بعد مشاركة مشرفة في كأس العالم 1986، غاب المنتخب الوطني المغربي عن مونديال 1990، وانتهى مسار جيل ذهبي ضم لاعبين كبار أمثال بادو الزاكي وعبد المجيد الظلمي وعزيز بودربالة ومحمد التيمومي وعبد الرزاق خيري، وظهر جيل جديد من خيرة لاعبي البطولة الوطنية كنور الدين النيبت وعبد المجيد بويبود ويوسف فرتوت ورشيد الداودي ولحسن أبرامي وحسن ناضر وعبد الكريم الحضريوي والطاهر لخلج وأحمد البهجة، الذين سيشكلون لاحقا النواة الأساسية للمنتخب الذي سيتأهل إلى مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية.
قاد المدرب عبد الخالق اللوزاني المنتخب الوطني في بداية مشوار التصفيات، وتصدر “الأسود” مجموعتهم في الدور الأول برصيد عشر نقط، بفارق نقطة واحدة فقط عن المنتخب التونسي، في مجموعة ضمت أيضا إثيوبيا والبنين، وفي الدور الثاني والأخير، لعب الفريق الوطني في نفس المجموعة إلى جانب السنغال وزامبيا، وحقق اللوزاني نتائج جيدة، إذ فاز المغرب ذهابا وإيابا على منتخب السنغال وانهزم في زامبيا بهدفين لواحد، غير أن كثرة الخلافات مع مجموعة من الركائز الأساسية للمنتخب الوطني وتأثر الجو الداخلي للفريق، دفعا الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى فك الارتباط باللوزاني والتعاقد مع المدرب الراحل عبد الله بليندة، الذي قاد “أسود الأطلس” إلى هزم منتخب زامبيا بهدف من تسجيل عبد السلام الغريسي في أكتوبر 1993، وبالتالي التأهل إلى كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخ المنتخب المغربي.
أمام استغراب جميع المتتبعين، أسقط بليندة أسماء لاعبين شاركوا في التصفيات كيوسف فرتوت ولحسن أبرامي، الذين كانا في أوج تألقهما رفقة الوداد محليا وقاريا، بالإضافة إلى رضوان حجري الذي كان محترفا بنادي فارينسي البرتغالي، ورحل المنتخب الوطني إلى أمريكا بمزيج من لاعبي البطولة وبعض العناصر المحترفة كلاعب نانسي الفرنسي مصطفى حجي، الذي كان يبلغ من العمر 23 سنة، والسماحي التريكي من شاتورو الفرنسي، وعبد الله ناصر الذي كان محترفا في الدوري البلجيكي، ولاعب دويسبورغ الألماني رشيد العزوزي، ومحمد الشاوش من نيس الفرنسي، وحسن ناضر من فارينسي البرتغالي.
خاض المنتخب المغربي مباراته الأولى في كأس العالم يوم 19 يونيو 1994 بمدينة أورلاندو في فترة بعد الزوال، في درجة حرارة عالية، ووجد أمامه منتخبا يضم مجموعة من اللاعبين الكبار، يتقدمهم الحارس ميشيل برودوم، الذي توج لاحقا بلقب أفضل حارس في هذه النسخة من المونديال، إلى جانب صانع الألعاب إينزو شيفو، لاعب موناكو الفرنسي، والمهاجم لوك نيليس من إيندهوفن الهولندي، وهداف أندرلخت البلجيكي مارك ديغريس، الذي سجل هدفا مبكرا في مرمى الحارس خليل عزمي منذ الدقيقة 11، مستغلا خروجه الخاطئ.
باستثناء هذا الهدف، لم يقدم المنتخب البلجيكي شيئا يذكر، وترك المبادرة للمنتخب الوطني المغربي الذي قدم مباراة كبيرة استعرض فيها مهاراته، عن طريق مصطفى حجي ورشيد الداودي وأحمد البهجة الذي دخل كبديل في الشوط الثاني، وقلب الهجوم مصطفى الشاوش الذي اصطدمت تسديدته القوية من خارج مربع العمليات بالعارضة في الشوط الأول، ثم نابت العارضة مجددا عن الحارس برودوم في صد ضربة رأسية للشاوش في الشوط الثاني.
انتهت المباراة بهزيمة غير مستحقة للمنتخب المغربي، تسببت فيها قلة التجربة من جهة، وسوء الحظ من جهة أخرى بعد اصطدام كرتين بالعارضة الأفقية، وارتباك البداية الذي منح للمنتخب البلجيكي هدف المباراة الوحيد.
19 يونيو 1994
ملعب سيتروس بوول (أورلاندو)
الحكم: خوسي توريس كانييدا (كولومبيا)
الجمهور: 61219 متفرج
بلجيكا – المغرب: 1-0 (مارك ديغريس د11)
تشكيلة بلجيكا: برودوم، سميدت، ستالينس، غرون، فان دير إيلست، دو وولف، شيفو، ويبر، نيليس (إيميرس)، بوفين (بوركيلمانس)، ديغريس.
تشكيلة المغرب: عزمي، الحضريوي، ناصر، النيبت، التريكي، عزوزي، حبابي، الحداوي (البهجة)، الداودي، الشاوش (الصمدي)، حجي.
رضى زروق