شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

الأزمنة الرديئة

هناك من يجهل تبعات الحروب المشتعلة بالعديد من بلدان العالم، وتأثيرها الكارثي على الاقتصاد المحلي وسلاسل التموين الغذائي العالمي والإنتاج الفلاحي وصراعات تحقيق الاكتفاء الذاتي أولا وتحقيق التوازنات الداخلية قبل التصدير، خاصة أن الحروب الأخيرة لا تنذر بخير وبؤر التوتر تزداد توترا وسط أخطار الانزلاق إلى حروب أهلية وتقسيمات عالمية جديدة.

لقد دخل العالم حقبة الأزمنة الرديئة، بسبب توسع الأزمات الدولية وفشل مبادرات السلام وتوقف المفاوضات، ما يتطلب من جميع القوى الحية داخل المجتمع المغربي، تقدير المرحلة الدقيقة التي يعيشها العالم والرفع من الوعي المجتمعي بالإكراهات والتحديات والتنسيق لتحقيق أهداف الاكتفاء الذاتي من المواد الأساسية في الحياة لأن كلفة الاستيراد ترتفع مع الأزمات وعند اشتدادها تصبح المصلحة الداخلية من أولى الأولويات قبل التفكير في التصدير.

عندما تركز التعليمات الملكية السامية، على معالجة أزمة الماء والغذاء والتشغيل وتنزيل المخططات الاستراتيجية للحفاظ على الثروة المائية وحسن استغلالها، فإن الأمر يعني الاستباقية لضمان مستقبل الأجيال بالنسبة للمادة الحيوية والحروب التي تدور حول منابعها بطرق خفية، كما يجري التخطيط والتسابق على مراكز غذاء العالم بإفريقيا والثروات الباطنية التي تشكل مصدر الطاقة والتطور التكنولوجي في صناعة السيارات والطائرات والصناعات الثقيلة.

من واجب كل المؤسسات المعنية، وكافة الفاعلين في تسيير الشأن العام، الرفع من مستوى اليقظة بالنسبة للملفات الاجتماعية ومعالجتها وفق السرعة والنجاعة المطلوبتين، والالتزام بحفظ السلم الاجتماعي بالدرجة الأولى، لأنه من مداخل إثارة الفتن واستغلاله في أجندات خاصة، كما أن تحسين المداخيل وتوفير الشغل من أهم مداخل التنمية الحقيقية التي تعالج مجموعة من المشاكل الاجتماعية بشكل مباشر وغير مباشر.

علينا أن نعي مخططات التقسيم وتقزيم تأثير الدول في محيطها القاري والعالمي، ومواجهة تحديات استكمال الوحدة الترابية والعمل بالموازاة مع المبادرات الملكية في ملف الصحراء المغربية لحسمه وفق القوانين الدولية، واستثمار اعتراف الدول العظمى بالحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل، وتعرية الجرائم التي تقوم بها مليشيات البوليساريو تحت غطاء جنرالات الجزائر ودعمهم الإرهاب وبلقنة المنطقة.

من لا يحسن الاستثمار في الأزمات المحيطة يسقط في شراكها، ولا يمكنه الرفع من مؤشرات التنمية الشاملة، وقوة المغرب في ملكيته التي تقود دبلوماسية حكيمة تهدف دوما لإرساء السلام، وتمكنت من ترسيخ شعار “رابح – رابح” في العلاقات الدولية بانفتاحها على الجميع ضمنهم الجزائر التي يمكنها الاستفادة من المشاريع التنموية الضخمة في الصحراء المغربية والواجهة الأطلسية شرط السيادة المغربية والاستيقاظ من هرطقات الماضي والأطروحات التي تجاوزها الزمن الذي لا ينتظر أحدا ومن لا يتأقلم مع التغيير ينقرض وفق قاعدة السنن الكونية التي لا تحابي أحدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى