صدر العدد الأول من “الأخبار الشهري” وهي مجلة شهرية سياسية جامعة تنشرها مؤسسة “أوال ميديا”، نقرأ في افتتاحية مدير النشر رشيد نيني أنها “محاولة واعية لملء هذا الفراغ المفزع في سوق القراءة باللغة العربية.
وحرصا على إرضاء جميع الأذواق ستكون هناك نسخة رقمية وإلكترونية للمجلة مؤدى عنها إضافة للنسخة الورقية، فنحن في هذه المؤسسة لازلنا مقتنعين بأن الصحافة الورقية ستبقى لأنها الأصل، وأن المجانية في المجال الصحافي هي ما قتل المهنية واغتال المعنى في الصحافة. إذا أعطاك أحد ما خبرا مجانا فاعلم أنك الثمن. الخبر لا يعطى مجانا، سواء كان منشورا بشكل ورقي أو رقمي، وكل من يعطي الأخبار مجانا فهو يفعل ذلك لأنه يبيع ويشتري في القراء لصالح شركات الإعلانات العملاقة والقزمية”.
الغلاف والملف
كغلاف للعدد الأول تم اختيار موضوع يكتسي راهنية مستمرة ويعتبر حديث الساعة، وذلك باقتحام عالم المؤثرين المغاربة، لكشف وجه آخر لصانعي المحتوى، والاختلافات والسلبيات والمميزات والصراعات التي تصل في غالب الأحيان للمحاكم كما تتسبب في إدخال بعضهم للسجن، وفي الوجه الآخر للعملة نفسها نجد ضحايا لهؤلاء وهم المراهقون الذين يقعون في فخ شبكات التواصل الاجتماعي التي تشبه فعلا خيوط العنكبوت التي تصطاد الحشرات الصغيرة فلا تنفك عنها حتى تمتص دماءها.
بعد الغلاف يوجد الملف الرئيسي للعدد الذي استولى على الحيز الأكبر من فترة الإعداد للمجلة، بتشعبه من جهة، ومستجداته التي تتالت بشكل متواتر جعل من الصعب إقفال الملف لأنه يتعلق بسقوط رؤوس برلمانيين ورؤساء جماعات في قفص الاتهام، بعضهم معتقل وآخرون محكومون بالسجن ومتابعون بتبديد واختلاس أموال عمومية، فما أن يعدل فريق الإعداد الملف لورود اسم جديد في محاضر الضابطة القضائية وقبل أن يجف مداد المقال حتى يسقط اسم آخر إما عبر استدعاء أو أمر باعتقال، وهكذا سيجد القارئ في هذا الملف كل الأسماء المتورطة في الاختلاسات وتفاصيل الاتهامات الموجهة إليها وآخر مستجدات كل صك اتهام على حدة، وهل هو معتقل أو طليق إلى حين.
تحقيقات وربورتاجات
جنس التحقيق ليس غائبا عن المجلة الجامعة، وفي العدد سبر لأغوار إحجام المغاربة على العموم عن التبرع بأعضائهم، محاولا تفسير أسباب هذا الشح غير المعهود فينا.
في تحقيق آخر ولكن من نوع الربورتاج المصور لإضفاء بعض الرونق على المجلة وإحاطة القارئ بمستجدات مدينة تامسنا ولكن بشكل منوع بعيدا عن صرامة التحقيقات، إذ سنتابع حقيقة المدينة القرية، مدينة بحجم حلم توفرت لها كل الأسباب لتكون نموذجية، لكنها بسبب المشاريع المتوقفة تحولت إلى قرية على هامش العاصمة، تعيش وسط مشاكل بالجملة، يحاول الربورتاج فتح مجالات لحلول مستقبلية لتحقيق الحلم.
وضمن الربورتاجات دائما وفي زاوية “سفر وسياحة” سلطت المجلة الضوء على منطقة أقشور التي توصف بكونها جنة الماء وهبة السماء، حيث الوديان الصافية والشلالات الباردة التي تجري تحت قنطرة معلقة بين الجبال.
وفي ركن “زيـارة” تدخل “الأخبار” إلى المتحف الوطني للحلي لكشف كنوز الحلي المغربية في معرض يقدم أقدم الحلي وتشكيلة متنوعة من الجواهر الأمازيغية الملكية.
حوارات ودردشات
وزراء ومسؤولون حزبيون حاليون وسابقون فتحوا قلوبهم لمجلة “الأخبار الشهري” في حوارات مكاشفة ومواجهة ودردشات شخصية ومفتوحة، خمسة حوارات، بدون احتساب الحوار الثقافي المتخصص في الصفحات الثقافية.
الحوار الأول مع المهدي بنسعيد يكشف فيه أهم الإنجازات التي حققها منذ تعيينه وزيرا للثقافة، كما يرد على الهجوم والانتقادات التي يتعرض لها، ويبين علاقته بشركة صناعة السيارات الكهربائية التي اتهم بسببها بتضارب المصالح.
الحوار الثاني مع نزار البركة وزير التجهيز والماء، يشرح فيه كيف تخطى المغرب أزمة الماء، دون أن يخفي أن البلد ما زال يواجه خطر العطش محملا الحكومات السابقة مسؤولية التأخر في إنجاز محطات تحلية المياه.
الحوار الثالث مع وزير آخر هو محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، قال فيه إن الحكومة ستخصص 550 مليار درهم للاستثمار لخلق 500 ألف منصب شغل، ما يشكل حسبه رقما غير مسبوق لا من حيث المبالغ المرصودة، ولا من حيث عدد المشاريع.
الحوار الرابع مع خولة لشكر، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي ومنسقة لجنة العلاقات الخارجية، التي أكدت أن حزبها يترافع عن القضايا الوطنية داخل الأممية الاشتراكية، التي انتخبت نائبة لرئيسها خلال المؤتمر 26 للأممية الاشتراكية المنعقد أخيرا.
الحوار الخامس عبارة عن دردشة مع إلياس العماري، الذي غاب عن الساحة السياسية لمدة خمس سنوات فكانت هذه الدردشة مناسبة لكشف أسباب ذلك، وأسباب هذا الرجوع المفاجئ، إذ اعترف بأنه كان “شجاعا في مواقف ومنبطحا في أخرى”.
أعمدة، ثقافة، بورتريه وتاريخ
فن الأعمدة حاضر بالمجلة، ففضلا عن افتتاحية مدير النشر التي تضع القارئ في صلب أسباب إصدار “الأخبار الشهري”، هناك عمود سياسي لمحمد اليوبي عن الحساب والعقاب وعمود للمتخصص في الشؤون التربوية المصطفى مورادي حول موضوع “نحن والجفاف”.
وبقلب مفتوح تتحدث أمال الزيتوني عن سجدة رونالدو.
وفي باب الثقافة لم يبخل القسم الثقافي على القارئ، إذ خصص له سبع صفحات ماتعة بإخراج جميل، سيجد فيها كل ما يرغب في معرفته عن ترجمة الأدب الإسباني إلى اللغة العربية.
في مجال التاريخ تغوص الملجة في الماضي لتروي لمن يريد أن يصدق قصة إسبان نزحوا بالآلاف إلى الدار البيضاء طيلة نصف قرن بحثا عن حياة أفضل.
فن البورتريه رسم صورة تقريبية ليولاندا دياز التي أدلت بتصريحات مُعادية للمغرب.. فمن تكون هذه اليسارية التي تحـلم بأن تصبح أول رئيسة لإسبانيا؟
منوعات وعدسة مرحة وتسلية
ركن منوعات لهذا العدد خصص لموضوع يبدو طريفا لكن له جوانب تحتاج إلى تأمل، إنه موضوع: زواج المغاربة بالأجانب، وكيف أن المغربيات يفضلن الفرنسيين والسعوديين والأتراك، والمغاربة يميلون نحو الأمريكيات.
وفي الموضوع نفسه وحسب دراسة لرئاسة النيابة العامة فإن رجال التعليم والفقهاء وأئمة المساجد يتصدرون المتزوجين من قاصرات.
ولهواة “البيبل” صفحة العدسة المرحة لوجوه مشهورة التقطها المصورون بدون سابق ميعاد تحكي عن اللحظة لكن بمعانٍ متعددة ولكل قراءته لها.
صفحة تسلية هي الأخرى لها محبوها الكثر، لذلك لم تنسهم المجلة وخصصت لها إخراجا جميلا في إطار احتفائها بالمنتوج الورقي الراقي.
في الأخير ينطق الكاريكاتير، بريشة الشرادي، بما لا يبوح به أكثر من مقال.
