غاب المنتخب الوطني المغربي عن كأس العالم 2002، بعد خسارته الشهيرة في دكار أمام السنغال في نهاية مشوار التصفيات في عهد المدرب البرتغالي هامبيرتو كويلهو، وتكرر نفس السيناريو بالنسبة إلى مونديال 2006 بألمانيا، الذي غاب عنه “أسود الأطلس” بعد تعادله بملعب رادس أمام منتخب تونس بهدفين لمثلهما وتفريطه في تقدمه في مناسبتين، بقيادة المدرب بادو الزاكي.
ابتعد المنتخب الوطني عن مستواه وتأثر بالمشاكل المرتبطة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بعد الإقصاء المخيب من الدور الأول لكأس أمم إفريقيا 2008، ونهاية عهد الجنرال حسني بنسليمان وتعويضه بعلي الفاسي الفهري، وتذيل مجموعته في التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010، وتواضع في التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل في 2014.
في عهد جامعة فوزي لقجع، تم التعاقد مع المدرب بادو الزاكي الذي استهل مشوار تصفيات كأس العالم 2018، واجتاز الدور الأول بصعوبة على حساب غينيا الاستوائية في 2015، وعوضه الفرنسي هيرفي رونار الذي حقق حلم التأهل إلى مونديال روسيا، رغم البداية المتعثرة في مشوار الإقصائيات والتعادل بدون أهداف أمام الغابون وكوت ديفوار.
كان الجمهور المغربي يعول كثيرا على المباراة الأولى أمام منتخب إيران لتحقيق فوز يجعل “الأسود” ينافسون إسبانيا والبرتغال على إحدى بطاقتي التأهل، وكان المنتخب الوطني مدعوما بجماهير غفيرة ملأت ثلثي مدرجات ملعب كريستوفسكي بسان بيترسبورغ.
بلغة الأرقام والإحصائيات، بلغت نسبة امتلاك الكرة بالنسبة إلى المنتخب المغربي 68% مقابل 32% لإيران، وسدد لاعبو “أسود الأطلس” 13 كرة على مرمى إيران، من بينها 3 تسديدات مؤطرة، مقابل 9 تسديدات للاعبين الإيرانيين، اثنتين منهما في إطار مرمى الحارس منير المحمدي.
وفي الوقت الذي كانت تسير فيه المباراة إلى نهايتها بنتيجة التعادل بدون أهداف، سجل المهاجم المغربي عزيز بوحدوز هدفا قاتلا بالخطأ في مرمى المنتخب المغربي في الدقيقة الخامسة من الوقت الضائع، لتنتهي المواجهة بفوز إيران بهدف دون مقابل، ومساء نفس اليوم انتهت مباراة البرتغال وإسبانيا بالتعادل بثلاثة أهداف لكل منتخب.
على غرار مشاركاته السابقة، فشل المنتخب المغربي في تحقيق الفوز في أول مباراة، ففي 1970 استهل مونديال المكسيك بهزيمة صغيرة أمام ألمانيا الغربية، وفي 1986 تعادل بدون أهداف أمام بولندا، وفي 1994 انهزم بهدف لصفر أمام بلجيكا، وفي 1998 اكتفى بالتعادل أمام منتخب النرويج بهدفين لمثلهما.
بعد الهزيمة أمام إيران، تلقى الناخب الوطني هيرفي رونار العتاب بسبب بعض خياراته، من قبيل الاعتماد على نور الدين امرابط كظهير أيمن، عوض استغلاله في مركزه الأصلي كجناح، والدفع بأشرف حكيمي كمدافع أيسر، وإقحام أيوب الكعبي كقلب هجوم وحيد، ظل معزولا في معظم الفترات عن لاعبي خط الوسط، في ظل الاعتماد على خطة 4-5-1 بخط وسط بنزعة دفاعية أكثر.
15 يونيو 2018
ملعب كريستوفسكي (سان بيترسبورغ)
الحكم: سونيت شاكير (تركيا)
الجمهور: 62548 متفرج
المغرب – إيران: 0-1 (عزيز بوحدوز ضد مرماه د95)
تشكيلة المغرب: المحمدي، امرابط، بنعطية، سايس، حكيمي، الأحمدي، بوصوفة، حاريث، بلهندة، زياش، الكعبي.
تشكيلة إيران: بيرانفاند، حاجصافي، بورالينغانجي، الشمسي، ريزيان، إبراهيمي، أنصاري، أميري، الشجاعي، جاهنباكش، أزمون.
رضى زروق