أصدر دونالد ترامب عددا من الإجراءات الجديدة، في أول يوم بعد تنصيبه رئيسا لأمريكا في ولايته الثانية، فيما ألغى العشرات من إجراءات الرئيس السابق جو بايدن. غير أنه، وفقا لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، هناك قيود على ما يمكن للرئيس فعله قانونيا من خلال العمل التنفيذي، ومن المتوقع الطعن في العديد من الأوامر في المحكمة. ويمكن أن تؤدي هذه العملية القانونية إلى إبطاء أو إيقاف تنفيذها.
إعداد: سهيلة التاور
ألغى ترامب عدة أوامر تتعلق بالهجرة من رئاسة بايدن، بما في ذلك أمر أولويات الترحيل للأشخاص الذين يرتكبون جرائم خطيرة، أو يعتبرون تهديدات للأمن القومي أو تم إيقافهم على الحدود.
ويعيد هذا الأمر الحكومة إلى سياسة ترامب في ولايته الأولى بأن كل شخص موجود في البلاد بشكل غير قانوني هو أولوية للترحيل.
وأعلن الرئيس، أيضا، حالة طوارئ وطنية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، ويخطط لإرسال قوات أمريكية للمساعدة في دعم وكلاء الهجرة وتقييد اللاجئين واللجوء.
العفو عن مقتحمي الكابيتول
كما وعد مرارا وتكرارا، خلال حملته في العام 2024، أصدر ترامب عفوا عن حوالي 1500 شخص أدينوا أو وجهت إليهم اتهامات جنائية في هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول الأمريكي، أثناء انعقاده للتصديق على فوز بايدن في انتخابات 2020.
وبشكل منفصل، أمر ترامب بإنهاء القضايا الفيدرالية ضد «المعارضين السياسيين» لإدارة بايدن – أي مؤيدي ترامب.
ويخفف الإجراء أيضا أحكام 14 عضوا من منظمتي «براود بويز» و«أوث كيبرز» اليمينيتين المتطرفتين، ومنهم بعض الذين أدينوا بالتآمر للتحريض على العنف.
إنهاء المواطنة بالولادة
وفقا للأمر الذي وقعه ترامب، لن تعترف حكومة الولايات المتحدة بعد الآن بجنسية الأطفال المولودين في الولايات المتحدة لمهاجرين يفتقرون إلى الوضع القانوني. كما يحظر المواطنة بالولادة للأطفال المولودين لأشخاص بتأشيرات عمل مؤقتة وطلاب وسياحة.
ومن المتوقع أن يواجه هذا الأمر تدقيقا قانونيا، يعيد تفسير عبارة «ووفقا لولايتها القضائية» في التعديل الرابع عشر لدستور الولايات المتحدة، والذي يمنح الجنسية لجميع الأشخاص تقريبا المولودين على الأراضي الأمريكية، لاستبعاد الأطفال المولودين لآباء غير شرعيين في البلاد.
إلغاء إجراءات بايدن
ألغى دونالد ترامب 78 إجراء تنفيذيا لإدارة سلفه جو بايدن. وقال إنه سيوقع أمرا يوجه كل الوكالات بالحفاظ على جميع السجلات المتعلقة «بالاضطهاد السياسي» في ظل إدارة بايدن.
وينطبق الإلغاء على الأوامر التنفيذية التي تمتد من اليوم الأول لبايدن في منصبه في 2021 إلى الأسبوع الماضي، وتغطي موضوعات من الإغاثة من كوفيد إلى تعزيز صناعات الطاقة النظيفة.
التنوع
ألغى ترامب الحماية للأشخاص المتحولين جنسياً، وأنهى برامج التنوع والمساواة والشمول داخل الحكومة الفيدرالية.
وكلا الأمرين يمثل تحولات كبيرة في السياسة الفيدرالية ويتماشى مع وعود حملة ترامب الانتخابية.
وينص أحد الأوامر على أن الحكومة الفيدرالية ستعترف بجنسين ثابتين فقط: الذكر والأنثى.
وبموجب الأمر، سيتم فصل السجون الفيدرالية والملاجئ للمهاجرين وضحايا الاغتصاب حسب الجنس كما هو محدد في الأمر.
ويوقف أمر منفصل برامج التنوع والمساواة والشمول، ويوجه البيت الأبيض بتحديدها وإنهائها داخل الحكومة.
حظر «تيك توك»
وقع ترامب أمرا بتأخير الحظر لمدة 75 يوما لتطبيق المقاطع المصورة القصيرة «تيك توك»، الذي كان من المقرر إغلاقه في الـ19 من الشهر الجاري.
ويوجه الأمر وزير العدل بعدم فرض القانون لـ«السماح لإدارتي بفرصة تحديد مسار العمل المناسب في ما يتعلق بتيك توك»، بحسب قرار الرئيس المنتخب.
تجميد الإجراءات التنظيمية والتوظيف
وقّع ترامب على أوامر بتجميد التوظيف الحكومي واللوائح الاتحادية الجديدة، بالإضافة إلى أمر يلزم العاملين الاتحاديين بالعودة التامة إلى العمل بنظام الحضور الشخصي.
وستجبر هذه الخطوة أعدادا كبيرة من موظفي الحكومة على التخلي عن ترتيبات العمل عن بُعد، في عدول عن اتجاه بدأ في المراحل المبكرة من جائحة كورونا.
واعتبر بعض حلفاء ترامب أن تفويض العودة إلى العمل يهدف إلى المساعدة في تقليص الخدمة المدنية، ما يسهل على الرئيس الجديد استبدال العاملين الحكوميين الذين خدموا لفترة طويلة بموالين له.
التضخم
أمر ترامب جميع الإدارات والوكالات التنفيذية بتقديم إغاثة طارئة للشعب الأمريكي في ظل ارتفاع الأسعار، وزيادة رخاء العامل الأمريكي.
وتشمل التدابير خفض اللوائح والسياسات المناخية التي ترفع التكاليف، والإجراءات اللازمة لخفض كلفة الإسكان وتوسيع المعروض من المساكن.
خفض العجز التجاري الأمريكي
أمر ترامب الوكالات الاتحادية بـ«التحقيق في العجز التجاري الأمريكي المستمر وسده»، ومعالجة ممارسات التجارة غير العادلة والتلاعب بالعملة من جانب دول أخرى.
جاء ذلك في مسودة مذكرة تجارية للبيت الأبيض لم تصل إلى حد الأمر بفرض رسوم جمركية جديدة فورية.
وتأمر المذكرة الوكالات الاتحادية أيضا بتقييم أداء الصين بموجب «المرحلة الأولى» من اتفاق التجارة الذي وقعه مع بكين عام 2020 لإنهاء حرب الرسوم الجمركية التي استمرت قرابة عامين.
وكان الاتفاق يتطلب من الصين زيادة مشترياتها من الصادرات الأمريكية بمقدار 200 مليار دولار على مدى عامين، لكن بكين لم تلب هذا الهدف مع انتشار جائحة «كوفيد-19».
وجاء في المذكرة أيضا أنه «سيتم الآن تقييم مدى التزام الصين بهذا الاتفاق، لتحديد ما إذا كان الأمر يتطلب التنفيذ أو التغيير».
ودعا الرئيس إلى إعادة النظر في اتفاقية واشنطن للتجارة مع المكسيك وكندا واتفاقها مع الصين الذي أدى إلى هدنة في حرب رسوم جمركية سابقة.
وتعهد ترامب بـ«بدء إصلاح فوري» لمنظومة التجارة الأمريكية «لحماية العمال والعائلات الأمريكية».
وفي تصريحاته في المكتب البيضاوي، تحدث ترامب عن اختلال الميزان التجاري مع الاتحاد الأوروبي، وقال إنه لا يستورد ما يكفي من المنتجات الأمريكية. وأضاف أنه «سيصلح ذلك» عبر اللجوء إلى الرسوم أو حض التكتل على شراء المزيد من النفط والغاز.
فرض رسوم على المكسيك وكندا
قال ترامب إنه يفكر في فرض رسوم جمركية نسبتها 25 بالمائة على الواردات من كندا والمكسيك لأنهما تسمحان للعديد من الناس بعبور الحدود وكذلك لمخدر الفنتانيل، وأضاف أن الإجراء قد يصدر أول الشهر المقبل.
وتعهّد ترامب بإجراءات ضد بلدان أخرى كجزء من سياسة واشنطن التجارية الجديدة.
المناخ
كما كان متوقعا، وقع ترامب على وثائق قال إن أمريكا ستنسحب بموجبها رسميا من اتفاقيات باريس للمناخ. وكان قد اتخذ الخطوة نفسها خلال ولايته الأولى، لكن بايدن تراجع عنها.
ويهدد الإعلان، الذي كان متوقعا على نطاق واسع منذ فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، الهدف الرئيسي للاتفاقية بتجنب ارتفاع درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة.
وفي السياق ذاته، ألغى ترامب مذكرة من عام 2023 أصدرها بايدن تحظر التنقيب عن النفط في نحو 16 مليون فدان في القطب الشمالي.
الطاقة
أعلن ترامب حالة طوارئ وطنية للطاقة، ووعد بملء الاحتياطيات الاستراتيجية من النفط وتصدير الطاقة الأمريكية في جميع أنحاء العالم. ووضع خطة شاملة لتعظيم إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، بما في ذلك إعلان حالة طوارئ وطنية للطاقة وإزالة اللوائح التنظيمية الزائدة، وانسحاب الولايات المتحدة من ميثاق دولي لمكافحة تغير المناخ.
وتشير هذه التحركات إلى تحول كبير في سياسة الطاقة في واشنطن بعد أن سعى بايدن إلى تشجيع التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري وترسيخ ريادة الولايات المتحدة في مكافحة الاحتباس الحراري.
الصحة
أصدر ترامب أمرا بسحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، قائلا إن المنظمة أساءت التعامل مع جائحة كوفيد-19 والأزمات الصحية الدولية الأخرى.
وتمثل الخطة، التي تتماشى مع انتقادات ترامب طويلة الأمد للمنظمة التابعة للأمم المتحدة، تحولا كبيرا في سياسة الصحة العالمية الأمريكية وتعزل واشنطن بشكل أكبر عن الجهود الدولية لمكافحة الأوبئة.
حرية التعبير
وقع ترامب على أمر تنفيذي قال إنه يهدف إلى «استعادة حرية التعبير وإنهاء الرقابة الاتحادية».
وقال البيت الأبيض إنه «تحت ستار مكافحة «التضليل» و «التضليل الإعلامي» و«المعلومات الخاطئة»، انتهكت الحكومة الاتحادية حقوق التعبير المحمية دستوريا للمواطنين الأمريكيين».
واتهم ترامب وحلفاؤه الجمهوريون إدارة الرئيس الديمقراطي السابق بايدن بتشجيع قمع حرية التعبير على المنصات الإلكترونية.
إصلاح البيروقراطية الفيدرالية
أوقف ترامب التوظيف الحكومي الفيدرالي، باستثناء الجيش ومؤسسات أخرى من الحكومة لم تتم تسميتها. وأضاف تجميدًا للقواعد الفيدرالية الجديدة أثناء بناء إدارته الثانية.
وقام رسميا بتمكين وزارة كفاءة الحكومة، والتي يقودها إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم.
ووزارة كفاءة الحكومة ليست وكالة رسمية، لكن يبدو أن ترامب على استعداد لمنح ماسك حرية واسعة في التوصية بخفض البرامج والإنفاق الحكومي، وفق مراقبين.
استهداف «الدولة العميقة»
وقّع الرئيس على وثيقة «إنهاء تسليح» الحكومة ضد المعارضين السياسيين.
يوجه الأمر وزير العدل بالتحقيق في أنشطة الحكومة الاتحادية على مدى السنوات الأربع الماضية، بما في ذلك في وزارة العدل ولجنة الأوراق المالية والبورصات ولجنة التجارة الاتحادية خلال الإدارة السابقة.
ويوجه الأمر الحكومة بأن «تحدد وتتخذ الإجراء المناسب لتصحيح التصرفات الخاطئة التي أقدمت عليها الحكومة الاتحادية في ما يتعلق بتسليح مسؤولي إنفاذ القانون وتسليح مجتمع المخابرات».