الأخبار تروي قصة التلميذ المهدي الذي اجتاز الامتحان الجهوي للباكالوريا بقسم جراحة المخ
نجيب توزني
اجتاز تلميذ يدرس بثانوية النهضة بالمديرية الإقليمية بسلا اختبار السنة أولى باكالوريا بغرفة الانعاش بقسم جراحة المخ والأعصاب بالمستشفى الجامعي بن سينا بالرباط، وسط اهتمام خاص حظي به من طرف وزارة التربية الوطنية ومصالحها الخارجية بالأكاديمية والمديرية الإقليمية وإدارة المستشفى الجامعي بن سينا لتمكينه من كل الامكانات من أجل اجتياز الدورة العادية من الامتحان الجهوي الموحد للباكالوريا دورة يونيو 2018 في أحسن الظروف,
وتابعت “الأخبار” مساء الجمعة الماضي استنفارا غير مسبوق بمصلحة المخ وجراحة الأعصاب بالطابق الارضي بمستشفى بن سينا بالرباط، وهي تستقبل التلميذ مهدي رابج الذي تم تنقيله أياما قليلة فقط بعد إجرائه عملية جراحية في الدماع، من قسم الجراحة إلى غرفة استشفاء سرعان ما تحولت إلى مركز امتحان احتضن أطوارا بطولية من التحدي أعطى من خلالها المهدي درسا لاقرانه من خلال إصراره على اجتياز الاختبار وهو على فراش المرض..
باقي الحكاية تقاسمها والد التلميذ المهدي مع الصحافة وهو يحاول إخفاء حزنه من قساوة مصاب جلل لم يكن بالحسبان، حيث أكد أن إبنه المهدي أصر على اجتياز الامتحان بالرغم من مرضه، حيث تم الاتصال بالمديرية الإقليمية بسلا والاكاديمية الجهوية، من أجل توفير كل الوسائل الضرورية لتمكينه من المشاركة في الامتحان على غرار باقي التلاميذ وتحقيق هدفه، مشيرا إلى أن ابنه لم يواجه صعوبة في امتحاني اللغتين العربية والفرنسية،صباح اليوم الاول.
الاب علال كشف ل”الأخبار” أن ابنه لم يكن يعاني من أية أعراض تؤشر على مرضه، قبل أن يتعرض لوعكة صحية مفاجئة قبل اربعين يوما، فرضت إخضاعه لفحوصات طبية مكثفة بالمستشفى الجامعي بن سينا، قبل ان يقرر الاطباء وضعه تحت العناية الطبية الدقيقة، وإخضاعه لعملية جراحية قبل ايام قليلة من حلول موعد الامتحانات، ورغم ذلك يضيف الاب فقد أصر المهدي على اجتياز الاختبار الموحد.
من جانبه، أكد محمد أضرضور مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، الذي حضر للمستشفى لمعاينة الترتيبات الخاصة بإجراء المهدي للامتحان الجهوي الموحد بتوجيهات من الوزارة الوصية، أن وزارة التربية الوطنية وفضلا عن تكييف الامتحانات مع ظروف الاشخاص في وضعية إعاقة، توفر تسهيلات أخرى للتلاميذ المرضى والذين لا يستطيعون الانتقال إلى أماكن إجراء الامتحان، من قبيل نزلاء المؤسسات السجنية والمستشفيات العمومية كحالة المهدي، وأبرز المسؤول الجهوي أن هؤلا ء الاشخاص هم حالات خاصة، يستفيدون من إمكانية نقل مركز الامتحان إلى المكان الذي يتواجدون فيه، مشيرا إلى ان الوزارة تعمل على إحداث مناخ شبيه بمركز الامتحان، يضم مفتشا ملاحظا ورئيس مركز، مع السهر على سرية المواضيع ومراقبة المرشحين.
من جهته، قال مولاي رشيد المعقيلي رئيس مصلحة أمراض المخ والأعصاب بالمستشفى الجامعي ابن سينا إن الوضعية الصحية المستقرة للتلميذ مهدي مكنته من اجتياز الامتحان على غرار زملائه مبرزا الجهود التي تبذلها إدارة المستشفى والاكاديمية الجهوية لضمان حسن سير هذا الاستحقاق التربوي.
وارتباطا بوضعيات خاصة لتلاميذ فرضت عليهم الظروف الصحية اجتياز الاختبارات الاشهادية بغرف الانعاش، علمت “الأخبار” أن تلميذا آخر يدرس بإحدى مؤسسات الرباط الخصوصية، سيجتاز الثلاثاء صباح غد الثلاثاء اختبار السنة الثانية باكالوريا في دورتها العادية بالمستشفى العسكري بالرباط، حيث يرقد هناك منذ أيام بعد إصابته بحادثة سير أرغمته على ملازمة فراش المرض بسبب جروح وصفت بالخطيرة تستلزم وضعه تحت العناية الطبية.
هذا، ويذكر أن عدد المترشحين والمترشحات الرسميين الذين سيجتازون امتحانات نيل شهادة الباكالوريا برسم دورة يونيو 2018 على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة بلغ ما مجموعه 116 ألف و901 مترشحا ومترشحة من بينهم 58 ألف و 537 مترشحا ومترشحة سيجتازون الامتحان الوطني، و44 ألف و914 سيجتازون الامتحان الجهوي بالاضافة إلى13 ألف و 450 مترشحا حرا. من بينهم 177 مرشحا من نزلاء السجون الواقعة بتراب الجهة مكنتهم الوزارة بتنسيق مع الاكاديميات الجهوية والمندوبية السامية لإدارة السجون من اجتياز اختبارات الباكالوريا بالمؤسستين السجنيتين تيفلت2 ( 76مترشح) والسجن المركزي بالقنيطرة (101مترشح) .