شوف تشوف

الرئيسيةحوادث

الأمن يسقط «بارونات» للاتجار في البشر بالعيون وكلميم

حجز جوازات سفر ولوائح راغبين في الهجرة ومعدات إبحار

محمد سليماني
تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة العيون، يوم فاتح شتنبر، من إيقاف مواطن ينحدر من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك للاشتباه في تورطه في قضايا تتعلق بالاتجار في البشر عبر تنظيم الهجرة غير الشرعية لعدد من الحالمين بعبور المحيط الأطلسي نحو جزر الكناري.
وبحسب المعطيات، فقد تم إيقاف المشتبه فيه بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ذلك أنه تم ترصد المشتبه فيه خلال الفترة الأخيرة، إلى أن تم إيقافه بحي «السعادة» وسط مدينة العيون، بعدما أصبح موضوع مذكرة بحث وطنية بناء على تهم الاتجار في البشر وتنظيم الهجرة غير المشروعة.
وبعد إيقاف المتهم، تم اقتياده نحو مقر سكناه الذي يستغله، حيث كانت المفاجأة الكبيرة، إذ عثر بداخله على ثلاثة جوازات سفر أجنبية في اسم الغير، ولائحة بأسماء مرشحين للهجرة غير الشرعية تتضمن معطيات عن مبالغ مالية تسلمها منهم، إضافة إلى 29 هاتفا محمولا وعدد من الإيصالات الخاصة بتحويلات مالية يرجح أنها من متحصلات هذا النشاط الإجرامي، ليتم إيداع المشتبه فيه تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي لتحديد ملابسات هذه القضية.
وبمدينة كلميم، تم، يوم الأربعاء الماضي، إيقاف شخصين يبلغان من العمر على التوالي 30 و43 سنة، وذلك للاشتباه في إشرافهما على عمليات للاتجار في البشر وتنظيم عمليات للهجرة انطلاقا من السواحل الجنوبية للمملكة. وجرى إيقاف المشتبه فيهما، أحدهما من ذوي السوابق القضائية، على مستوى نقطة المراقبة المرورية بمدخل مدينة كلميم، حيث كانا يستقلان سيارة أجرة، وهما في حالة تلبس، خصوصا وأنه تم العثور بحوزتهما على قارب مطاطي ومجموعة من المعدات الخاصة بالملاحة البحرية.
وتأتي هذه العمليات الأمنية في سياق المجهودات المبذولة للتصدي لظاهرة الاتجار في البشر، خصوصا بعد تنامي حركية المهاجرين غير الشرعيين بمدن الأقاليم الجنوبية، والتي عرفت نزوحا غير مسبوق لعدد كبير من المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وأصبحت أعداد هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين في تزايد مستمر خلال الأيام الاخيرة بجل المدن الجنوبية، إذ يتحينون الفرص السانحة يوما بعد يوم للهجرة نحو جزر الكناري. وكلما استشعر الراغبون في الهجرة السرية حراسة مشددة للشواطئ ونقط الانطلاق من قبل عناصر القوات المساعدة المرابطة على طول الشريط الساحلي للصحراء المغربية، ينتقلون على وجه السرعة إلى مدينة من المدن الجنوبية للانطلاق منها، وكلما ضاق عليهم الخناق بهذه المدينة ثانية ينتقلون إلى أخرى، وهكذا دواليك يتحينون الفرص لركوب البحر. وفي حال اكتشاف حراسة مشددة بجميع نقط الانطلاق، فإنهم يعودون إلى المدن ويبقون فيها في منازل معدة للكراء خاصة بهم في انتظار فرصة جديدة تتعلق بتخفيف المراقبة أو تغير في الأحوال الجوية في البحر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى