أثار إنجاز المزيد من المشاريع البيئية المرتبطة بالمساحات الخضراء بالدار
البيضاء، قلقا بالغا وسط مسؤولي شركة التنمية المحلية “الدار البيضاء
بيئة”، حول إيجاد صيغ بديلة لسد احتياجات هذه المساحات من السقي، خاصة
المساحات المتعلقة بالعشب والنباتات.
وأشارت مصادر “الأخبار” إلى أن العديد من المنتزهات بالدار البيضاء على
منوال “الزلاقة” و “لارميطاج”، باتت تدفع المسؤولين بالشركة المذكورة،
لإيجاد صيغ بديلة لسد احتياجات المساحات الخضراء من السقي، بسبب خصاص مياه
الشرب والحاجة إلى اعتماد نموذج لسقي المنتزهات المتواجدة حاليا، دون إلحاق
الأضرار باستهلاك البيضاويين من المياه.
كما يوفر كل من منتزه “بشار الخير” بالحي المحمدي ومنتزه آخر بمنطقة سباتة،
اللذان تم افتتاحهما مؤخرا، غطاء نباتيا يناهز 1000 شجرة مع مساحات شاسعة
من العشب الذي يتطلب تتبعا مستمرا وسقيا منتظما بواسطة كميات مهمة من
المياه.
وتشير المعطيات المتوفرة، وفق مصادر “الأخبار” إلى أن 12 مترا مربعا من
العشب المعتمد في المنتزهات بالدار البيضاء، يعادل إنتاجها من الأكسجين ما
تنتجه شجرة واحدة من أنواع الأشجار المعتمدة بالمدينة، في الوقت الذي تسد
فيه كل شجرة تعتمد على التزود بالمياه والأملاح المعدنية بشكل ذاتي عبر
جذورها احتياجات أسرة بالكامل مكونة من أربعة أفراد.
وتعتمد السلطات بالعاصمة الاقتصادية خلال السنوات الأخيرة، على النخيل عوض
الأشجار والعشب، نظرا لاستهلاكها المنخفض من المياه وجماليتها في الأرصفة
والشوارع رغم الرفض الكبير للبيضاويين وتزايد مطالب زراعتها وتثبيتها
بشوارع المدينة، في الوقت الذي تصل أثمنة الصغيرة منها إلى 500 درهم،
والمتوسطة والكبيرة انطلاقا من 2000 درهم.
ومن جهة أخرى تستغرب المعارضة بمجلس جماعة الدار البيضاء، سير المجلس
الحالي نحو اعتماد المزيد من المشاريع المرتبطة بالمنتزهات في ظل خصاص مياه
الشرب بالمدينة وحاجة هذه الفضاءات الإيكولوجية إلى سقي منتظم، في الوقت
الذي يشير مجلس المدينة، إلى أن تزود هذه الفضاءات بالمياه مرحليا سيكون
عبر الفرشة المائية والآبار وليس اعتمادا على المياه الشروب.