إنجاز: سفيان أندجار
انفجرت الأوضاع داخل الرجاء الرياضي لكرة القدم، خلال الأسبوع الجاري، بعد جملة من الاستقالات داخل المكتب المسير وتهديد اللاعبين بالرحيل والمطالبة المتكررة باستقالة رئيس النادي عادل هالا، والتي تحولت إلى مطلب جماهيري بعد تحميله مسؤولية الأزمة الخانقة التي يمر بها الفريق بسبب عجزه عن تدبير مجموعة من الملفات وتواضع نتائج الفريق خلال الموسم الجاري.
وتقتحم «الأخبار» قلعة الرجاء لكشف الوضع الراهن للنادي وأسباب الأزمة والحلول المنتظرة من أجل رأب الصدع.
هالا: مستعد للرحيل لكن..
اندلعت خلافات عميقة بين رئيس الرجاء ومسؤولي الفريق بسبب فشله في تدبير العديد من الملفات واتخاذه لما اعتبروه قرارات فردية دون الرجوع لأعضاء المكتب المسير، وهو الأمر الذي اعتبروه تهميشا واضحا من لدن الأخير وحملوه مسؤولية توتر العلاقة مع بعض اللاعبين.
وأمام الضغط المتزايد أبدى عادل هالا استعداده للرحيل عن منصبه في الفترة المقبلة، بسبب الوضع الصعب الذي يعاني منه وكثرة الضغوطات والظروف المشحونة التي يعمل بها في النادي.
وقال هالا، أول أمس، في تصريح لراديو دوزيم، إنه لا يمانع في الاستجابة لمطالب المشجعين والتنحي عن منصبه وترك أمر تدبير النادي لإدارة جديدة، ولكنه وضع شرطا يتمثل في كون الوقت الراهن ليس مناسبا وأنه وجب، بداية، التهييء للمرحلة المقبلة، من خلال معالجة مجموعة من الملفات العالقة وتدبير الميركاتو الشتوي الجاري، وبالتالي لن يغادر منصبه حتى يفي بالوعود التي قطعها، خصوصا للاعبين.
وأكد هالا أن الوقت غير مناسب وله التزامات مع اللاعبين، وأن إعلان استقالته سيجعل عددا كبيرا من اللاعبين يغادرون النادي خوفا من عدم الوفاء بالوعود التي قطعها وهو الأمر الذي سيضر بالفريق.
وأضاف هالا أن المكتب المديري قرر التحضير للمرحلة الانتقالية تمهيدا لرحيله عن تسيير النادي، مؤكدا أنه لم تعد له الرغبة في الاستمرار بسبب الصعوبات التي يواجهها المكتب المديري، وأن القرار بعدم مواجهة الضغوطات كان بالإجماع، لكن الاتفاق كان حول عدم مغادرة الفريق في الظرفية الحساسة والعمل على تجاوز الأزمات.
ديون متراكمة
كشف هالا أن الرجاء بحاجة إلى مبلغ مليار ونصف مليار خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، لرفع المنع والقيام بالتعاقدات، فضلا عن أن هذا الملبغ متعلق بأحكام نهائية صادرة لصالح عدد من اللاعبين والمدربين السابقين، من بينهم هلال الطير، مروان فخر، مروان هدهودي، عبد العزيز الشافعي، يوسف الرياني، محمد مورابيط، وحمزة خابا، إضافة إلى مستحقات صفقتي انتقال هيثم البهجة من شباب السوالم وزكرياء حدراف من الدفاع الحسني الجديدي وصافي مجدي، مساعد سابق للمدرب فوزي البنزرتي، وفهد منصف، وعبد الإله مدكور والمهدي مبارك.
وأكد رئيس الرجاء على أن كتلة الأجور في النادي تقارب 150 مليون سنتيم شهريا، ما يظهر حجم الرهانات أمام المكتب المسير للنادي الأخضر والتي وجب توفيرها.
وشدد هالا على أنه اضطر إلى تسديد مستحقات مجموعة من اللاعبين من أجل تفادي مغادرتهم النادي بالمجان وهي مصاريف إضافية تم توفيرها في ظرفية جد حساسة.
من جهة أخرى كشفت مصادر «الاخبار» أن الديون الحقيقية للرجاء في الفترة الحالية تقارب 4 ملايير سنتيم، منها أحكام نهائية وأيضا أحكام ينتظر البت فيها في المرحلة المقبلة، وهو أمر يثقل كاهل إدارة النادي.
توقيف بودريقة سبب الأزمة
أكد عادل هالا على أن الأزمة الحالية للرجاء مردها بالخصوص إلى توقيف محمد بودريقة، الرئيس السابق للفريق الأخضر، والذي أثر بشكل كبير على الجو العام داخل النادي، وخلط أوراقه وأربك كل المكتسبات التي حققها الفريق الأخضر الموسم الماضي بالتتويج بثنائية البطولة وكأس العرش.
وشدد هالا على كون الفريق وضع خارطة طريق من أجل استعادة توهجه هذا الموسم والتوقيع على مشاركة قوية في منافسة عصبة الأبطال الإفريقية، لكن توقيف بودريقة ساهم في زعزعة تلك الخطة وحد كثيرا من استغلال مكتسبات الموسم الماضي.
وشدد هالا على أن الأزمة المالية التي يمر منها الرجاء أثرت على التعاقد مع مدرب لخلافة الألماني زينباور وأيضا من أجل التعاقد مع لاعبين معنيين، وأن بودريقة هو من أعطى الضوء الأخضر للتعاقد مع التونسي اعمامو.
وعوود بالإصلاح لكن..
وعد رئيس الرجاء بتجاوز النتائج المتعثرة على مستوى البطولة الوطنية الاحترافية وعصبة الأبطال الإفريقية، والتي أكد على كونها لا تشرف النادي ولا المنظومة الكروية، وأنه سيعمل على إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات.
وأطلق هالا نداء من أجل تضافر الجهود وأن تكون الانطلاقة الفعلية في النصف الثاني من الموسم لتدارك الوضع وتصحيح المسار.
ويسعى هالا، رغم هذه الظروف الصعبة، إلى احتواء الأزمة عبر اجتماعات مكثفة مع المقربين منه وبعض المؤثرين داخل النادي، معربًا عن أمله في تهدئة الوضع وإعادة الاستقرار بداية بمحاولة إقناع أعضاء مكتبه المسير بعدم تقديم استقالات جديدة والسعي لرفض استقالات مجموعة من الأعضاء السابقين، وإعادة ترميم المكتب المسير.
منخرطون يستعينون بمفوض قضائي للمطالبة بعقد جمع عام غير عادي
من هو الرئيس المقبل للرجاء
حسب مصادر «الأخبار»، قرر منخرطون بالرجاء الرياضي توجيه رسالة إلى إدارة الفريق، للمطالبة باستقالة الرئيس عادل هالا وتحديد موعد عقد جمع عام غير عادي.
وتم توقيع عريضة سيتم وضعها في إدارة النادي الاثنين المقبل بواسطة مفوض قضائي.
وكشفت المصادر ذاتها أن الرسالة الموجهة لمكتب الرجاء لها نقطة وحيدة متمثلة في ضرورة عقد جمع عام غير عادي وذلك لانتخاب رئيس جديد.
وتابعت المصادر أن الرسالة التي بعث بها منخرطون لم تكن واضحة، إذ وجبت مطالبة المكتب الحالي بتحديد موعد محدد لعقد الجمع العام والإعلان عن فتح باب الترشيحات لرئاسة النادي والكشف عن أسماء المنخرطين الذين لهم حق التصويت في الجمع العام، بالإضافة إلى الإسراع في تحديد موعد الجمع العام المقبل في أقرب وقت ممكن.
وأكدت المصادر على أنه يتم الحديث حاليا عن بعض الأسماء التي يمكن أن تتحمل مسؤولية الرئاسة داخل نادي الرجاء الرياضي، على غرار الرئيسين السابقين سعيد حسبان والزيات، ويروج أيضا لاسم رئيس العصبة الاحترافية، عبد السلام بلقشور، إلا أن الأخير غير منخرط بالنادي وليست له الصفة القانونية للترشح.
وزادت المصادر ذاتها أنه من أجل السماح بترشح بلقشور لرئاسة الرجاء، وجب على النادي الأخضر فتح باب الترشيحات وعقد جمع عام للمصادقة على منخرطين قبل الإعلان عن جمع عام غير انتخابي، وذلك لتفادي تقديم أي طرف الطعن في المرشحين.