حولت أمطار الخير، التي تهاطلت على خريبكة خلال الأيام الماضية، أحياء المدينة إلى مناطق شبه معزولة عن بعضها البعض. وكشفت التساقطات التي شهدتها المنطقة هشاشة البنية التحتية وغياب قنوات صالحة لتصريف مياه الأمطار، بحيث اختلطت بمياه الواد الحار وتسببت في توقف حركة السير بعدد من الشوارع الرئيسية بسبب اختلالات على مستوى تصريف مياه الأمطار.
وأدت الأمطار التي عرفتها المدينة، أول أمس، إلى كشف النقاب عن مجموعة من الاختلالات في البنية التحتية بعدد من الأحياء والشوارع الرئيسية، بسبب غياب أعمال كنس البالوعات المتواجدة بمدخل الشوارع المذكورة قبل هطول الأمطار، ما أدى إلى عرقلة حركة السير، لبعض الوقت، بمجموعة من الشوارع والقناطر التي تعاني دائما من مشكل تجمع مياه الأمطار على شكل برك.
وتسببت الأمطار التي تهاطلت على المدينة بغزارة، أيضا، في إلحاق خسائر مادية كبيرة بأصحاب المحلات التجارية والدور السكنية المتواجدة في الطوابق السفلية، وهو مشكل تعود عليه السكان مع كل تساقطات مطرية بفعل انسداد البالوعات، ما عجل باستنفار السلطات المحلية والوقاية المدنية التي جندت عناصرها وتمت الاستعانة بمضخات لشفط المياه من الشوارع الرئيسية، حيث عاينت عدسة «الأخبار» تدخل المصالح المختصة بعدد من الشوارع.
هذه القطرات المطرية، بقدر ما هي نعمة للبعض كانت نقمة على المجلس الجماعي والمصالح المعنية بقطاع التطهير السائل بخريبكة، وكشفت النقاب عن عيوب وهشاشة البنية التحتية لمدينة لازالت تؤدي ضريبة التطاحنات السياسية منذ سنوات.
هذه الوضعية، التي تعاني منها المدينة مع كل تساقطات مطرية، جعلت ساكنة الأحياء المتضررة تهدد بخوض وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس الجماعي.
وهكذا يلاحظ أن القاسم المشترك في هذه المشاكل التي تعاني منها خريبكة، مع ضعف قنوات تصريف مياه الأمطار التي تعرفها المدينة، هو هشاشة البنيات التحتية وعدم صيانة التجهيزات المائية والطرقية، وغياب بعض التجهيزات التي تساعد على التدخل الاستعجالي وعدم اتخاذ الاحتياطات والتدابير الوقائية قبل كل تساقطات، بالرغم من التحذيرات، الأمر الذي يتطلب تدخل عامل الإقليم للقيام بزيارات تفقدية للوقوف على حقيقة الوضع وحالة الطرق والبنية الهشة، والتعجيل بوضع برنامج حقيقي للتهيئة لإخراج المدينة من حالة القرية الكبيرة التي تفتقد إلى مجاري الصرف، وغيرها من الأمور التي تجاوزتها قرى ودواوير صغيرة في مناطق أخرى منذ عدة سنوات.
خريبكة: مصطفى عفيف