شوف تشوف

الرئيسيةحوادث

الألغام تواصل حصد الضحايا بالأقاليم الجنوبية

نقل مستشار جماعي ومرافقه على عجل إلى مستشفى الداخلة

محمد سليماني

تعرضت سيارة رباعية الدفع كانت تقل مستشارا جماعيا بالجماعة الترابية للداخلة ومرافقه إلى تدمير بالكامل، كما تعرض الراكبان إلى إصابات بالغة عجلت بنقلهما على وجه السرعة نحو المستشفى الجهوي الحسن الثاني بمدينة الداخلة لتلقي العلاجات الضرورية.

وبحسب المصادر، فإن المصابين كانا في جولة على متن سيارة رباعية الدفع بمنطقة خلاء تابعة لنفوذ جماعة بئر كندوز على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب الداخلة، قبل أن تهتز السيارة بهما وتتحول إلى أشلاء، بعد مرورها فوق لغم أرضي خاص بالعربات والمركبات كانت المليشيات الانفصالية زرعت هذه الألغام بمناطق شاسعة بالصحراء المغربية لإعاقة تحركات الجيش المغربي. وظل المصابان بعين المكان ينتظران الإغاثة لساعات، قبل أن يتم نقلهما إلى الداخلة لتلقي العلاجات الضرورية، بسبب كسور ورضوض تعرضا لها.

وليست هذه المرة الأولى التي تحصد فيها الألغام ضحاياها من الكسابة والرعاة الرحل وزوار بعض المناطق على طول خريطة الأقاليم الصحراوية المغربية، ذلك أنه، بين الفينة والأخرى، تهتز ألغام من تحت الأرض بمن فوقها بشكل فجائي، بل إنها أدت إلى فقدان أرواح بشرية كثيرة كانت متواجدة في اللحظة الخطأ في المكان الخطأ، فيما أصيب العشرات بعاهات مستديمة ما يزالون يجرون تبعاتها إلى اليوم. فقبل أشهر بتر لغم أرضي ساق شاب في عقده الثالث، بعدما اهتزت الأرض من تحت رجليه بفعل لغم أرضي مضاد للبشر.

وكان الشاب رفقة صديقين له في جولة قرب المنطقة العازلة قرب الكركرات جنوب مدينة الداخلة، قبل أن يتفاجأ بانفجار لغم أرضي ويصاب بجروح متفاوتة الخطورة، وتم نقل المصاب على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي بمدينة الداخلة لتلقي العلاجات الضرورية.

وسمع دوي الانفجار الذي هز سكون المكان من بعيد، لتتحرك عناصر من البعثة الأممية إلى الصحراء إلى عين المكان، كما حجت أيضا عناصر من القوات المسلحة الملكية المغربية المرابطة قرب الحدود لاستطلاع الأمر والتدخل.

وقبل هذا الحادث بأيام قليلة أيضا، اهتز لغم أرضي مضاد للعربات بشاحنة صهريجية تابعة لمديرية الفلاحة بإقليم بوجدور، حينما كانت في مهمة بمنطقة قروية بالإقليم. وأدى هذا الانفجار إلى نشوب حريق مهول في هذه الشاحنة، غير أن سائقها نجا بأعجوبة. كما انشطرت أيضا سيارة رباعية الدفع إلى شطرين، إثر انفجار لغم أرضي مضاد للمركبات، بينما كانت الشاحنة في طريقها بمنطقة إمليلي (حوالي 150 كلم جنوب مدينة الداخلة).

وما زالت الألغام تشكل عائقا كبيرا وخطرا يهدد يوميا مئات الرحل الذين يجوبون الصحراء بحثا عن المراعي لماشيتهم وإبلهم، بالرغم من المجهودات الكبيرة التي بذلتها القوات المسلحة الملكية منذ سنوات لإزالة الألغام. وفي هذا الصدد تمت تعبئة أزيد من 10 آلاف فرد من قوات الجيش الملكي لإزالة الألغام، حيث تم، إلى حدود نهاية سنة 2019، تطهير مساحة تتجاوز 5560.92 كيلومترا مربعا، كما قام المغرب باكتشاف وتدمير ما مجموعه 96727 لغما أرضيا منذ بدء عملية إزالة الألغام في الأقاليم الجنوبية سنة 1975، بما في ذلك 49325 لغما مضادا للأفراد و20543 من بقايا متفجرات الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى