شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

الإطاحة بتقنيين ومقاولين في ملف مديرية التعليم بالناظور

اعتقال رئيسة مصلحة البناءات والتجهيزات وصديقها المقاول ومساعده

الأخبار

علم لدى مصادر جيدة الاطلاع أن التحقيقات التفصيلية المتواصلة، حول فضيحة التلاعب في صفقات وزارة التربية الوطنية بالمديرية الإقليمية بالناظور، أسقطت متهمين آخرين جرى إيداعهم سجن بوركايز بفاس، بداية الأسبوع الجاري، وذلك بأمر من النيابة العامة المختصة في البت في الجرائم المالية بمحكمة الاستئناف بفاس.

وحسب مصادر محلية، اتسعت لائحة المعتقلين في هذا الملف لتشمل موظفين ومقاولين، ويتعلق الأمر بثلاثة تقنيين كانوا مكلفين بالتتبع التقني للأشغال والإحداثات الجديدة، وكذا أصحاب مقاولات استفادوا من التلاعبات والتدليس في الصفقات المشبوهة، التي جرت رئيسة مصلحة البناءات والتجهيزات والممتلكات بمديرية الناظور إلى السجن.

ولم تستبعد المصادر ذاتها أن تسفر التحريات المنجزة، بناء على استنطاق الموقوفين والملفات المحجوزة المتعلقة بمسار الصفقات، عن تطورات جديدة قد تعصف بمتورطين آخرين، بسبب ارتباطهم المحتمل بفضيحة التلاعب والتزوير والتدليس التي طالت عددا من صفقات البناء والتجهيز بمديرية الناظور، وهي الفضيحة التي هزت أكاديمية الشرق، وأغضبت الوزير برادة، بعد تفجرها تزامنا مع وجوده بالمنطقة الشرقية لترؤس فعاليات المجلس الإداري للأكاديمية، إذ أحالت الفرقة الجهوية للشرطة القضائية، السبت الماضي، على النيابة العامة المختصة المكلفة بجرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بفاس، مسؤولة تربوية تشغل مهمة رئيسة قسم البنايات والتجهيز والممتلكات بمديرية التعليم بالناظور، إضافة إلى مقاول ومساعده، قبل إحالتهم على قاضي التحقيق الذي قرر إيداعهم السجن، ومتابعتهم في حالة اعتقال بتهمة تتعلق باختلاس وتبديد أموال عمومية والتزوير واستعماله، بهدف تحصيل منافع شخصية.

وأكدت مصادر مطلعة أن عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية التي باشرت البحث في هذه الفضيحة، بناء على معطيات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، كانت قد استدعت، بداية الأسبوع الماضي، فور تفجر الفضيحة، تقنيين بمديرية التعليم بالناظور، كانوا مكلفين بتتبع أشغال مشاريع وصفقات مشكوك في احترامها المعايير والمساطر القانونية المعمول بها، حيث رافقتها تلاعبات خطيرة، من أجل تفويتها بشكل غير قانوني لفائدة مقاولة يديرها صديق رئيسة المصلحة، وفق معلومات البحث.

وحسب معطيات حصرية توفرت لـ«الأخبار»، فقد تفجرت فضيحة الفساد المالي بقطاع التعليم بالناظور، بعد تقدم مقاول بشكاية إلى وزارة المالية، تفيد بتعرضه لشطط واضح، عقب التأخر في التأشير على صفقته من طرف مراقب الدولة بأكاديمية الشرق داخل الآجال القانونية، وكشف البحث الأولي أن رئيسة المصلحة بالمديرية كانت تتحمل مسؤولية هذا الخرق، من أجل محاباة مقاول مقرب منها، حيث تورطت في خروقات جسيمة، تتعلق بالتماطل في عرض الصفقات على مراقب الدولة بالأكاديمية، من أجل التأشير عليها داخل الآجال القانونية، وذلك لتفويت الفرصة على نائليها، وتمريرها في ظروف مشبوهة لمقاول تربطه بها علاقة خاصة.

تحقيقات المصالح الأمنية المنجزة، بالتنسيق مع النيابة العامة المختصة، كشفت عن خروقات مالية وإدارية خطيرة داخل المديرية الإقليمية للتعليم بالناظور، بطلتها رئيسة مصلحة البناءات والتجهيزات، التي استغلت منصبها للتلاعب بالصفقات العمومية وتحقيق مصالح شخصية على حساب المال العام.

وتشير التحقيقات إلى أن المتهمة التي كانت تشغل منصب حارسة عامة، قبل خمس سنوات، وعينت بالمنصب ذاته في ظروف أثارت استغراب الجميع، أقدمت على سلسلة من الخروقات المالية والإدارية، مستغلة نفوذها وعلاقتها الشخصية مع أحد المقاولين.

ومن أبرز هذه التجاوزات تفيد المعطيات نفسها، التماطل المتعمد في التأشير على الصفقات العمومية، حيث كانت تعرقل الإجراءات المرتبطة بالمشاريع التي لا يكون عشيقها المقاول طرفا فيها، مما يؤدي إلى تعطيلها وتأخير تنفيذها بشكل متعمد.

وأفادت مصادر مطلعة بأن الأسلوب «الإجرامي» الذي يشتبه اعتماده من طرف المسؤولة التربوية، والمتمثل في تأخير عرض الصفقات على مراقب الدولة من أجل التأشير عليها، كان الهدف منه إعادة الإعلان عن الصفقات مرات عدة، من أجل تمكين عشيقها من الظفر بها. وأكدت مصادر الجريدة أن هذا الإجراء غير الإداري والخارج عن القانون لم يعطل المشاريع التعليمية الحيوية فحسب، بل ألحق ضررا كبيرا بثقة المواطنين والمقاولين في نزاهة التدبير الإداري، وأدى إلى إفلاس العديد من المقاولات، فضلا عن ضياع فرصة تنزيل المشاريع المرتبطة تحديدا بالإحداثات المدرسية، وتوفير العرض المدرسي اللازم بمديرية الناظور على مدى سنوات.

وأفادت مصادر «الأخبار» بأنه رغم الخروقات الواضحة التي وثقتها لجنة جهوية انتدبها مدير الأكاديمية، للبحث في شكايات عديدة توصل بها حول تنامي خروقات بمديرية التعليم بالناظور منسوبة للمسؤولة التربوية، وأوصت على إثرها بعزل المتهمة من منصبها، إلا أن هذه التوصية لم تفعل، ما أثار تساؤلات كبيرة حول فرضية وجود حماية أو تواطؤ من جهات داخلية بالمديرية لهذه المرأة الحديدية، ما عزز شكوك المقاولين والشركاء في التزام المديرية بمعايير الشفافية وتكافؤ الفرص.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى