يشكل يوم 23 يونيو من عام 1998 ذكرى سيئة بالنسبة إلى المغاربة، الذين كانوا يحلمون بتأهل ثان إلى الدور الثاني لكأس العالم بعد إنجاز جيل 1986، إذ تحولت مشاعر الفرحة بالفوز على منتخب اسكتلندا بثلاثة أهداف لصفر، إلى حسرة وحزن، عقب خسارة البرازيل على نحو مثير للريبة أمام منتخب النرويج في آخر أنفاس المباراة التي كانت تجرى في نفس التوقيت بملعب فيلودروم بمارسيليا.
لتحقيق التأهل إلى الدور الثاني، كان يتوجب على المغرب واسكتلندا الفوز في المباراة التي جرت بسانت إتيان أمام أزيد من 30 ألف متفرج، وانتظار هزيمة أو تعادل النرويج أمام المنتخب البرازيلي، الذي ضمن صدارة المجموعة الأولى، عقب فوزه في أول مواجهتين.
شكل المنتخب المغربي خطورة على مرمى المنافس منذ بداية المباراة، ونجح المهاجم صلاح الدين بصير في هز الشباك في الدقيقة 23 بعد تمريرة من الطاهر الخلج، الذي كان وراء صنع هدفي “الأسود” أمام النرويج، ومع بداية الشوط الثاني بدقيقة واحدة، أضاف عبد الجليل “كماتشو” هدفا ثانيا في مرمى الحارس الأربعيني جيم لايتون، الذي وجد نفسه عالقا داخل شباكه وهو يحاول إبعاد الكرة عن مرماه.
في حدود الدقيقة 78 اهتزت مدرجات ملعب جيوفري غيشار بسانت إتيان بعد وصول خبر تسجيل المهاجم بيبيتو هدف التقدم للبرازيل في مرمى النرويج، لتنطلق احتفالات الجماهير المغربية التي بدأت تردد أغنية “مبروك علينا هادي البداية ومازال مازال”، غير أن مهاجم نادي تشيلسي الإنجليزي، توري أندري فلو، سجل هدف التعادل للنرويج في الدقيقة 83، وبعدها بدقيقتين أحرز بصير هدفا ثالثا لـ “أسود الأطلس” الذين ضمنوا الفوز، وبقي تركيزهم مع كرسي الاحتياط الذي كان يطمئنهم بأن النتيجة في مارسيليا تشير إلى تعادل البرازيل والنرويج، وبالتالي التأهل إلى الدور الثاني.
وقبل دقيقة من النهاية، أعلن الحكم الأمريكي إسفانديار باهارماست عن ضربة جزاء مشكوك في مشروعيتها لصالح منتخب النرويج، الذي سجل هدفا صعق الجمهور المغربي الذي لم يصدق سيناريو مباراة البرازيل، وشكك في نزاهة المنتخبين وتحول النتيجة في غضون دقائق معدودة من فوز بهدف لصفر إلى هزيمة بهدفين لواحد أمام المنتخب النرويجي.
أطلق الحكم الإماراتي علي بوجسيم صافرة نهاية مباراة المغرب واسكتلندا، ورفع لاعبو “الأسود” أيديهم عاليا في إشارة إلى النصر، وعانق بعضهم بعضا، قبل أن يدخل بعض الاحتياطيين كغريب أمزين لإبلاغ زملاءه بالخبر الصادم، لتتحول فرحة اللاعبين إلى دموع، إذ رصدت الكاميرات مصطفى حجي وهو يبكي فوق كتف المدرب الراحل هنري ميشيل، بينما انخرط بصير وأبرامي ولخلج في نوبة بكاء هستيرية.
غادر لاعبو المنتخب المغربي أرضية الملعب تحت تصفيقات الجماهير المغربية، وتحسر المتتبعون لاحقا على التفريط في الانتصار على النرويج في المباراة الأولى التي كانت في المتناول، والتي كانت ستجعل مصير “أسود الأطلس” بين أيديهم في المباراة الثالثة والأخيرة أمام اسكتلندا، عوض انتظار هدية من البرازيل.
انتهت مشاركة المغرب في مونديال فرنسا بتحقيق تعادل وهزيمة وفوز، كان هو الثاني والأخير للفريق الوطني في تاريخ مشاركاته في كأس العالم، بعد تغلبه في مونديال 1986 بالمكسيك على البرتغال بثلاثة أهداف لواحد.
23 يونيو 1998
ملعب جيوفري غيشار (سانت إتيان)
الحكم: علي بوجسيم (الإمارات)
الجمهور: 30600 متفرج
اسكتلندا – المغرب: 0-3
الأهداف: صلاح الدين بصير د23 ود85، عبد الجليل “كماتشو” د46
تشكيلة اسكتلندا: لايتون، ماكنامارا (ماكينلي)، بويد، هيندري، غالاتشر، بيرلي، دوري (بوث)، كولينس، لامبيرت، وير، دايلي.
تشكيلة المغرب: بن زكري، الحضريوي، النيبت، التريكي، صابر (روسي)، الخلج، أمزين (العزوزي)، شيبو (السلامي)، حجي، بصير، كماتشو.
رضى زروق