الواقعة تزامنت مع محاكمة المتهمين بقتل مشجع عسكري سنة 2019
الأخبار
مرة أخرى تهتز سلا على وقع شغب «الإلترات» ومشجعي النوادي الكروية، والحصيلة المادية كانت كارثية، ليلة أول أمس الاثنين، بعد تكسير ثماني سيارات وتخريب ممتلكات الدولة والأغيار، مقابل حصيلة ضعيفة من الاعتقالات في صفوف منفذي هذه العمليات الإجرامية، التي باتت تؤرق سكان المدينة، حيث جرى إيقاف متهم واحد فقط لحد الآن، في انتظار أن تطمئن السلطات سكان سلا باعتقال باقي المتورطين في هذه الجريمة، ومعاقبتهم خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأكدت مصادر أمنية رسمية أن عناصر الشرطة بالأمن الإقليمي لسلا تمكنت، أول أمس الاثنين، من إيقاف شخص يبلغ من العمر 19 سنة، يشتبه بتورطه في قضية تتعلق بالتجمهر المسلح وإلحاق خسائر مادية بممتلكات خاصة.
وأفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني بأن مصالح الشرطة بمدينة سلا كانت قد توصلت بإشعار حول تورط مجموعة من الأشخاص ينتمون إلى فصيل مشجعي ناد لكرة القدم، في إلحاق خسائر مادية بثماني سيارات كانت مركونة بالشارع العام، عن طريق رشقها بالحجارة، وهو ما استدعى تدخل دوريات الشرطة التي تمكنت من فرض النظام العام.
وذكر البلاغ أن هذا التدخل الأمني مكن من اعتقال واحد من بين المشتبه فيهم، بعد مرور وقت وجيز من ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، وذلك قبل أن تسفر عملية الجس الوقائي عن العثور بحوزته على سلاح أبيض، وحقيبة بداخلها كمية من الحجارة المستعملة في تكسير ممتلكات خاصة.
وتم إخضاع الموقوف لتدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، فيما لا تزال الأبحاث والتحريات جارية، بغرض إيقاف باقي المتورطين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
وتأتي هذه الممارسات الإجرامية للفصائل الكروية بسلا، بالتزامن مع انعقاد جلسة محاكمة خاصة بالمتهمين في قضية مقتل مشجع عسكري بالمدينة، بحر الأسبوع الماضي، ويتعلق الملف بمتابعة عشرة مشجعين محسوبين على ناد كروي بسلا، بتهمة القتل العمد والمشاركة وعدم تقديم يد المساعدة لشخص في وضع حرج. والتمس دفاع بعض المتهمين تمتيعهم بالسراح المؤقت، بعد أن كشفت التحقيقات عدم تورطهم في جناية القتل، قبل أن توافق الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية على الملتمس، وتفرج عن خمسة من المعتقلين، لتتم متابعتهم في وضعية سراح.
وبخصوص هذه الواقعة تحديدا، التي تابعت «الأخبار» تفاصيلها منذ سنة 2019، كانت مصالح الشرطة القضائية بسلا قد فتحت تحقيقا مع 10 مشجعين منتمين لنادي جمعية سلا لكرة القدم، تسببوا في وفاة أحد مشجعي فريق الجيش الملكي في السادس عشر من نونبر 2019، تزامنا مع انتهاء مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره الموريتاني، برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا الكاميرون 2022، حيث تفاجأ في أثناء مغادرته، رفقة عدد من زملائه المنتمين لفصيل «بلاك أرمي»، المساند لفريق الجيش الملكي، لمنزل إحدى المشجعات «العسكريات» التي تعاني من مرض السرطان، بهجوم شرس نفذه عشرات المشجعين باستعمال الحجارة والعصي، ما تسبب في إصابات بالغة، انتهت بفاجعة مقتل شاب في مقتبل العمر.