طنجة: محمد أبطاش
علمت «الأخبار»، من مصادر مطلعة، أن الحملة التي خاضتها السلطات، منها ولاية أمن طنجة، والسلطات الإدارية وعدد من المتدخلين ضد مقاهي «الشيشة» بطنجة، كشفت عن وجود نحو 20 مقهى تقدم خدمات من هذا النوع سرا، في إطار ما وصفته المصادر بـ«النوار». وأكدت المصادر أن أصحاب هذه المقاهي ظلوا يتهربون من الإدلاء بوثائق حول نوعية الخدمات التي يقدمونها، وتبين أنهم يتوفرون على رخص ووثائق تعود إلى ما يزيد على 24 سنة، حيث صدر البعض منها بشكل وصف بالغامض من لدن مجالس متعاقبة منذ سنة 2000، كما قاموا في أحيان كثيرة بتغيير مكان الاشتغال حسب الظرفية.
وأوردت المصادر أن هذه الفوضى تكشف عن غياب رقابة المجلس الجماعي لطنجة، في تتبع الرخص الممنوحة للمطاعم والمقاهي، والتي يتم استغلالها في تقديم «الشيشة» بشكل غير قانوني، كما تسائل العملية الشرطة الإدارية التابعة للجماعة حول أدوراها.
واستنادا إلى المصادر، فإن جميع أصحاب هذه المقاهي تم إحالتهم على النيابة العامة المختصة لمتابعتهم بالمنسوب إليهم أمام العدالة، في حين جرى تشميع جميع المحلات والمقاهي التي تقدم هذه الخدمات، ناهيك عن دخول مصالح الجمارك على الخط، لحيازتهم موادا يتم استعمالها خارج النطاق الجمركي من مواد المعسل والنرجيلات وما إلى ذلك. وتواصل السلطات المعنية حملة هي الأولى من نوعها، والتي تندرج في إطار التفاعل مع تظلمات السكان المحليين ومواجهة كل الممارسات المشينة ووضع حد لانتشار هاته المقاهي، والتي أصبح جزء كبير منها عبارة عن أوكار دعارة وانتشار للمخدرات بكل أنواعها، واستدراج للقاصرات. كما تتزامن هذه الحملة مع دخول فصل الصيف، والإقبال الكبير للسياح على مدينة طنجة، ناهيك عن تحول محيط المقاهي المذكورة إلى فضاء للشجار والتطاحنات والتي غالبا ما تستعمل فيها الأسلحة البيضاء.
وكانت بعض المصادر قد كشفت أنه بمحيط منطقة شالة توجد عدد من المؤسسات التعليمية العمومية، وهو أمر يستدعي ضرورة العمل على وقف تناسل هذه المقاهي، وقد سبق لجمعية تربوية أن توجهت بشكايات في الموضوع إلى السلطات الولائية المختصة، مؤكدة أنه تم رصد مقهى يقدم «الشيشة» لمرتاديه بجوار ثلاث مؤسسات تعليمية عمومية تحت غطاء خدمات الأكل، في تحد سافر لحق تلاميذ هذه المؤسسات في التعلم داخل بيئة نظيفة، كما عبرت الجمعية نفسها عن قلقها من النشاط المتزايد لهذه المقاهي.