أكادير: محمد سليماني
عاشت مدينة أكادير، منذ فجر أول أمس الثلاثاء، حالة استنفار قصوى، عقب تعرض شرطي يعمل بالهيأة الحضرية بالمدينة لاعتداء شنيع من قبل شخصين ملثمين فجر أول أمس بحي السلام، حيث اعترضا سبيل الشرطي الذي كان على متن دراجته النارية، وأشبعاه ضربا، قبل أن يقوما بسرقة دراجته النارية وسلاحه الوظيفي، ويلوذا بالفرار إلى وجهة مجهولة.
وقد أشعر الشرطي رؤساءه بالواقعة، لتتحرك ولاية أمن أكادير بتعليمات من المديرية العامة للأمن الوطني من أجل اعتقال المشتبه فيهما وإعادة الدراجة النارية والسلاح الوظيفي. وعلى إثر ذلك تم نصب عدد من السدود الأمنية عند مداخل ومخارج مدينة أكادير، فيما تم استنفار عدد من المخبرين لتحديد المشتبه فيهما واقتفاء أثرهما.
وفي وقت لاحق تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة بمدينة أكادير زوال يوم أول أمس من استرجاع السلاح الوظيفي الخاص بالشرطي الضحية الذي يعمل بالهيئة الحضرية، والذي كان ضحية سرقة تحت التهديد بالعنف في الساعات الأولى من فجر أول أمس الثلاثاء.
وأوضحت المصادر أن شخصا تقدم إلى مقر ولاية الأمن، مدعيا أنه عثر على السلاح داخل صندوق دراجة اقتناها، صباح أول أمس، من شخصين بنواحي مدينة أكادير بمبلغ 2000 درهم، مع تحديد هويتيهما. وقد تبين أنها دراجة نارية مملوكة للشرطي الضحية وليست دراجة وظيفية كما تم تداوله بين العامة. وكان يضع السلاح بالصندوق الخاص بالدراجة، مشيرة إلى أن منفذي السرقة ربما لم يكونا على علم بحيازة الشرطي لسلاحه الوظيفي، وكانا يستهدفان سرقته فقط، إلا أن تطاولهما على الشرطي ببذلته الرسمية يفتح الأمر على تأويلات ينتظر أن تتضح ملابساتها مع إيقاف المتهمين وتقدم التحقيقات .
وأوضحت المديرية العامة للأمن الوطني، في بلاغ لها، أن الأبحاث والتحريات الميدانية مدعومة بالخبرات التقنية مكنت من حجز السلاح الوظيفي والدراجة النارية المملوكة للشرطي بمنطقة «تكاديرت»، فيما أسفرت إجراءات التشخيص عن تحديد هوية المشتبه فيهما.
وأشار البلاغ ذاته إلى أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير تعكف على مواصلة إجراءات البحث في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع خلفيات ودوافع ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، وكذا المشتبه فيهما اللذين أوضحت المعلومات الأولية أنهما من ذوي السوابق القضائية في جرائم الحق العام، وأنهما يشكلان معا موضوع مذكرات بحث على الصعيد الوطني من طرف مصالح الدرك الملكي من أجل تكوين عصابة إجرامية تنشط في السرقة.
واستنادا إلى المصادر، فقد جرى مساء اليوم نفسه إيقاف شخصين، أحدهما يشتبه في ارتباطه بهذه الحادثة، وذلك وسط جماعة الدراركة القريبة من مدينة أكادير. وقد تم إيقاف المشتبه فيه بعد تنسيق محكم ما بين عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية وعناصر الدرك الترابي بالدراركة، بعد تحديد هويته، غير أن هذا المشتبه فيه قاوم عناصر الشرطة بالقوة أثناء التدخل، حيث استل سيفا من تحت لباسه، وواجه به رجال الشرطة، إلا أنهم تمكنوا في النهاية من إيقافه بعد محاصرته وشل حركته، قبل تصفيده واقتياده إلى مخفر الشرطة رفقة شخص آخر كان برفقته من أجل البحث في المنسوب إليه. وما زال البحث جاريا عن المتهم الرئيس في هذه الواقعة والذي ما زال مختفيا عن الأنظار.
