شوف تشوف

الرئيسية

الأخبار تكشف الصورة الخفية لقاطنات بالحي الجامعي بالرباط

منال البشيري (صحافية متدربة)

بعد انتهاء التوقيت الزمني للدارسة مساء، تعود أغلب الفتيات أدراجهن إلى الحي الجامعي سواء (بيت المعرفة) الحي الخاص أو الحي الجامعي التابع للدولة. هنا توجد طالبات العلم وطالبات الاستمتاع، منهن من قدمن إلى الرباط بحثا عن الحرية والمتعة، فيما الأخريات جئن من مدنهن البعيدة فقط من أجل الدراسة.
عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساء، هنا مدينة العرفان من أمام الحي الجامعي للفتيات السويسي2 بالرباط، حركة السير بدأت في الهدوء إلا من بعض المحلات التجارية والمقاهي. طالبات يتأهبن للدخول إلى الحي الجامعي، فيما أخريات يتأهبن للخروج منه، استعداداً لبداية مغامرة ليلية بعيداً عن أجواء الكتب والمطبوعات.
بالرغم من أن حارس الأمن الذي يراقب الباب ويستنطق كل وافد اجديد على الحي للتأكد من هويته، إلا أنه لا يستطيع مراقبة الطالبات خارجا، فبمجرد تجاوز المدخل الرئيسي تتحول بعض منهن من طالبة للعلم إلى طالبة للعمل على اختلاف أنواعه، رغم أن الحراسة مشددة ولا يمكن للقاطنات بالحي تجاوز الساعة الحادية عشرة مساء، وإلا فإنه يتم إغلاق الباب في وجه المتأخرات وغير الملتزمات بالتوقيت والنظام الداخلي للحي الجامعي السويسي 2 بمدينة الرباط.

البحث عن المتعة بعيداً
يضم الحي الجامعي للفتيات السويسي 2 بالرباط عدداً من الطالبات، فهن قادمات من مدن بعيدة عن العاصمة أو من الضواحي، من أجل متابعة الدراسة الجامعية في مختلف التخصصات، وأغلب الفتيات القاطنات بالحي الجامعي بمدينة العرفان هدفهن الوحيد هو متابعة الدراسة، فيما أخريات لهن نوايا خفية، إذ يتخذن من الحي حجة للهروب من كنف الأسرة وعيش حياة مغايرة، كما تقول إكرام (اسم مستعار) وهي إحدى الطالبات القاطنات بالحي الجامعي تتابع دراستها بالسنة الثانية شعبة الاقتصاد بكلية العلوم القانونية السويسي، مضيفة أن الحي بالنسبة إليهن مجرد سكن يعشن فيه بكل حرية بعيداً عن قيود الأسرة.
بعد حصولها على شهادة الباكالوريا بمنطقة الواليدية، ضواحي مدينة الجديدة، أقنعت إكرام أسرتها بأنه من الضروري أن تنتقل من أجل متابعة دراستها العليا بالرباط، وذلك بالرغم من وجود كلية بمدينة الجديدة، بحيث اختارت متابعة دراستها بالعاصمة بحجة أن جامعة محمد الخامس أحسن مستوى من باقي الجامعات المغربية، في حين أن الهدف الرئيسي من انتقالها للرباط ليس الدراسة فقط ولكن للعيش بحرية بعيداً من المراقبة المشددة للأسرة، والبحث عن المتعة قبل الدراسة كان هدفها الخفي والأساسي. في حديثها مع “الأخبار” تقول إنها تريد الاستمتاع بالحياة بعيداً عن التشدد والمراقبة من قبل عائلتها، خاصة وأن والدها متشدد في التعامل معها على غرار إخوانها الشباب.
ككل يوم وانطلاقا من السابعة والنصف مساء، تستعد إكرام لبداية ليلة ممتعة قد تستمر حتى ساعات الصباح الأولى، رفقة صديقها الذي يقلها من أمام باب الحي الجامعي، بعدما تنتظره وهي في كامل أناقتها لدقائق قبل أن يتوقف أمامها بسيارته الفاخرة وصوت الموسيقى يتعالى منها، ثم ينطلق بها في سرعة إلى وجهة المتعة والصخب بعيداً عن عيون معارفها من الطالبة والطالبات.
إكرام ليست الطالبة الوحيدة التي تقطن في الحي الجامعي من أجل البحث عن المتعة في مدينة الرباط، بل هناك العديد من الفتيات اللائي قدمن إلى المدينة بحجة الدراسة، لكن هدفهن هو البحث عن المتعة، رغم أنه في هذه الفترة من العام الدراسي يكون الحي الجامعي مازال لم يستقبل الوافدين الجدد بعد إذ يكونون في طور مرحلة التسجيل التي تتطلب العديد من الوثائق، بالإضافة إلى مبلغ 400 درهم مع بداية كل سنة، إلا أن عددا من القاطنات القديمات يلتحقن بالحي قبل الاستعداد للدراسة، فهن على أتم الاستعداد للعودة إلى حياة اللهو والمتعة.

امتهان الدعارة من أجل الدراسة
الدراسة في مدينة الرباط العاصمة الإدارية للمملكة تتطلب عدة مصاريف، خاصة مع ارتفاع الأسعار وسط المدينة، وعادة ما تكون الطالبات بالحي الجامعي ينحدرن من عائلات محدودة الدخل تعاني من الفقر والعوز، فيجدن أنفسهن أمام خيار وحيد وهو الاعتماد على المنحة التي لا يمكنها أن تسد جميع حاجيات الدراسة والعيش من أكل وشرب ونسخ المطبوعات… واقع الفقر والحاجة يدفع بالفتيات إلى البحث عن مورد آخر للدخل، ما يدفع العديد منهن الى امتهان مهن مختلفة من أجل العيش والاستمتاع.
عدد من الطالبات بالحي الجامعي يتبعن مظاهر الإغراء والمتعة فتكون الحصيلة هي الانقلاب على القيم والأخلاق وتعاليم الدين التي ربين عليها، إذ ينقلب سلوك العديد منهن رأساً على عقب، وبحكم أن أغلبهن لا يتجاوز عمرهن العشرين سنة يصبحن عرضة للإغراء والجذب بأبسط الأساليب. تقول لمياء الطالبة في سنتها الثالثة والأخيرة بشعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن العديد من البنات جئن من مدن بعيدة بهدف الدراسة، لكن لم تمر بالحي الجامعي مدة طويلة حتى أصبحن أكثر تحرراً، لمياء تقول أيضا إن لديها صديقة تنطبق عليها هذه الحالة جاءت رفقتها من منطقة بنكرير ضواحي مدينة مراكش بعد حصولهما على الباكالوريا هناك. صديقتها كانت متحجبة، خجولة وتحب الدراسة، لكن بعد أقل من شهرين من الدراسة انقلبت أحوالها ولم تعد كما عهدتها. وتضيف محدثة الجريدة إن صديقتها تأثرت بسرعة ولم تستطع المقاومة فكانت النتيجة أنها انقلبت على قيمها وأخلاقها وتناست أسرتها، مؤكدة أن الرفقة السيئة مع بعض الطالبات سواء داخل الجامعة أو في الحي الجامعي هي التي تكرس ذلك، حيث إن العديد من الفتيات اللواتي سبقن إلى حياة المتعة واللهو يعملن على استقطاب كل وافدة جديدة من أجل ضمها إلى مجموعتهن.
لمياء التي تروي لـ”الأخبار” تفاصيل حكاية صديقتها، وهي كلها حسرة وألم لما آلت إليه أوضاعها، أكدت أنه بعد ثلاث سنوات من الدراسة لن تعود صديقتها إلى منزلها كما خرجت منه قبل ذلك وهي متجهة صوب الرباط، فهي الآن طالبة للمتعة وليست للدراسة وتمتهن الدعارة والتسكع مقابل مبالغ مالية من أجل العيش واللهو.
بمجرد ما يرخي الليل سدوله حتى يتحول باب الحي الجامعي السويسي 2 بالرباط، إلى فضاء للباحثين عن المتعة وقضاء الليالي الحمراء؛ سيارات فاخرة وأخرى متواضعة متراصة أمام الحي في انتظار قاطناته الفاتنات، وهن في كامل أناقتهن مرتديات فساتين وملابس مغرية، يخرجن مباشرة صوب السيارة التي تنتظرهن مع تنسيق مسبق للموعد. حركة السيارات لا تنقطع إذ تقطع الشارع ذهاباً وإياباً في انتظار فريسة جديدة ممن يحاولن البحث عن قضاء ليلة مقابل مبلغ يتفق عليه، وهو مشهد يتكرر كلما حل المساء بمدينة العرفان.

سحر وشعوذة
صورة أخرى للحياة التي تعيشها الطالبات داخل الحي الجامعي مع بعض الفتيات اللائي يلجأن للسحر والشعوذة من أجل جلب الحظ والسعادة، فأن تكون الفتاة طالبة للعلم هذا لا ينفي أنها قد تقوم باللجوء إلى أساليب السحر والشعوذة من أجل جلب الحظ الوفير في سهراتها الليلية. هنا يبدأ فصل آخر من فصول الحياة داخل الحي الجامعي، فقد تم أخيراً، ضبط عدة فتيات داخل الحي الجامعي السويسي 2 بعد قيامهن بوضع ثلاث صور لشبان في فم سلحفاة بعد تخييطه.
ليست مظاهر الفسق والرذيلة هي فقط التي تنتشر بين بعض فتيات الحي الجامعي لمدينة الرباط، ولكن السحر والشعوذة يعدان من أهم ظواهر الفضاء.
حكاية حرم الحي الجامعي الذي ينتهك بسبب سمعة بعض الطلبات اللائي يقطن به غيرت صورة الحي بعدما كانت له سمعة خاصة وطابع علمي محض لسنوات خلت. سميرة ابنة مدينة الصخيرات وخريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية شعبة علم الاجتماع، كانت تقطن بالحي الجامعي طيلة أربع سنوات من الدراسة. هذه الطالبة السابقة تروي لـ”الأخبار” معاناتها مع فتيات الحي خاصة مع إحدى الطالبات من مدينة الدار البيضاء كانت تتقاسم معها الغرفة، والتي “كانت تقوم يومياً بأعمال السحر والشعوذة وتعبث بصور شاب تقوم بثقبها بالإبرة، وممارسة طقوس وقراءة أشياء غريبة، لم أكن أفهم ماذا تعني، سئمت من الأمر الذي يتكرر يومياً تقريباً، فأخبرتها بأن تكف عن ذلك، لكنها لم تعرني اهتماما، الأمر الذي دفعني للدخول معها في صراعات يومية من أجل الكف عن ذلك، أو أن أبلغ الإدارة فقامت بتهديدي إن فضحتها”، تحكي سميرة مؤكدة أن الحال استمر على ما هو عليه حتى انتهى الموسم الدراسي وحصلت على الإجازة لتعود إلى مدينتها الصغيرة الصخيرات بعيداً على صخب الحياة داخل الحي الجامعي أو الجامعة.
ليست سميرة وحدها من كانت تتعرض لمضايقات من طرف القاطنات بالحي الجامعي، فالعديد منهن يدخلن في صراعات عديدة مع فتيات أخريات بسبب سلوكات مشينة، بالرغم من تحذير إدارة الحي الجامعي.

مضايقات وتحرش
ليست كل الطالبات اللواتي ولجن عالم المتعة واللهو فعلن ذلك بمحض رغبتهن، بل إن عددا من الطالبات داخل الكليات يتعرضن لعدة مضايقات سواء من طرف زملائهن في الفصل أو من طرف الأساتذة، وكثيراً ما تقع الطالبة عرضة للتحرش من قبل أحد أساتذتها مقابل النجاح أو الحصول على نقط مرتفعة في الامتحانات وفي حالة رفضها يكون مصيرها الرسوب، فتجد نفسها أمام خيارين إما الرفض أو القبول مقابل ربط علاقة مع الأستاذ.
وقد انتشرت ظاهرة التحرش الجنسي في الآونة الأخيرة، خاصة داخل أروقة الجامعات المغربية من قبل بعض الأساتذة الذين يمارسون ضغوطا على بعض الطالبات ويساومونهم مقابل نجاحهن، قبل أن يتحولن إلى فريسة سهلة لكل من هب ودب سواء داخل الجامعة أو خارجها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى