شوف تشوف

الرئيسيةخاصمجتمعمدن

«الأخبار» تكشف أسباب ارتفاع إصابات كورونا ببرشيد إلى 338

العمال يحتجون والأطر الطبية تسجل رقما قياسيا في عدد التحاليل

برشيد: مصطفى عفيف
دخلت مختلف الأجهزة ومصالح السلطات المحلية والأمنية ببرشيد، منذ أول أمس السبت، في حالة استنفار قصوى، من خلال تشديد القيود الاحترازية والإجراءات الوقائية ببعض الأحياء بالمدينة، عقب تسجيل ارتفاع في عدد الحالات المسجلة ببؤرة صناعية بمدينة برشيد، والتي بلغ عدد الحالات المسجلة بها 338 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، والتي تخص عمال وعاملات مصنع (SEWS) للكابلاج، وهي نتائج كشفتها التحاليل المخبرية التي خضع لها أزيد من 2500 عامل وعاملة بالوحدة الصناعية منذ ليلة الثلاثاء الماضي، بعد ظهور أعراض الفيروس على إحدى العاملات ما تطلب من السلطات إخضاع جميع العاملات للكشف.
وحرص نور الدين أوعبو، عامل إقليم برشيد، مساء أول أمس، خلال نزوله للشارع برفقة السلطات المحلية والأمنية، على المتابعة المستمرة لتطورات هذا الوباء، والوقوف شخصيا على اتخاذ التدابير اللازمة من أجل تطويقه والحد من انتشار الفيروس، حيث تقرر توسيع المجال الجغرافي للأحياء التي توجد بها أكبر نسبة من حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس، بالقيود والإجراءات المشددة المعلن عنها خلال الاجتماع الذي عقده عامل الإقليم صباح أول أمس السبت بمقر العمالة، والذي حث فيه عامل الإقليم السلطات المحلية والأمنية على تفعيل القرارات الصادرة عن السلطات المركزية، منها الالتزام بارتداء الكمامات، وكذلك احترام التباعد الاجتماعي، مؤكدا على وجوب توزيع الكبسولات والملصقات ووسائط الاتصال الأخرى على نطاق واسع من قبل جميع الجمعيات والمنظمات والشركات، وأن أي شخص لا يرتدي الكمامة يتوجب إيقافه وتقديمه أمام النيابة العامة.

حالة تفجر بؤرة صناعية ببرشيد
إلى حدود عصر يوم الثلاثاء 21 يوليوز الجاري، كانت مدينة برشيد تسير نحو تسجيل صفر حالة بعدما استقبلت قبل أيام أربع حالات منها حالة لرجل يعاني من مرض مزمن فارق الحياة، وفي الوقت الذي كانت فيه السلطات الطبية قد وضعت برنامج عمل لأخذ العينات لمهنيي الجزارة، وفتح مجموعة من المرافق العمومية في وجه المواطنين، تفجر الوضع فجأة بعد توصل السلطات بمكالمة هاتفية من طبيب الشغل بشركة «SEWS»، تفيد بوجود إحدى العاملات في وضع حرج وبها أعراض توحي بإصابتها بالفيروس، الأمر الذي عجل بانتقال السلطات المحلية ممثلة في باشا المدينة ورئيسة الملحقة الإدارية الثالثة لمقر الوحدة الصناعية، وهي اللحظة التي حضرت فيها وحدة طبية من خلية كوفيد19 تابعة للمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة ببرشيد. وبعد اجتماع قصير، تقرر أخذ عينات من 45 عاملا وعاملة بالمصنع في اعتقاد المسؤولين إبعاد الشك، إلى هنا كان الأمر تسير بشكل روتيني قبل أن تتوصل المصالح الطبية في اليوم الموالى أي (الأربعاء) بنتائج العينات التي تم أخذها من عمال المصنع بحيث تم الكشف عن 21 حالة مؤكدة إصابتها بالفيروس من أصل 45 عينة تم أخذها من المصنع، قبل أن يتفجر الوضع ويعجل بدخول الأطقم الطبية في سباق مع الزمن داخل المؤسسة الصناعية، حيث تم أخذ أكبر عدد من العينات في ظرف زمني قياسي لم يتجاوز 24 ساعة بعد اعتكاف الأطر الطبية بالمصنع ودون توقف ليصل عدد العينات التي تم أخذها منذ مساء الأربعاء إلى حدود صباح اليوم الموالي الخميس قرابة 2500 عينة لعمال الوحدة الصناعية أكثرهم نساء.
في وقت كانت السلطات المحلية وقتها قد شرعت في عملية حصر قوائم عمال الوحدة الصناعية 21 بتنسيق مع المصالح الطبية بالمديرية الإقليمية لوزارة الصحة ببرشيد، وخبراء من المركزين الجهوي والوطني لعمليات الطوارئ الصحية، بتدشين التحريات الضرورية من أجل حصر لائحة جميع المخالطين للمصابين لهم، من أجل مراقبتهم في إطار التدابير الاحترازية لمنع تفشي الوباء، بحيث تم نقل المصابين إلى المستشفى الميداني بالجديدة.

ارتفاع عدد الحالات يقلب الموازين
بعد أقل من 24 ساعة على تسجيل 21 حالة بمصنع «SEWS»، وفي الوقت الذي كان عمال الوحدة الصناعية صباح يوم الجمعة الماضي، على أحر من الجمر ينتظرون نتائج العينات، بدأت السلطات تتوصل وقتها بالنتائج والحالات المؤكدة إصابتها بالفيروس حيث وصل عدد الحالات المتوصل بها طيلة نفس اليوم كحصيلة أولية 120 حالة، قبل أن تشرق شمس صباح أول أمس السبت، ليصطدم المسؤولون المحليون بنتائج جديدة عن الحالات المؤكدة والتي بلغت 127 حالة جديدة، قبل أن تتوصل السلطات ببرشيد صباح أمس الاحد بنتائج جديدة تؤكد إصابة 70 حالة جديدة وهي نتائج غير نهائية، الأمر الذي ساهم في ارتفاع عدد الحالات المؤكدة إلى 338 حالة، في وقت لازالت بعض العينات لم تظهر نتائجها بعد.
أرقام دفعت السلطات المحلية بالمدينة إلى رفع درجة اليقظة الاستباقية بتنسيق مع لجنة اليقظة والسلامة الصحية والصحة البيئية بالمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، في عملية جمع المصابين عبر تسخير أسطول من سيارات الإسعاف لنقطة التجميع بالمستشفى الإقليمي لبرشيد، وهو نفس الإجراء الذي باشرته السلطات المحلية على مستوى مدينة سطات، حيث تتوزع عدد الحالات المؤكدة بين مدينتي سطات وبرشيد وعين حرودة، وهي العملية التي تم فيها تسخير حراسة أمنية لنقل المصابين عبر حافلات انطلقت بشكل منظم من برشيد وسطات، بحيث تم تسخير عناصر كوكبة الدراجات النارية للدرك الملكي التي تكلفت بخفر تلك الحافلات وسيارة الإسعاف الخاصة بـ(كوفيد19) إلى المستشفى الميداني الذي تم إحداثه بمدينة الجديدة.

احتجاج عمال الشركة
لم تخل هذه العملية من الاحتجاجات، والتي دشنتها عاملات وعمال مصنع «SEWS»، صباح يوم الجمعة الماضي، بعد حضور عدد منهم لمقر الشركة بعدما كانوا في عطلة للمطالبة بأخذ العينات منهم للكشف عن الفيروس، وهي الاحتجاجات التي صادفت تواجد الطاقم الطبي في مهمة أخرى، الأمر الذي استوجب حضور السلطات لتهدئة الوضع بعدما تملصت الشركة من المسؤولية.
وهي الاحتجاجات التي تكررت ليلة أول أمس السبت، وهذه المرة بداخل المستشفى الإقليمي لبرشيد، من طرف المصابين الذين تم تجميعهم منذ منتصف النهار دون تقديم وجبات الأكل ولا مياه الشرب وحرمانهم من استعمال المراحيض الأمر الذي جعل المصابين يقومون بوقفة احتجاجية حوالي منتصف الليل قبل نقلهم في حافلات خاصة نحو المستشفى الميداني بالجديدة.

الصحة تحمل الشركة مسؤولية البؤرة
تزايد عدد الحالات المسجلة داخل البؤرة الصناعية بمدينة برشيد، كشف النقاب عن التقصير في المسؤولية داخل الوحدة الصناعية، بعدما كشفت الدكتورة صباح كراعي، طبيبة بخلية اليقظة الوبائية كوفيد19 تابعة للمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة برشيد، عن كون مسؤول الموارد البشرية رفض السماح لموظفي الصحة العمومية بالمندوبية الإقليمية الدخول للمعمل من أجل أخذ عينات عدد من العمال في إطار التدابير الاستباقية، بحيث إن الشركة متعاقدة مع مستشفى خاص بالبيضاء، في حين لم يبادر بأي إجراء استباقي بالرغم من الاتصالات التي تمت على جميع المستويات، في وقت كانت هذه المؤسسة ستخضع لعملية أخذ العينات منذ أكثر من شهر.
هذا وكشفت البؤرة عن فضيحة التلاعب في لوائح العمال التي كانت تقدمها الشركة للخلية الطبية، وهي لوائح غير مضبوطة، كما تبين أن عددا من العمال تم استقدامهم من معمل عين حرودة وتم تقديهم على أساس أنهم عمال مصنع برشيد، وهي حالات تستوجب فتح بحث قضائي من طرف الجهات المختصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى