سيظل يوم 11 يونيو من سنة 1986 راسخا في أذهان المغاربة، إذ كان شاهدا على أول وآخر تأهل إلى الدور الثاني في منافسات كأس العالم بالمكسيك، عقب الفوز التاريخي على البرتغال بثلاثة أهداف لواحد.
وقبل انطلاق المباراة بملعب 3 مارس بغوادالاخارا كان المنتخب المغربي يتساوى في عدد النقط مع نظيره البرتغالي، وفي نفس التوقيت كانت تجرى مباراة إنجلترا وبولندا بمدينة مونتيري.
رشحت الصحافة الدولية منتخب البرتغال للفوز بالمباراة والتأهل إلى الدور الموالي، خاصة أنه حل ثالثا في كأس أمم أوروبا لعام 1984، وكان يملك بين صفوفه لاعبين كبار كنجم نادي بينفيكا كارلوس مانويل، وهداف نادي بورتو فيرناندو غوميش، الذي توج بلقب الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا عامي 1983 و1985، بتسجيله لـ 36 هدف ثم 39 هدف.
من جانبه راهن مدرب المنتخب الوطني على مهاجم الجيش الملكي عبد الرزاق خيري كأساسي في مباراة البرتغال، وقدم اللاعب مباراة عمره بتسجيله لهدفين خلال الشوط الأول من المباراة، وسط تشجيعات من الجماهير المكسيكية التي كانت تشكل الجزء الأكبر من الحضور الجماهيري الذي فاق 27 ألف متفرج بملعب غوادالاخارا.
أرسل خيري تسديدة قوية من خارج مربع العمليات في الدقيقة 16، استقرت في الركن الأيسر لمرمى الحارس البرتغالي المخضرم، فيتور داماش، الذي كان يبلغ من العمر 39 سنة خلال مونديال المكسيك.
واصل المنتخب الوطني سيطرته على مجريات المباراة وتحكم جيدا في وسط الملعب بفضل بوردبالة والظلمي والتيمومي والحداوي، وفي الدقيقة 27 تلقى خيري تمريرة عرضية في اتجاه القائم الثاني حولها إلى الشباك معلنا عن هدف ثان لـ “أسود الأطلس”.
وخلال الشوط الثاني، قدم المنتخب المغربي درسا في كرة القدم للبرتغاليين، الذين فقدوا أعصابهم بسبب التمريرات القصيرة للاعبين المغاربة ومهاراتهم الفردية ومراوغاتهم، وتزايدت تدخلاتهم العنيفة وارتكابهم للأخطاء، وفي الدقيقة 62 تبادل لاعبو “الأسود” تسع تمريرات فيما بينهم دون أن يلمس البرتغاليون الكرة، التي انتهت بين أقدام قلب الهجوم ميري كريمو الذي انفرد بالحارس البرتغالي ووضع الكرة داخل الشباك معلنا عن الهدف الثالث للفريق الوطني.
وقبل نهاية المباراة بعشر دقائق، سجل البديل ديامانتينهو، نجم فريق بينفيكا، الهدف الوحيد لمنتخب بلاده، وهو أول هدف استقبلته مرمى الحارس بادو الزاكي في هذه النسخة من كأس العالم بعد إجراء ثلاث مباريات، ليعلن الحكم الإيرلندي ألان سنودي عن نهاية المواجهة بانتصار تاريخي لـ “أسود الأطلس”، جعلهم يتأهلون إلى دور ثمن النهاية، بعد تصدر المجموعة السادسة، بينما صعد منتخب إنجلترا إلى المركز الثاني عقب تغلبه على بولندا بثلاثية نظيفة.
بعد نهاية المباراة، حمل الحارس الزاكي العلم الوطني في لقطة شهيرة وطاف به بجنبات ملعب 3 مارس بغوادالاخارا، وتصدر تأهل “الأسود” عناوين أبرز الصحف العالمية، خاصة أن الأمر يتعلق بأول تأهل لمنتخب إفريقي إلى الدور الثاني لكأس العالم، وخرج المغاربة للاحتفال في شوارع مدن المملكة بهذا الإنجاز التاريخي.
11 يونيو 1986
ملعب 3 مارس (غوادالاخارا)
الحكم: ألان سنودي (إيرلندا الشمالية)
الجمهور: 27000 متفرج
المغرب – البرتغال: 3-1
الأهداف: عبد الرزاق خيري د16، د27 وميري كريمو د62 (المغرب) – ديامانتينهو د80 (البرتغال)
تشكيلة المغرب: الزاكي، لمريس، خليفة، البياز، البويحياوي، الظلمي، التيمومي، الحداوي (السليماني)، بودربالة، خيري، كريمو.
تشكيلة البرتغال: داماش، مانويل، باتشيكو، ألفارو (روي أغواش)، فريدريكو، غوميش، ماغالهيس، فوتري، سوسا (ديامانتينهو)، أوليفيرا، إغناسيو.
رضى زروق