب، ولم تعد تربطهم به أية رابطة تنظيمية، بعد ثبوت انخراطهم في حملة علنية لمناهضة مرشحات ومرشحي الحزب للاستحقاقات الانتخابية خدمة لأجندات مدفوعة الأجر»، بعدما قاموا بتعليق لافتة على واجهة مقر الحزب يتبرؤون فيها من اللائحة الجماعية والتشريعية لحزب الوردة المقدمة للاستحقاقات الانتخابية، معتبرين أن الأسماء التي تتضمنهما اللائحتان لا علاقة ولا صلة لها إطلاقا بحزب الاتحاد الاشتراكي، كما وصفوا اللائحة بأنها «منتحلة»، لذلك «لن ندعمهم، لن نصوت عليهم، لا يمثلوننا» حسب لافتة الاتحاديين الغاضبين.