شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعوطنية

الأمريكيون قدموا 100 مليون دولار للاستثمار في السقي لكن الفرنسيين عرقلوا المشروع

يونس جنوحي

تحدّث إليّ مسؤول نقابي فرنسي، في الدار البيضاء، وقال:

-«إن النقابة الجيدة هي التي تكون تنظيما ديموقراطيا. تستطيع، وهذا ما يجب عليها فعله، أن توفر أفضل العمال ليصلوا إلى الصفوف الأمامية. إلى الآن لم يحالفنا الحظ بعدُ مع المغاربة. ففي الأخير غالبا ما تُستنزف المدن بأسوأ القرويين وليس أفضلهم. الشخص المطرود من قبيلة ما يأتي إلى الدار البيضاء. قد تتملكه بعض الحيرة، لكنه يبقى قادرا على الصراخ، ورغم ذلك فإنه يُحتسب مع الذين لا صوت لهم. وهكذا ينصب نفسه زعيما عُماليا! ثم يصير بالنسبة لنا مصدر مشكلة، على الأقل بقدر ما يمثل مشكلة لأرباب العمل».

__

شاب فرنسي آخر قال لي:

-«لا بد لي من القول إنني مستاء من تدخل العمل السياسي في الشأن الرياضي. الناس المحسوبون على حزب الاستقلال يحاولون ضمان وجود المغاربة فقط في فرق كرة القدم المغربية، وعندما يتغلب فريق مغربي على فريق فرنسي، كما يحدث في كثير من الأحيان، يزرع الوطنيون نوعا من الخلاف بين الجماهير لا يمكن توقعه إلا في حالات الخلاف التي تحدث بعد الحرب!».

رجل مغربي آخر، من العمال، قال لي:

-«إن قادة حزب الاستقلال يُحبون الإشارة إلى الثروة المفاجئة التي حصل عليها الباشوات والقياد. ربما هم على حق في ما يقولونه، لكننا نتحدث أيضا عن الثروة المفاجئة التي تمكنوا هم أنفسهم من جمعها. ما مصدرها؟ إنها لم تأت من الرشاوى، مثل ثروة الباشوات، لكن أين تذهب كل تلك التبرعات والمساهمات التي يجمعونها؟».

__

التقيتُ رجلا كان يعمل في السابق عميلا لدى مؤسسة تمويلية أمريكية. قال لي إن شركته كانت لديها مئة مليون دولار جاهزة للاستثمار في قطاع الري بالمغرب، لكن الفرنسيين وضعوا أمامها العراقيل.

بما أن قطاع الري يبقى أحد الطرق الأساسية لرفع الإنتاج الفلاحي، فقد تابعتُ هذا الموضوع مع مسؤول رسمي في الرباط. قال لي موافقا:

-«نعم، للوهلة الأولى يبدو الأمر مثيرا فعلا. نحن نفتقر إلى رأس المال وإلى الآلات. بينما، هنا، يعرض علينا الأمريكيون الاثنين معا، لكن هناك صعوبة كبيرة، وهي أن الشركة الأمريكية تريد أن تُدير العمل مقابل أرباح.

أنا لستُ الآن واحدا من هؤلاء الناس الذين يعتقدون أنه من غير الأخلاقي تحقيق الأرباح، لكني، فقط، أعتقد أنه لا يمكن القيام بهذا عندما يتعلق الأمر بمجال الري.

في مؤسساتنا نتحمل بأنفسنا التكاليف المتعلقة برأس المال، ونحدد تكلفة إنشاء إمدادات المياه بناء على كلفة تشغيلها فقط. أما الشركة الأمريكية فإنها، بطبيعة الحال، كانت لتحتسب التكاليف المتعلقة برأس المال أيضا، وهذا من شأنه أن يجعل تكلفة المياه ترتفع وتتجاوز بكثير متناول الفلاح المغربي.

ما يريد الأمريكيون القيام به تأسيس مزارع فرنسية واسعة النطاق، يمكنهم عقد صفقات تجارية معها لاحقا. لكن بإمكانك أن تتصور أن هذا ليس التطور الذي نريد تشجيعه في ظرفية مثل هذه!».

__

تاجر، من فاس، قال لي:

-«نعم، لقد علمتُ أنكم، أيها الأوروبيون، تنظرون بازدراء إلى الطريقة التي نُعامل بها نساءنا، على حد تعبيرك.

إن صديقا لي كان متأثرا جدا بالمحادثة التي دارت بين بعض الأصدقاء الفرنسيين، إلى درجة أنه قرر أن يأخذ زوجته في جولة بسيارته، غير أنها كانت خائفة جدا من ضجيج الشوارع، إلى درجة أنها كانت تصرخ طوال الوقت، وكان لا بد له من إعادتها إلى المنزل».

لقد بلغ إلى علمي أنه لم يسبق لها أبدا أن غادرت المنزل منذ زواجها قبل عشرين سنة، وبالتالي يبدو أن هذا الحادث لا يُثبت أيّا من مظاهر سوء معاملة المغاربة لزوجاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى