مرة أخرى تتمكن الدبلوماسية المغربية من اختراق إحدى قلاع البوليساريو في أمريكا اللاتينية، وذلك بإعلان متوقع لجمهورية الاوروغواي قطع علاقاتها مع الجبهة وإلغاء اعترافها بالجمهورية الصحراوية المزعومة، وهو ما قد يعطي للديبلوماسية المغربية دفعة قوية في سبيل تحقيق مجموعة من الإنجازات بعد ان استطاعت أن تسحب اعتراف عدد من دول أمريكا اللاتينية بجبهة البوليزاريو كما هو الحال مع كولومبيا والباراغواي.
وقالت صحيفة “إل أوبسيرفادور” الأوروغوايانية، أمس الأربعاء، إن حكومة مونتيفيديو جمدت علاقاتها بالبوليساريو، وأنها تسير في هذا الاتجاه في ظل سعيها لتمتين العلاقات مع المغرب خاصة في المجال التجاري، مُنهية الاعتراف بما يسمى الجمهورية الصحراوية، بعد 15 عاما من إقدامها عليه، وتحديدا سنة 2007 في عهد الرئيس السابق تاباري فاسكيز بعد وصول الائتلاف اليساري لجبهة آمبليو إلى الحكم.
ويندرج هذا التقارب بين المغرب والأورغواي في إطار محاولات التقارب بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية، التي كانت تعتبر إحدى قلاع البوليساريو نظرا لكونها كانت تحكم من قبل أنظمة يسارية، وقد بدأت هذه الدينامية منذ سنة 2004، حين قام الملك محمد السادس بزيارة إلى العديد من دول أمريكا اللاتينية، من أجل تعزيز الشراكات الاقتصادية، تمثلت في توقيع 3 اتفاقيات بين المغرب والبرازيل للتعاون المشترك لتعزيز التجارة والسياحة بين البلدين، كما أن الأوروغواي تعتبر إحدى دول “الميركسور” والتي تضم ثلاث دول أخرى مثل بيرو والبرازيل والباراغواي.
كما أن المغرب استطاع تعزيز تعاونه التجاري مع مجموعة دول الميركسور، من جهته هناك محاولات من كل الطرفين: المغرب وبعض دول أمريكا اللاتينية لتعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية وربط كل من القارتين الأمريكية والإفريقية عن طريق ميناء الداخلة الأطلسي والذي يلعب دورا مهما وكبيرا في تحقيق التنمية المستدامة، وتعتبر دول الميركسور ـ التي تعتبر الأوروغواي إحدى أعضائها ـ من التكتلات الاقتصادية في العالم، وإحدى صور التعاون جنوب جنوب.
وكانت صحيفة “الأوبسيرفادور” اليومية في الأوروغواي أعلنت الأمس أن حكومة بلدها تستعد لسحب اعترافها بمنظمة البوليساريو الانفصالية، مضيفة أنه تم فتح صفحة جديدة بين الرباط ومونتفيديو على أساس احترام السيادة الإقليمية للدول.
وشهدت دول أمريكا اللاتينية مؤخرا موجة من الإعترافات بالسيادة المغربية على وحدتها الترابية، كما هو الحال مع كولومبيا العام الفائت سنة 2021 قبل أن تراجع موقفها بعد ذلك، ودولة بيرو التي اعترفت بالسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية.
كما أن جهود المغرب الديبلوماسية في دول أمريكا اللاتينية مكنته أيضا من الحصول على صفة عضو ملاحظ في مجموعة دول الأنديز، والتي تضم كلا من ( كولومبيا، فنزويلا، الاكوادور، بيرو، بوليفيا، الأرجنتين، تشيلي ) وبهذا يصبح المغرب أول دولة عربية وإفريقية تحصل على صفة عضو ملاحظ في هذه المجموعة.
محمد أجغوغ