شوف تشوف

الرئيسيةتقاريررياضة

الأخطاء القاتلة التي عصفت بالبدراوي خارج أسوار الرجاء

يوسف أبو العدل

مقالات ذات صلة

أعلن عزيز البدراوي، رئيس الرجاء الرياضي لكرة القدم، رحيله عن الفريق رفقة أعضاء مكتبه المسير، من خلال الإعلان عن عقد الجمع العام العادي وغير العادي (الاستثنائي) في الـ26 من شهر ماي الجاري.

ورضخ البدراوي لضغوطات الجماهير الخضراء بعدما فتحت عليه النار بسبب عجزه عن التدبير الجيد للنادي وخروجه خالي الوفاض هذا الموسم بعد الإقصاء من منافسة عصبة الأبطال الإفريقية وتبخر حلم التتويج بالبطولة الوطنية.

ولم يتطرق البلاغ الذي أصدره المكتب المسير للرجاء إلى فتح باب الترشيح ومساطره، وتاريخ آخر أجل لتلقي الطلبات، ولا إلى تفاصيل اللجنة المستقلة التي من اختصاصها صلاحية التأشير على مدى قانونية كل لائحة مترشحة، وهو الأمر الذي أغضب برلمان الرجاء وأنصاره.

من جهة أخرى حقق الرجاء الرياضي رقما سلبيا من خلال انتخاب 7 رؤساء على مدى 10 سنوات بداية بمحمد بودريقة يليه سعيد حسبان، محمد أوزال (لجنة مؤقتة)، وجواد الزيات، رشيد الأندلسي، أنيس محفوظ وعبد العزيز البدراوي الذي يعد من أفشل الرؤساء الذين تعاقبوا على النادي في العقد الأخير بسبب الأرقام السلبية التي حققها النادي.
وفي ما يلي ترصد “الأخبار” الأخطاء القاتلة التي ارتكبها البدراوي وعصفت به خارج “القلعة الخضراء”.

البنزرتي أول الأخطاء
خسر الرجاء أربعة أشهر أو أكثر عند تعاقد البدراوي مع فوزي البنزرتي مدربا للفريق، إذ اعتقد الكثيرون أن «الداهية» التونسي هو من سيقود مشروع البدراوي وينقذ الرجاء من أزمته التقنية، قبل أن يظهر أنه سيكون أحد أسباب البداية الكارثية، خاصة بعدما أصدرت جامعة الكرة قرارها بمنع المدرب من الجلوس في كرسي بدلاء الفريق لخمس مباريات تبعا لقرار سابق بأثر رجعي مازال المدرب التونسي يتحمل تبعاته لما كان مدربا للوداد الرياضي.

وضع فوزي البنزرتي استقالته فوق مكتب عزيز البدراوي مطالبا بإعفائه من منصبه تفاديا للإحراج أمام جمهور الرجاء الرياضي الذي يحترمه لتاريخه مع الرجاء في كأس العالم للأندية لسنة 2013 ولا يرغب في تلطيخ تلك الصورة الجميلة التي يرسمها له أنصار الرجاء كلما التقوا به. ونشر البنزرتي، عند وصوله إلى تونس، تصريحات أكد من خلالها أنه لم يرغب في تشويه صورته مع أنصار الرجاء في فريق ظهر له جليا أنه لن يحقق الشيء الكثير هذا الموسم نظرا للترسانة البشرية العادية التي تعاقد معها الرجاء مقارنة مع الاستحقاقات التي تنتظر الفريق ويأمل الجمهور في المنافسة والصراع عليها.

إبعاد المجربين والتعاقد مع المبتدئين
زادت أخطاء البدراوي عند تجريد التركيبة البشرية من كل أعمدة الموسم الماضي، وعدم التجديد لغالبية اللاعبين المجربين ظنا أن مدة صلاحيتهم انتهت وهم الذين يصنعون أفراح أنديتهم الموسم الجاري، مقابل التعاقد مع خمسة عشر لاعبا لم ينجح منهم إلا القليلون، بل إن الجمهور اعتبر أنهم عاديون مقارنة بمتولي، والحافيظي وبنحليب وأخرين صنعوا أفراح الرجاء بـ«زيرو درهم» العبارة التي اشتهر بها هذا الجيل من اللاعبين.

وأظهرت مباريات الدوري الوطني الاحترافي وعصبة الأبطال الإفريقية محدودية مجموعة من اللاعبين والأخطاء التدبيرية التي وقع فيها البدراوي ولجنته التقنية التي فشلت في اختيار اللاعب المناسب للمكان المناسب، ليجد الرجاء نفسه في أزمة أضاعت على الفريق مجموعة من النقاط في الدوري المحلي، علما أن النظرة الأولية أكدت أنه رغم انتصارات دور مجموعات عصبة الأبطال الإفريقية، فإن الفريق قد يغادر المسابقة مع أول لقاء مع منافس من حجم ثقيل، وهو ما تأكد رسميا عند مواجهة الأهلي المصري في دور ربع النهائي.

“الميركاتو” الفاشل
ساهمت أخطاء البدراوي في إفشال تدبير سوق الانتقالات الشتوية بعد أخطاء «الميركاتو» الصيفي، خاصة في الشق الهجومي، إذ فشل أكسيل مايي، الذي انتدبه الفريق الأخضر من اتحاد طنجة في فك شفرة الهجوم بعد أن وضع تحت تصرفه مبلغ نصف مليار سنتيم لتسجيل الأهداف، حيث ظل الجمهور ينتظر التعاقد مع قناص خلال شهر دجنبر ينسي الجميع في إحباطات الذهاب، ليتعاقد الفريق مع متوسط ميدان ممثل في زكرياء الوردي الممنوع من عصبة الأبطال والذي «هرب» من القلعة الخضراء الموسم الماضي ليعيده البدراوي دون مبررات، بالإضافة إلى عبد الإله الحافيظي، الذي وجد أمامه أجنحة دون قلب هجوم لعب دوره خابا الذي لم يقو وحيدا على حمل آمال الرجاويين، وهو القناص الذي فرض عليه البداروي والمدرب منذر لكبير لعب دور المهاجم الرئيسي للفريق بالإضافة إلى المهاجم الشاب سفيان بنجديدة الذي يفتقد لتجربة الكبار رغم كونه مهاجما شابا قادما بقوة، لكنه لا يقوى على حمل آمال الرجاويين فوق كتفيه.

العصبة الاحترافية.. الهواية مع الكبار
حاولت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عبر تأسيس العصبة الاحترافية، معاملة الرجاء وفق مكانة وعراقة الفريق في كرة القدم الوطنية، ومنحت رئيس فريقها البدراوي منصب نائب الرئيس لفتح صفحة جديدة مع الأسرة الرجاوية، وهو المنصب الذي لم يحسن الأخير التعامل معه و ظل يشن حربا على المؤسسة في تدبير الدوري الوطني الاحترافي، راميا الاتهامات يمينا وشمالا، قبل أن يعلن استقالته من منصبه الذي لم يمر على تنصيبه فيه أقل من أربعة أشهر كانت كافية لتأكيد أن الرجل ليس بالمسير المحنك الذي يسير بالرجاء والكرة المغربية نحو الأمام، وهو ما تأكد في ما بعد بخروج الفريق من غالبية الألقاب الرئيسية التي ينافس عليها «النسور» ألا وهي البطولة الوطنية وعصبة الأبطال الإفريقية.
لم تمهل العصبة الاحترافية بكل أعضائها المنضوين تحت لوائها البدراوي للتفكير عندما قابلوا قرار استقالته من منصبه بالمصادقة والتوقيع عليه، معلنين نهاية مرحلته في العصبة الاحترافية، وهو القرار الذي أضر به رئيس الرجاء نفسه وفريقه الذي بات يجد ذاته خارج المؤسسة الحاكمة في كرة القدم، سواء الجامعة الملكية المغربية أو العصبة الاحترافية لكرة القدم.

استمرار الأزمة المالية رغم الوعود
تمثلت أولى تصريحات عزيز البدراوي، عند خلافته لأنيس محفوظ، في إنهاء الأزمة المالية للرجاء الرياضي التي من أجلها حل الرئيس بأمواله واعدا بحل الأزمة التي أنهكت الفريق منذ عشر سنوات، لكن، مع مرور عشرة أشهر على تسييره لدفة الفريق، ظهر أن الأزمة مستمرة، سواء في نزاعات الفريق مع الجامعة الملكية المغربية أو مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، دون نسيان مستحقات اللاعبين الحاليين، خاصة في منح توقيعهم السنوية.
وتصل مستحقات الرجاء نحو الأجهزة المؤسسة لكرة القدم، سواء المحلية أو الدولية، إلى ثلاثة ملايير ونصف مليار سنتيم، عجز الرئيس عن إيجاد حلول لها رغم وعود البدايات، وهي للاعبين أعلن البدراوي أنه فك الارتباط معهم ماليا ووديا، قبل أن يتأكد أن الأمر لم يكن سوى وعود، بل مساعدات وتنازلات من الجامعة التي سمحت للفريق بالإقدام على انتدابات شتوية مقابل وضع شق مالي فقط لمجموعة من اللاعبين، لكن الشق المهم لم يتم الحسم فيه ومازال في ردهات محاكم الجامعة و«الفيفا»، وسيصعد عند كل سوق انتقالات في حال لم تتم تسوية هاته النزاعات قبل دخول سوق الانتقالات الصيفية المقبلة.

وعود بالألقاب.. موسم «صفري» في الأفق
“غنبلبلوها هاد العام بالألقاب” عبارة لعزيز البدراوي كان يتناقلها كل الرجاويين في الواقع ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ كان يخيل للرئيس أن الفوز بالدوري الوطني الاحترافي ومسابقة عصبة الأبطال الإفريقية تلزمه ملايين أو ملايير من السنتيمات التي كانت بحوزة الرجل، الذي لا يعلم أن الحنكة التسييرية والتجربة الميدانية والرزانة هي العامل الأول لتحقيق الألقاب وليس إطلاق وعود على «الفايسبوك» و«الانستغرام».
كانت مؤشرات الموسم الكارثي للرجاء تظهر من البداية ورغم ذلك غض الجمهور الأخضر الطرف عن زلات الفريق وناصره في كل الشدائد رغم المعيقات التي كان ومازال يتعرض لها، قبل أن يجد الأنصار أنفسهم وحيدين مغردين خارج السرب، وفريقهم بعيد عن مستوى المنافسة على الألقاب ليغادر عصبة الأبطال الإفريقية من ميدانه أمام الأهلي المصري ومبتعدا عن لقب الدوري الوطني ومشاركة خارجية الموسم المقبل، وهو الفريق الذي بات يحتل الرتبة الخامسة في سابقة في تاريخ النادي قبل ست دورات من نهاية البطولة، إذ تظل مسابقة كأس العرش رهان الفريق الوحيد الموسم الجاري، حيث تنتظره مباراة في ربع النهائي ضد شباب المحمدية وقد يصطدم بغريمه الوداد في نصف النهائي، وهي كلها أمور تخيف الرجاويين الذين سئموا من وعود الرئيس وباتوا يطالبون بالمحاسبة أكثر من المطالبة بالألقاب.

مكتب مسير دون تجربة
ظن عزيز البدراوي، رئيس الرجاء، أنه بإبعاد الأسماء التي اشتغلت في الفريق خلال السنين الأخيرة سينهي زمن الأخطاء والسيبة التي كان يتحدث عنها الأنصار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فأخرج الرجاء بطاقته الحمراء في وجه كل مسير سبق له أن اشتغل مع أنيس محفوظ أو رشيد الأندلسي، أو جواد زيات وسعيد حسبان، رؤساء الرجاء السابقين، الذين رغم أخطائهم التي تحدث عنها البدراوي في كثير من المناسبات للجمهور، إلا أن نتائجهم كانت أفضل بكثير من بداية البدراوي، الذي خسر معه الفريق في العصبة والبطولة الوطنية وبات مهددا بالغياب عن تمثيل المغرب الموسم المقبل في مسابقة خارجية، فيما كان البديل من المسيرين لا يليق بحجم الرجاء من حيث الحنكة التسييرية الرياضية، بل إن العديد منهم لم يظهر لهم أثر رغم أن أسماءهم مدونة في لائحة أعضاء المكتب المسير.

رئيس في المواقع أكثر من الواقع
ظن البدراوي أن استعمال أسلوب وحوار «شعبوي» سيكسبه عطف الجمهور الرجاوي، ناسيا أنه بات رئيسا لفريق مرجعي قادته، عبر التاريخ، شخصيات كبيرة في ميدان السياسة والمال والأعمال، متحدثون لبقون يحترمون المؤسسة التي يرأسونها ويمثلون فريقهم خير تمثيل في المسابقات والمؤتمرات التي يحضرونها باسم الرجاء والكرة الوطنية.
وأنشأ البدراوي صفحة في كل مواقع التواصل الاجتماعي وبات ينشر كل كبيرة وصغيرة عن الرجاء، بل إنه انطلق في مواجهة مباشرة مع الأنصار، خاصة الرافضين لسياسته وسياسة تواصله عبر ردود صبيانية تظهر عدم معرفة الرجل بحساسية منصبه، قبل أن ينصحه «الحكماء» بالتراجع إلى الخلف والتقليل من الخرجات غير الإعلامية على منصاته التواصلية التي باتت موقعا رسميا ينشر تعاقدات الفريق، فيما بات الموقع الرسمي للرجاء ملحقا للرئيس يتابع دون حديث أو ضجيج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى