كلميم: محمد سليماني
أصدرت غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف بكلميم، أول أمس الخميس، حكما بالإعدام في حق متهم بقتل شابة بكلميم وحرق جثتها من أجل إخفاء معالم الجريمة.
وتعود تفاصيل هذه الجريمة إلى منتصف شهر أكتوبر من السنة الماضية، عندما عثر مواطنون على جثة متفحمة لامرأة بالشارع العام بحي الفتح بكلميم، حيث أخبروا الشرطة التي حلت بعين المكان، وتم فتح بحث في الموضوع، فيما جرى نقل الجثة، بتعليمات من النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بكلميم، صوب المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير من أجل التشريح لمعرفة ظروف الوفاة وملابساتها.
وحسب المشاهدات الأولية للجثة، تبين أنها تعرضت للتصفية الجسدية، ذلك أنها تحمل آثار الضرب على الرأس، كما تعرضت الجثة بعد القتل للحرق في محاولة لطمس معالم الجريمة. الأمر الذي صعّب في البداية تحديد هوية الضحية لكون ملامحها اختفت بالكامل بسبب التشوهات التي طالتها.
وبحسب المعطيات، فقد تم فتح تحقيق منذ العثور على الجثة، وذلك من أجل الوصول إلى الجاني أو الجناة المفترضين، حيث تواصلت الأبحاث، عبر مسارات متعددة، إلى أن تم الوصول إلى الجاني الحقيقي، والذي ليس سوى شاب يحترف مهنة الحدادة، أقدم على تصفية الضحية. واستنادا إلى المعلومات الأولية للبحث، فقد اعترف المشتبه فيه الرئيسي بارتكاب هذه الأفعال الإجرامية والتمثيل بجثة الضحية، وأوهم المحققين أنه ارتكب هذه الجريمة بتحريض من سيدة وشقيقها بسبب خلافات شخصية، وذلك مقابل مبالغ مالية لتنفيذ هذه الجريمة. وتم إيقاف المشتبه فيهما، اللذين يبلغان من العمر 27 و43 سنة، ومتابعتهما بتهم تتعلق بالتحريض على ارتكاب جريمة، فيما توبع الجاني بالقتل العمد والتمثيل بجثة وارتكاب أعمال وحشية.
وبعد إيقاف المشتبه فيه الرئيس المتهم بالقتل، اعترف بالمنسوب إليه، كما اعترف بأنه اقتنى كمية من البنزين من محل لبيع البنزين المهرب بالتقسيط، واستعمله لحرق الجثة بعد قتلها. وأفاد المتهم المحققين، أيضا، بأنه هو من ارتكب هذه الجريمة لوحده ودون تحريض من أي أحد، كما اعترف بأن السيدة المتهمة وشقيقها لا علاقة لهما بالقضية، حيث اعترف بأنه تعمد إقحام اسميهما في هذه الجريمة رغبة منه في الانتقام منهما بسبب خلافات سابقة، خصوصا وأن السيدة المتهمة سبق أن رفعت شكايات ضده بسبب سوء الجوار منذ مدة.
وبعد الانتهاء من التحقيق التفصيلي لدى قاضي التحقيق، تقرر إيداع الجاني السجن المحلي ببويزكارن ومتابعته بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والقيام بأعمال وحشية، فيما تم إطلاق سراح المتهمة وشقيقها.