محمد اليوبي
فضحت التساقطات المطرية التي شهدتها مدينة مراكش، أول أمس الأحد، الاختلالات التي شابت صفقات إصلاح وتهيئة مطار مراكش المنارة، في عهد المديرة العامة السابقة للمكتب الوطني للمطارات، حبيبة لقلالش، وكلفت ملايير الدراهم، حيث تحولت مختلف مرافق المطار إلى برك مائية ألحقت خسائر مادية جسيمة بالتجهيزات.
وأفادت المصادر بأن حوالي نصف ساعة من الأمطار كانت كافية لإغراق المطار بالفيضانات، كما تحول سقف المطار إلى شلال، بسبب تسرب كميات كبيرة من مياه الأمطار ألحقت خسائر جسيمة بمختلف التجهيزات.
وأكدت المصادر أن ما وقع يستدعي فتح تحقيق شامل، بخصوص صفقة تهيئة المطار التي تم إطلاقها، قبل سنتين، وكذلك الصفقات السابقة المتعلقة بإصلاح وتوسيع المحطة الجوية، والتي كلفت مبالغ مالية بالملايير.
وأفادت المصادر بأن الأمطار فضحت الاختلالات التي عرفتها الصفقات التي أطلقها المكتب الوطني للمطارات خلال السنوات العشر الأخيرة، وكان بعضها موضوع تقارير نشرتها جريدة «الأخبار».
وتجدر الإشارة إلى أن المكتب الوطني للمطارات أطلق، قبل سنتين، صفقة تتعلق بأشغال إعادة تهيئة مطار مراكش المنارة، بغلاف مالي يقدر بمليار و392 مليون سنتيم.
وشملت الأشغال تهيئة مجموعة من المرافق، وتضمنت الإصلاحات إعادة تهيئة غرفة المغادرة التي تخص الرحلات الداخلية، إلى جانب توسيع نقاط التفتيش ووضع عداد تسجيل الوصول، وإضافة بوابة جديدة للمسافرين، وإعادة صباغة الجدران والأرضيات الخاصة بالمطار، وتركيب أنظمة التكييف والتهوية، كما شملت الإصلاحات كذلك ربط شبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي بشبكات المطار، وإعادة تأثيث المطار، والقيام بأعمال تهم العزل المائي والإطار المعدني.
وعرفت جل المشاريع المرتبطة بتوسيع وتهيئة المطارات اختلالات وتعثرات في السنوات الأخيرة، ما كبد أموالا إضافية من ميزانية المكتب الوطني للمطارات، في ظل غياب مخططات واضحة لتدبير المشاريع الاستثمارية التي ترصد لها الملايير سنويا، وهناك بعض المطارات استفادت من استثمارات ضخمة دون تخطيط مسبق، في حين لا يتوفر المكتب على نظام قيادة لتتبع المشاريع التي تم التخطيط لها على مستوى المخطط المديري، وكذلك عدم توفر الدراسات السابقة للمشاريع، لتقييم الجدوى الاقتصادية والمالية.
وعرف مشروع توسيع مطار مراكش الدولي تعثرا كبيرا، بسبب تأخر الأشغال. ويروم المشروع مضاعفة مرتين الطاقة الاستيعابية للمطار، لتصل إلى حوالي 9 ملايين مسافر في السنة، وكان من المفروض أن تنتهي الأشغال في سنة 2013، في حين لم يسلم إلا في نهاية 2016، بتأخر لمدة ثلاث سنوات عن موعد التسليم.
ويفسر هذا التأخير بارتكاب أخطاء كبيرة في الحساب على مستوى عقود إنجاز الدراسات التقنية وتتبع أشغال المشروع، موضوع صفقتين تم إبرامهما باللجوء إلى المسطرة التفاوضية.
وكان المجلس الأعلى للحسابات قد رصد اختلالات في جل الصفقات المرتبطة بمشاريع صيانة وتوسيع المطارات، وأكد أن هذه المشاريع تعرف اختلالات وتعثرا، ما يكبد أموالا إضافية من ميزانية المكتب الوطني للمطارات، في ظل غياب مخططات واضحة لتدبير المشاريع الاستثمارية التي ترصد لها الملايير سنويا.
وهناك بعض المطارات استفادت من استثمارات ضخمة دون تخطيط مسبق، في حين لا يتوفر المكتب على نظام قيادة لتتبع المشاريع التي تم التخطيط لها على مستوى المخطط المديري، وكذلك عدم توفر الدراسات السابقة للمشاريع، لتقييم الجدوى الاقتصادية والمالية.
أمطار عاصفية تغرق شوارع وأحياء مراكش
مواطنون علقوا وسط سياراتهم وطرق وقناطر غمرتها المياه
النعمان اليعلاوي
تسببت الأمطار العاصفية الغزيرة التي عرفتها مراكش، ليلة أول أمس الأحد، في فيضانات كبيرة. وقد شهدت المدينة، جراء هذه الأمطار، غرقًا شبه كامل لمجموعة من الشوارع، ما أدى إلى توقف وعرقلة حركة السير، وغرق أربع سيارات وسط قنطرة “تاركة”، فيما تدخلت السلطات لمواجهة الوضع عبر استنفار مختلف فرق الإنقاذ.
وأثارت هذه الأمطار الغزيرة، التي لم تتجاوز ساعة من الزمن، حالات من الهلع والرعب في صفوف سكان مراكش، وكشفت هشاشة البنية التحتية وسوء وضعية شبكات الصرف الصحي العمومية “المعطوبة”، التي تتسبب مع سقوط الأمطار في اختناق الطرق وغمر المدينة بالمياه.
وسارعت عناصر الإنقاذ إلى مواقع الحدث للتعامل مع الوضع ومحاولة إنقاذ السيارات الغارقة وركابها، وتم استدعاء فرق متخصصة في ضخ المياه لفتح الطرقات وضمان سلامة المواطنين، في حين لم تُسجل إصابات بشرية خطيرة. حضور عناصر الوقاية المدنية وأجهزة الطوارئ في الوقت المناسب، ساهم في تقليل الخسائر والحد من المخاطر على الأشخاص المتواجدين في الموقع.
وفي هذا السياق، قام فريد شوراق، والي جهة مراكش آسفي، عامل عمالة مراكش، مساء أول أمس، رفقة سعيد العلوة، والي الأمن، ونائبه، والقائد الجهوي للوقاية المدنية، بتفقد موقع قنطرة تاركة التي شهدت حادثة غرق أربع سيارات بفعل الفيضانات التي اجتاحت شوارع وأزقة وقناطر مدينة مراكش، وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع توثق هذه الزيارة الميدانية، التي جاءت للوقوف على جهود انتشال السيارات المتضررة، والإشراف المباشر على عمليات الإنقاذ التي تقوم بها فرق الحماية المدنية، والجهات المختصة، كما أصدر الوالي تعليماته، بتوفير كل المعدات الضرورية لفرق التدخل، لتسهيل عمليات الإنقاذ، وإعادة الوضع إلى طبيعته، في أسرع وقت ممكن.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصور كثيرة تبين مدى الخسائر التي مُني بها المواطنون بسبب الفيضانات خصوصا في المدينة العتيقة، ومنسوب المياه في شوارع أحياء المحاميد وتارگة أدى إلى تعطل سيارات، وأكثر من ذلك سقوط بعضها في حفر غمرتها المياه، طالما طالب بإصلاحها المواطنون دون جدوى، وسقوط أخرى في حفر ناتجة عن أشغال غير مكتملة دون أن تكون هناك موانع أو إشارات تنبيهية لها، علما أن هذه الأشغال متوقفة في عدد من المناطق.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديوهات التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي ارتفاع مستوى المياه في الشوارع الكبرى للمدينة، موقعة أضرارا كبيرة في البنيات التحتية وللسكان في مساكنهم ومحلاتهم التجارية، فيما أكدت مصادر محلية أن مناطق بإقليم الحوز شهدت هي الأخرى هطول أمطار غزيرة، تسببت في وقوع فيضانات، خاصة على مستوى مدينة تحناوت والجماعات القروية، التي غمرتها السيول الجارفة، موقعة خسائر مادية.
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية قد حذرت في نشرة إنذارية من زخات رعدية قوية (ما بين 20 و60 ملم)، مصحوبة بحبات البرد وبهبات رياح محليا قوية (ما بين 70 و85 كلم/س)، مرتقبة بداية من يوم السبت الماضي إلى غاية أمس الاثنين بعدد من مناطق المملكة، وأوضحت المديرية، في نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، أن هذه الزخات الرعدية (من 20 إلى 40 ملم) ستهم، السبت، عمالات وأقاليم الصويرة، وآسفي، وسيدي بنور والجديدة، من الساعة الثانية زوالا إلى الحادية عشرة ليلا. مضيفة أن الظاهرة نفسها (من 20 إلى 40 ملم)، ستهم أيضا كلا من تطوان وطنجة-أصيلة، والمضيق-الفنيدق، والفحص-أنجرة والعرائش والقنيطرة وشفشاون ووزان، وذلك أول أمس الأحد من منتصف الليل إلى الساعة العاشرة صباحا.
وسجلت المديرية أن هذه الزخات الرعدية (من 30 إلى 50 ملم) مرتقبة أيضا، أول أمس الأحد، من منتصف النهار إلى الحادية عشرة ليلا، بكل من عمالات وأقاليم قلعة السراغنة، والحوز، وشيشاوة، ومراكش والرحامنة، وتنغير، وورزازات، وتارودانت، وطاطا، وأسا الزاك.