طنجة: محمد أبطاش
دخلت هيئات محلية نشيطة في مجال المحافظة على البيئة والتراث المحلي بالبوغاز، على خط القضية المتعلقة باكتشاف سرداب تاريخي بالقرب من ميناء طنجة، ما عجل بتوقيف المصالح الوصية للأشغال إلى حين أخذ مشورة الجهات الوصية بالمدينة حول موضوع.
وقالت هيئات محلية إنها تابعت هذه الواقعة المتعلقة بإعدام المعالم والمآثر التاريخية بمدينة طنجة، والتي شكل استهداف ساحة المسيرة الخضراء (ساحة إسبانيا) آخر فصولها، إذ أقدم المسؤولون عن الورش المشتغل بالساحة المذكورة على القيام بأشغال مخالفة لقانون التعمير في تغييب تام لأي تشوير بخصوص أشغال الهدم والحفر الجارية بالموقع المذكور، حيث عمدت الشركة المختصة إلى إخفاء معلمة تاريخية وطمرها مباشرة بعد العثور عليها، وهي عبارةً عن «سرداب تاريخي مزخرف من الآجور» من المتوقع أنها تعودُ للحقبة المرينية حسب خبراء ومختصين، وهو ما يخالف القانون رقم 22.80 المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات والتحف الفنية والعادية، في فصله السادس والأربعين.
ومن ضمن هذه الهيئات، حركة الشباب الأخضر التي أكدت أنها تستنكر محطات الاستهداف المتتالية لهذه الفضاءات، وانطلاقاً من قيمها وموقعها المُدافع عن كل محاولات طمس معالم المدينة وإفراغها من مضمونها وعمقها، وكذا من استحضارها لنضالات حديقة المندوبية التاريخية، فإنها تؤكد استعدادها للقيام بكل الخطوات المشروعة اللازمة لوقف ما يجري.
واعتبرت الهيئة نفسها، أن تغييب البطاقة التقنية للأشغال، والمعطيات المتعلقة بالورش، وكذا تغييب الجزء المتعلق بمشروع «المارينا» من وثيقة تصميم التهيئة مؤشرات تدلُ على نوايا مبيتة بحق المنطقة التاريخية.
يأتي هذا في وقت رفضت هذه الهيئات إقامة أي امتداد كيفما كان نوعه لمشروع «مارينا طنجة» بالجانب المقابل للميناء والتي يفصل بينها شارع محمد السادس، ودعت، بالموازاة مع ذلك، السلطات المعنية لتشكيل فريق بحث مختص مكون من مفتش المباني التاريخية والمحافظ الجهوي على التراث التابعين لوزارة الثقافة من أجل اكتشاف الموقع المذكور وتثمينه.
إلى ذلك، وحسب بعض المصادر، فإن السلطات الولائية أمرت بتوقيف الأشغال إلى حين البت في هذا الموضوع، باعتباره من تاريخ المنطقة، بالتزامن مع حالة الطوارئ والمستجدات المتسارعة لفيروس «كورونا».