خالد الجزولي
مع تفشي جائحة فيروس كورونا حول العالم، وتوقف مسابقات كرة القدم الدولية، افتقد نجوم كرة القدم الإحساس الأسبوعي بإمتاع الملايين حول العالم، وباتت مواقع التواصل الاجتماعي وأشرطة الفيديو السبيل الوحيد للظهور أمام عشاقهم ومحبيهم، سواء بإجراء تداريب منزلية أو الكشف عن مواهبهم أو الاستمتاع بقضاء أوقات إضافية رفقة أبنائهم وأسرهم.
وأمام قرار توقيف الأنشطة الرياضية، قد يعاني نجوم كرة القدم من مشاكل بدنية وأخرى نفسية، قد تدوم آثارها لما بعد الأزمة الحالية، خاصة وأن البعض منهم وجد صعوبة بالغة في التأقلم مع الوضع الصحي الراهن، مع تمديد فترة العزل الصحي لأسابيع إضافية، وغياب تصور مستقبلي لما قد يسفر عنه الوضع الصحي.
وأمام هذا الوضع الغريب، رصدت «الأخبار» أبرز اللحظات التي يقضيها لاعبو المنتخب الوطني الذين يمارسون في مختلف الدوريات عبر العالم، خلال فترة الحجر الصحي والتي تزامنت مع حلول شهر رمضان المبارك.
المحمدي.. ضغط غياب الأهل
اضطر الدولي المغربي منير المحمدي، حارس نادي مالقا الإسباني لكرة القدم، إلى قضاء شهر رمضان الفضيل بعيدا عن الأجواء العائلية، حيث يعيش لوحده بمقر إقامته بمدينة مالقا، واعتبر الأمر هينا بالمقارنة مع ما يشعر به من حسرة، جراء ابتعاده عن الملاعب وعدم مواصلة التداريب الجماعية والمنافسات، بعد أن تم تعليق جميع الأنشطة الرياضية بإسبانيا، لمواجهة تفشي وباء كورونا.
ويحافظ المحمدي على التزامه بالبرنامج الإعدادي، رغم حلول شهر الصيام، إذ تنطلق أولى حصصه التدريبية في الساعة السابعة من مساء كل يوم، إلى غاية موعد أذان صلاة المغرب، حيث يتناول فطوره ويؤدي شعائره الدينية. واعتبر المحمدي غياب التداريب الجماعية في شهر رمضان أمرا صعبا، مبرزا في تصريحات إعلامية رغبته في العودة إلى الملاعب وارتداء القفازات، ولمس الكرة والاستمتاع بما يحب.
حكيمي.. فرحة أول مولود
يستغل الدولي المغربي أشرف حكيمي، مدافع نادي بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم، المعار من طرف نادي ريال مدريد الإسباني، فترة الحجر الصحي بألمانيا، لقضاء أطول وقت ممكن مع زوجته ومولودهما الجديد، حيث رزقا بمولود ذكر، قبل تعليق المنافسات بأسابيع قليلة.
ويقسم حكيمي توقيته ما بين الاهتمام بأسرته الصغيرة، وتخصيص وقت محدد لممارسة هوايته المفضلة والمتمثلة في ألعاب الفيديو، بالإضافة إلى التزامه بالبرامج التدريبية الإعدادية، بمعدل حصة واحدة في اليوم حتى يحافظ على جاهزيته، تأهبا للعودة إلى التداريب الجماعية. كما يقضي حكيمي أجواء رمضان بعيدا عن عائلته، حيث اعتاد قضاء فترات من الشهر المبارك رفقة أسرته بالعاصمة الإسبانية مدريد، إذ التزم الدولي المغربي بالبقاء في مقر إقامته خلال فترة الحجر الصحي، مستجيبا لكل التعليمات التي فرضت عليه من قبل الطاقم التقني لدورتموند، قبل أن ينضم إلى التداريب الجماعية التي شرع فيها النادي، منذ الأسبوع الماضي.
مزراوي.. العلاج واستعادة التوهج
يقضي الدولي المغربي نصير مزراوي، مدافع نادي أجاكس أمستردام لكرة القدم، فترة الحجر الصحي بمقر إقامته بالعاصمة الهولندية أمستردام رفقة أسرته، إلا أنه ملزم بكسر القرار المفروض بهولندا بشكل استثنائي، بعدما توصل بترخيص من إدارة النادي الهولندي بغية مواصلة برنامجه العلاجي داخل عيادة الفريق، جراء تعرضه للإصابة خلال إحدى مباريات أجاكس الماضية.
ويضطر مزراوي إلى زيارة طبيب نادي أجاكس مرة كل ثلاثة أيام، يخضع من خلالها وبشكل انفرادي لبرنامج تأهيلي متواصل، حتى يستعيد عافيته بشكل نهائي. وتشير بعض التقارير الإعلامية الهولندية إلى أن الحالة الصحية لمزراوي تحسنت بشكل كبير، وشرع بشكل تدريجي في تطبيق البرنامج التدريبي، بعدما توصل به في الفترة الأخيرة، مرفوقا بنظام غذائي دقيق. واعتمد إيريك تين هاغ، مدرب أجاكس، على تقنية الفيديو، لمتابعة الدولي المغربي رفقة بقية اللاعبين خلال فترة الحجر الصحي، ومعرفة مدى التزامهم بالتعليمات التقنية.
عبد الحميد.. عشق خاص للتداريب
أشاد الطاقم التقني لنادي ريمس الفرنسي لكرة القدم، بالتزام مدافعه الأوسط الدولي المغربي يونس عبد الحميد، خلال فترة العزل الصحي المفروض من قبل السلطات الفرنسية، نتيجة تفشي جائحة كورونا، واعتبره مدربه الفرنسي ديفيد جيون لاعبا مثاليا يقتدى به داخل المجموعة، بسبب تركيزه القوي على التداريب، وعدم ميله إلى التراخي في عمله، ورغبته في مواصلة حصصه التدريبية القصيرة دون استعادة الأنفاس، بل إن اللاعب يفضل تحقيق أفضل النتائج خلال التمارين.
وجاء انبهار المدرب الفرنسي باللاعب المغربي عبد الحميد، بسبب التزامه بجميع التعليمات المفروضة على اللاعبين، معتبرا نجاحه ثمرة لالتزامه بالبرامج التدريبية اليومية، رغم صعوبة الأمر، فضلا عن متابعته الدقيقة لكل النظام الغذائي، حيث حافظ اللاعب ذاته على نفس وزنه، الذي لم يتجاوز قط خلال المرحلة الحالية 83 كيلوغراما، علما أن طوله هو 1.88 متر.
سايس.. ألعاب الفيديو لقتل الملل
يقضي الدولي المغربي غانم سايس، مدافع نادي وولفرهامبتون الإنجليزي لكرة القدم، فترة الحجر الصحي بخوض تداريبه اليومية من أجل المحافظة على لياقته البدنية. ويستغل سايس فترة تعليق النشاط الرياضي في قضاء أغلب الأوقات مع أبنائه في ألعاب الفيديو، سيما وأنه من عشاق لعبة «بلاي ستيشن» ومتابعة الأفلام السينمائية، للتغلب على الملل وقتل الضجر في بعض الأوقات، في انتظار أن يزول فيروس كورونا.
واعتبر سايس فترة العزل الصحي صعبة، حيث أكد في تصريحات إعلامية أن الوقت يمر أحيانا بشكل بطيء، ورغم الأنشطة التي يقوم بها في البيت، إلا أنه أدرك تماما أن لا شيء يعوض عيش الحياة كما اعتادها من قبل. وتابع مدافع «الأسود»: «لا أتمنى أن يطول الحجر المنزلي، وآمل أن تعود الحياة إلى وضعها الطبيعي، لأنني أشتاق لخوض المباريات مرة أخرى، وأيضا لصخب الملاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز».
تاعرابت.. شغف متابعة المباريات
يقضي الدولي المغربي عادل تاعرابت فترة الحجر الصحي بمقر إقامته بالبرتغال، بعيدا عن أجواء عائلته المستقرة بفرنسا. وفضل تاعرابت مواصلة تداريبه رغم تعليق الأنشطة الرياضية بالبرتغال، للحفاظ على جاهزيته، فور قرار رفع العزل الطبي المفروض في البرتغال، بسبب تفشي وباء كورونا.
ويقضي تاعرابت وقته ما بين مشاهدة المباريات وإجراء الحصص التدريبية أو التواصل مع محيطه عبر تقنية الفيديو، وأبان اللاعب ذاته عن نضج كبير في التعامل مع البرامج التدريبية المفروضة على لاعبي نادي بنفيكا، والتزامه بكل التعليمات المتعلقة بالنظام الغذائي، للحفاظ على الوزن المثالي.
وعاد تاعرابت، الاثنين الماضي، إلى مركز سيكسال التدريبي بقرار من إدارة الفريق البرتغالي، لإجراء بعض الفحوصات الطبية والاختبارات البدنية، وذلك تمهيدا للعودة إلى التداريب الجماعية بشكل رسمي، بعد غد الاثنين، وفق برنامج عمل يتماشى مع القواعد والتوصيات المتعلقة بالسلامة الجسدية، التي حددتها السلطات المختصة في البرتغال.
حاريث.. عودة الأمل مع التداريب الجماعية
عانى الدولي المغربي أمين حاريث، صانع ألعاب نادي شالكة 04 لكرة القدم، من صعوبة التأقلم خلال الفترة الأولى من الحجر الصحي المفروض داخل ألمانيا، واضطر إلى خرق القرار ما ترتب عنه غضب عارم من قبل مسؤولي النادي الألماني، وتقديم اعتذار رسمي لجميع مكوناته من جانب حاريث.
وشكلت عودة شالكة إلى التداريب خارج إطار العزل الصحي حافزا معنويا قويا لدى حاريث، حيث عبر عن سعادته باستعادة أجواء الحصص الإعدادية اليومية، موضحا في تصريح إعلامي أن عودة الفريق بشكل تدريجي إلى التمارين الجماعية، خففت عنه الضغط النفسي الذي عاشه خلال الفترة الأخيرة، وأضاف الدولي المغربي: «شخصيا أحس بالارتياح وأشعر أنني قد تخلصت تماما من ضغط الجلوس طويلا داخل المنزل، إنه حقا أمر صعب للغاية، وأتمنى أن نعود مجددا إلى التداريب الجماعية، مثل ما اعتدنا عليها من قبل، والأهم أن نتجاوز الوضع الصحي الراهن، وها نحن ننتظر ماذا ستسفر عنه الأيام المقبلة».
زياش.. الطباخ الساحر
اختار الدولي المغربي حكيم زياش أسلوبا مختلفا في تعامله مع ضغط الحجر الصحي المفروض في هولندا، حيث فضل التركيز على المطبخ لإعداد بعض الأطباق التي يجيدها، بمساعدة من أفراد عائلته الصغيرة.
ونشر زياش العديد من الصور على حسابه الشخصي عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يعد طبق الطاجين، وتفاعل معه بشكل كبير كل المتابعين، متسائلين في الوقت ذاته ما إذا كان هو من أعده، أم أنه اكتفى بوضع لمسته الأخيرة عليه؟ وأرفق زياش صورته بالمطبخ بتعليق ساخر، جاء فيه: «زياش، الطباخ الساحر، قد تمتلكون الصلصة، لكنه يمتلك الوصفة».
ويقضي زياش أشهره الأخيرة رفقة نادي أجاكس أمستردام الهولندي لكرة القدم، بعد أن توصل إلى اتفاق على الانتقال نحو الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث سيخوض تجربة مثيرة مع نادي تشلسي، بقيادة المدير الفني الشاب فرانك لامبارد، الذي أصر على ضمه إلى فريقه.
الإدريسي.. ترقب وقلق بألكمار
يمضي أسامة الإدريسي، مهاجم نادي أزيد ألكمار الهولندي لكرة القدم، فترة العزل الصحي بمقر إقامته بمدينة ألكمار، وشكل إنهاء البطولة الهولندية صدمة قوية لديه، خصوصا وأن قرار توقيف المنافسات فوت عليه فرصة التتويج بلقب الدوري.
وأوضح الإدريسي في تصريح إعلامي قائلا: «أعتقد بوجود مصالح أكبر من تتويج ناد على حساب ناد آخر، وما يقلقني كممارس محترف لكرة القدم هو متى أعود إلى الملعب وأستمتع بوقتي، لكن للأسف الأمر ليس بين أيدينا». واعتبر الإدريسي في معرض حديثه عن فترة الحجر الصحي التي يقضيها بهولندا، نفسه محظوظا بوجوده في بلد جميل كهولندا، سيما أمام ما يراه في دول عبر وسائل الإعلام الدولية، حيث يستطيع الخروج بكل حرية من أجل التسوق، وكذلك إجراء حصص للركض، لكن شريطة الالتزام والتقيد بالمواعد المخصصة لذلك. وينتظر الإدريسي قرار رفع الحجر الصحي والعودة إلى حياته الطبيعية، خصوصا وأنه مقبل على دراسة مجموعة من العروض الأوروبية.
أمرابط.. حضن العائلة بهولندا
فضل الدولي المغربي نور الدين أمرابط، مهاجم فريق النصر السعودي لكرة القدم، السفر مبكرا إلى هولندا بدل البقاء في المملكة العربية السعودية، وقضاء فترة العزل الصحي المفروض لمواجهة وباء «كوفيد- 19».
وجاء سفر أمرابط إلى هولندا، مباشرة بعد قرار تعليق الأنشطة الرياضية بالسعودية، من أجل الالتحاق بعائلته للاطمئنان عليها، مع استغلال الفرصة لإجراء التداريب التي حددها له من قبل البرتغالي روي فيتوريا، مدرب نادي النصر. وتشير بعض التقارير إلى أن نور الدين أمرابط التقى بشقيقة سفيان، الذي يمارس بنادي هيلاس فيرونا الإيطالي، ويشاركان في بعض الحصص التدريبية، كما جاء في شريط فيديو قصير نشره الدولي المغربي سفيان أمرابط على حسابه الشخصي
بـ«إنستغرام».
ولحسن حظ أمرابط أنه اتخذ قرار مغادرة الأراضي السعودية في وقت مبكر، حيث وجد العديد من لاعبي نادي النصر صعوبة في السفر والالتحاق بذويهم وأهاليهم، ما دفع البعض إلى البقاء مكرها بالرياض، فيما اضطر البعض الآخر إلى الاستعانة برحلات جوية خاصة وبأثمنة باهظة للعودة إلى بلدانهم.
العربي.. رعاية الأبناء باليونان
يقضي الدولي المغربي يوسف العربي، مهاجم فريق أولمبياكوس اليوناني لكرة القدم، فترة الحجر الصحي باليونان رفقة أسرته، حيث يهتم بأبنائه ويساعدهم في القيام بتمارينهم المدرسية، بسبب بقائه في المنزل واتباع التدابير الوقائية المتبعة تجنبا لنقل فيروس كورونا، على أمل أن تعود الحياة إلى طبيعتها.
ويحرص العربي على التواصل الدائم مع عائلته الموجودة في المغرب، إذ أكد ذلك في تصريحات إعلامية بقوله: «أتحدث بشكل يومي مع والدي في المغرب وكذا عائلتي وأصدقائي، وبدورهم يسألونني عن كيف تسير الأمور هنا باليونان، كما أني أتابع الوضعية الصحية داخل بلدي، وأترقب تطور الوضع هناك».
وعن تداريبه المنزلية بالحجر الصحي، أكد العربي أنه من الصعب التدرب بشكل انفرادي دون مشاركة باقي زملائه في الفريق، موضحا في الوقت ذاته أنه اشتاق إلى لمس الكرة من جديد والتواجد مع المجموعة، متمنيا عودة الأمور إلى طبيعتها في أقرب الآجال.