بعد المشاركة في مونديال 1994، مر المنتخب الوطني المغربي من فترة فراغ، فبعد الانفصال عن المدرب عبد الله بليندة تم التعاقد لفترة وجيزة مع محمد العماري ثم البرازيلي جيلسون نونيز، الذي ترك منصبه للفرنسي هنري ميشيل أواخر سنة 1995.
تحسن مستوى المنتخب المغربي بسرعة مع تولي ميشيل مسؤولية تدريبه، وحقق سلسلة من الانتصارات في المباريات الودية، منها فوز على المنتخب التونسي بثلاثة أهداف لواحد بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وقرر المدرب الفرنسي الاحتفاظ ببعض اللاعبين الذين شاركوا في مونديال 1994 مع إعادة لاعبين آخرين كلحسن أبرامي ويوسف فرتوت.
دخل المنتخب الوطني التصفيات المؤهلة إلى مونديال فرنسا في نونبر من سنة 1996 بعد الوصول إلى درجة عالية من الاندماج بين اللاعبين، أمثال مصطفى حجي وصلاح الدين بصير وعبد الجليل “كماتشو” ونور الدين النيبت ويوسف شيبو والطاهر لخلج وأحمد البهجة وعبد الكريم الحضريوي وآخرين، بعد فترة قصيرة من انطلاق تصفيات كأس أمم إفريقيا 1998.
تصدر المنتخب المغربي مجموعته التي ضمت الغابون وسيراليون وغانا، قبل جولة من نهاية مشوار التصفيات، عقب الانتصار بالدار البيضاء على المنتخب الغاني بهدف من توقيع النجم السابق لنهضة سطات، خالد راغيب، ودخل منافسات “الكان” ببوركينا فاسو مطلع سنة 1998 كأول مرشح للفوز باللقب القاري، غير أنه خرج من المنافسات خاوي الوفاض من دور الربع عقب هزيمة أمام بطل نسخة 1996، منتخب جنوب إفريقيا.
رحل “الأسود” إلى فرنسا للمشاركة في المونديال بمزيج من اللاعبين الجدد الذين خاضوا التصفيات و”الكان”، و7 لاعبين شاركوا في كأس العالم 1994، ويتعلق الأمر بالسماحي التريكي ونور الدين النيبت وعبد الكريم الحضريوي ورشيد نكروز ومصطفى حجي ورشيد العزوزي والطاهر لخلج، بينما أسقط هنري ميشيل في آخر لحظة اسم اللاعب أحمد البهجة والحارس عبد القادر البرازي، الذين كان لهما دور كبير داخل تشكيلة المنتخب الوطني.
في اليوم الافتتاحي للمونديال، فاز المنتخب البرازيلي على نظيره الاسكتلندي بهدفين لواحد في العاشر من يونيو 1998، وعن نفس المجموعة التقى مساء نفس اليوم المنتخب الوطني المغربي بنظيره النرويجي، الذي تأهل إلى كأس العالم دون تلقي أي هزيمة في مشوار الإقصائيات الأوروبية، ودخل المباراة بمجموعة من اللاعبين الذين يمارسون على أعلى مستوى في الدوري الإنجليزي، أمثال سولسكاير وهنري بيرغ وروني جونسون من مانشستر يونايتد، وبيونبيرغ من ليفربول، وقلب الهجوم توري أندري فلو الذي كان له دور كبير في تتويج نادي تشيلسي بلقب كأس الكؤوس الأوروبية في نفس السنة.
استفاد المنتخب المغربي من الدعم الكبير للجماهير التي احتشدت بملعب لاموسون بمونبوليي، على اعتبار أن فرنسا والدول الأوروبية المجاورة تضم أعدادا مهمة من أفراد الجالية المغربية، ودخل لاعبو “الأسود” بسرعة في المباراة وهددوا مرمى الحارس غروداس، خاصة عن طريق الثنائي صلاح الدين بصير ومصطفى حجي، الذي تمكن من هز الشباك في الدقيقة 37 بعد توصله بتمريرة محكمة من الطاهر لخلج.
على غرار نسخة 1994، ارتكب خط دفاع المنتخب الوطني أخطاء مكلفة، ففي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، قام الحارس إدريس بن زكري بخروج خاطئ، وحاول يوسف شيبو إبعاد الكرة برأسه إلا أنه وضعها داخل المرمى معلنا عن هدف التعادل لمنتخب النرويج.
دخل المنتخب الوطني الشوط الثاني بعزيمة قوية، وعاد لخلج ليقدم تمريرة في العمق للمهاجم عبد الجليل حدا “كماتشو” الذي سدد بقوة داخل مرمى المنتخب النرويجي في الدقيقة 60، لكن الفرحة العارمة في المدرجات لم تدم سوى لدقيقة واحدة، إذ نجح المدافع دان إيغين في تعديل الكفة مستغلا خروجا خاطئا للحارس بن زكري، لتستمر هدايا خط دفاع المنتخب الوطني لخصومه.
انتهت المواجهة بالتعادل، بينما استحق المنتخب المغربي الخروج بنتيجة الفوز بشهادة الصحافة العالمية، بالنظر إلى مجريات المباراة وطريقة تلقي هدفين بطريقة ساذجة، وهي النتيجة التي سيدفع “الأسود” ثمنها غاليا لاحقا.
10 يونيو 1998
ملعب لاموسون (مونبوليي)
الحكم: بينوم براسيرت (تايلاند)
الجمهور: 29800 متفرج
المغرب – النرويج: 2-2
الأهداف: مصطفى حجي د37 و”كماتشو” د60 (المغرب) – شيبو ضد مرماه د45 ودان إيغن د61 (النرويج)
تشكيلة المغرب: بنزكري، الحضريوي، النيبت، روسي، صابر، الخلج (العزوزي)، شيبو (أمزين)، شيبا، حجي، بصير، كماتشو (الخطابي).
تشكيلة النرويج: غروداس، جونسون، بيرغ، بيورنبي، ميكلاند، ليوناردسون، إيغن، ريكدال، هافارد فلو (سولباكن)، أندري فلو، سولسكاير (ريزث).
رضى زروق