شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةتقاريرسياسية

الأمن المغربي في خدمة العالم

في الوقت الذي تتلقى فيه المؤسسة الأمنية ضربات في الظهر، من بعض الأصوات الشاذة التي تتهمها بالتقصير في توفير الأمن للتجمعات ببعض المهرجانات التي تخترقها المؤثرات العقلية، وفي الوقت الذي نسمع فيه ونرى بعض المعتوهين الذين يعتقدون أنفسهم مشهورين يكيلون الشتائم والضربات للعناصر الأمنية المكلفة بإنفاذ القانون، نرى كيف يأتي الاعتراف بجدية ونجاعة الأجهزة الأمنية من الخارج.

ولحسن الحظ أن هذه الأصوات النشاز التي تبخس المؤسسة الأمنية حقها ليست سوى أقلية مجهرية لا تكاد ترى، إذ إن

الجميع أضحى مقتنعا بأن المغرب يتوفر على واحد من أقوى الأجهزة الأمنية وأكثرها احترافية ونجاعة وقدرة على الاستباقية.

ويبدو أن فكرة تصوير المؤسسات الأمنية من طرف تجار حقوق الإنسان وخدام الإعلام الموجه، على أساس أنها مؤسسات قمعية وخارجة عن القانون، لم تلق أي صدى يذكر، لأن الهدف الأساسي من تلك الحملات كان هو تشويه سمعة أمننا بشكل عام، وضرب الاستقرار السياسي وابتزاز الدولة المغربية بين الحين والآخر بتقارير مؤدى عنها عن انتهاكات مزعومة لا توجد سوى في مخيلة أصحابها.

ورغم الحملة الشعواء التي قادتها أنظمة معادية ومؤسسات استخباراتية ومنظمات شبه إعلامية وحقوقية، لتشويه صورة المؤسسة الأمنية، إلا أن النتيجة جاءت معاكسة تماما، ولعل إصرار قطر، الدولة المحتضنة لكأس العالم، على طلب الخدمات الأمنية واختيارها التجربة المغربية لتعزيز التّعاون الأمني بين المغرب وقطر، وتنفيذ كافة الخطط الرامية لضمان الأمن خلال فترة كأس العالم التي تستمر 28 يوماً، فضلاً عن الرفع من مستويات الأجهزة الأمنيّة المعنيّة بتأمين المونديال وضمان سلامة المشجعين، كاف للبرهنة على مصداقية وحرفية هذه المؤسسة التي تثبت للأعداء قبل الأصدقاء أن سمعتها وكفاءتها تتجاوز ما هو وطني وقاري لتبلغ العالمية.

إن استعانة قطر بالخبرة المغربية في مجال تأمين المباريات والمنشآت الرياضية، مسألة تنسجم مع ثمار الإصلاحات العميقة والهيكلية التي عاشتها الأجهزة الأمنية المغربية على يد مديرها العام عبد اللطيف حموشي، مما جعلها تتصدر نادي كبريات الأجهزة الأمنية العالمية، ومحط أنظار العديد من دول العالم، وأصبح مقر الإدارة العامة نقطة التقاء لأهم مديري الأجهزة الأمنية العالمية، والزيارات الأخيرة التي قام بها بعض هؤلاء للمغرب تغني عن كل تعليق. لذلك ليس صدفة أن تحظى المؤسسات الأمنية المغربية بكل هذا الإشعاع الدولي والإقليمي، باعتبار المغرب بلدا قادرا على تأمين الملتقيات والتظاهرات العالمية.

فتنظيم تظاهرة مثل كأس العالم ليس نزهة سياحية، أو مسألة يمكن اختزالها في أعداد الملاعب والمرافق الأساسية وتوفير مراكز الاستقبال للوفود المشاركة، بل هي تظاهرة محفوفة بالمخاطر الأمنية ومحاطة بكل أشكال التهديدات، لا سيما من لدن الجماعات الإرهابية التي قد ترى في هذه التظاهرة الكونية فرصة لتسجيل ضرباتها ومحاولة إرباك العالم، وهو ما يفرض على المنظمين الحاجة الماسة إلى خبرة أمنية راكمت في العقود الأخيرة تجربة كبيرة في مواكبة وتأمين الأحداث ذات البعد الدولي، وصار لها نموذجها الخاص بها في الإشراف الأمني على إنجاح مثل هذه التظاهرات كما هو الشأن بالنسبة للتجربة المغربية.

إن طلب قطر للخدمات الأمنية المغربية، في ظل قدرتها على الاستعانة بمؤسسات أمنية أخرى، لا يعني إلا أمرا واحدا ووحيدا، أن الأمن المغربي أصبح، فضلا عن مهامه الوطنية، في خدمة العالم أيضا.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى