النعمان اليعلاوي
تمكنت الشرطة الإسبانية من اعتقال أربعة قاصرين، تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما، بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي استهدف كنيسة «سانتا ماريا» في مدينة إلتشي. وأفادت المصادر بأن القاصرين الأربعة، الذين ولدوا في المغرب ويقيمون في مدينة أليكانتي، تم القبض عليهم في عمليات متفرقة، بما في ذلك إيقاف أحدهم داخل مدرسته الثانوية. وجاءت هذه الخطوة كإجراء استباقي لمنع تنفيذ مخططاتهم، قبيل احتفالات رأس السنة، التي تشهد ازدحاما في الشوارع وأماكن الترفيه، تشير المصادر التي أوضحت أن العملية قد تمت بتنسيق مع المصالح الأمنية المغربية، التي وفرت معطيات بشأنها.
وكشفت التحقيقات أن كنيسة «سانتا ماريا» لم تكن الهدف الوحيد للمجموعة، إذ تضمنت خططهم مواقع أخرى على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وأمرت المحكمة الوطنية الإسبانية، المختصة في قضايا الإرهاب، بإيداع المعتقلين القاصرين في مركز للأحداث بالعاصمة مدريد، بناء على طلب المدعي العام، ووجهت إلى الموقوفين تهما بارتكاب جرائم إرهابية، مع مراعاة صغر سنهم.
وبحسب القانون الإسباني للأحداث، قد تصل العقوبات إلى السجن خمس سنوات في مركز مغلق، مع ثلاث سنوات إضافية تحت الإشراف، بعد الإفراج. وفي حالة المتهمين، الذين يبلغون 17 عاما، يمكن أن تصل العقوبة إلى ثماني سنوات.
وأشارت المصادر إلى أن تورط القاصرين في قضايا الإرهاب يمثل تحديا متزايدا للسلطات الإسبانية، خاصة وأن الأحكام في مثل هذه الحالات غالبا ما تكون مخففة.
وتذكر الإحصائيات أن العديد من القاصرين المدانين بجرائم مشابهة يقضون فترات عقابية لا تتجاوز عاما واحدا، مما يزيد من تعقيد جهود مكافحة الإرهاب. وأشارت تقارير إلى ارتفاع وتيرة الاعتقالات المرتبطة بالإرهاب في الأسابيع الأخيرة؛ ففي مدينة سبتة المحتلة، اعتقلت السلطات خمسة أشخاص خلال أسبوع واحد، كما تمكنت في عملية أمنية مشتركة مع المغرب من تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم «داعش»، واعتقال تسعة أفراد بين البلدين كانوا يخططون لهجمات عنيفة.
وقبيل أسابيع قليلة، تمكن التعاون الأمني المغربي والإسباني من تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم «داعش» بمنطقة الساحل تتكون من 9 أفراد، 3 منهم ينشطون بتطوان والفنيدق، و6 بمدريد وإبيزا وسبتة السليبة. وبحسب ما أعلن عنه المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الذي قاد العملية إلى جانب مصالح المفوضية العامة للاستعلامات، التابعة للشرطة الوطنية الإسبانية، فإن «عمليات التفتيش المنجزة بمنازل المشتبه فيهم مكنت من حجز أسلحة بيضاء ومعدات إلكترونية، تم إخضاعها للخبرات الرقمية اللازمة».