شوف تشوف

الرئيسية

اقتحام المستعجلات يوقف العمل بالمستشفى الجامعي بفاس والأطباء يطالبون بتقنين الولوج

فاس: لحسن والنيعام

 

 

 

في سابقة من نوعها، قررت النقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية الطب بمدينة فاس، التوقف عن العمل في مختلف أجنحة المركب الجامعي الاستشفائي الحسن الثاني، باستثناء المستعجلات والإنعاش، ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل (26 يونيو الجاري)، وخوض إضراب مفتوح عن العمل، مع توقيف كل الأنشطة البيداغوجية، وذلك احتجاجا على حادث اقتحام قسم المستعجلات، الأسبوع الماضي، من قبل عدد من الأشخاص ينحدرون من حي «لابيطا» الشعبي بمنطقة المرينيين، والاعتداء بالسب والشتم على العاملين بالمصلحة، وتهديدهم.

وقالت النقابة، في بلاغ توصلت «الأخبار» بنسخة منه، إن استئناف العمل رهين بإحداث مركز أمني قار داخل المستشفى، وفتح تحقيق في نازلة اقتحام قسم المستعجلات.

وقال البروفيسور محمد خاتوف، الكاتب المحلي لنقابة التعليم العالي بكلية الطب لـ«الأخبار»، إن اتخاذ قرار خوض إضراب مفتوح عن العمل في المركب الجامعي الحسن الثاني يهدف إلى وضع حد لمسلسل اعتداءات ضد العاملين في هذا المستشفى، خاصة بقسم المستعجلات.

وأضاف البروفيسور خاتوف أن عددا من العاملين، بمن فيهم الأطباء الداخليين والمقيمين والممرضين أصبحوا في الآونة الأخيرة، عرضة للسب والشتم. وتم تسجيل حالات إشهار الأسلحة البيضاء في وجه عدد منهم. وذكر بأن معنويات العاملين في المستشفى وصلت إلى الحضيض جراء هذا الوضع.

وتوقعت المصادر أن يؤدي تنفيذ هذا الإضراب المفتوح إلى تأثيرات على مواعد استقبال آلاف المرضى الذين يستقبلهم المستشفى، والوافدين من مختلف الجهات، في ظل غياب الفعالية في عشرات المستوصفات والمراكز الصحية والمستشفيات الإقليمية.

وتم تداول شريط فيديو صور في قلب المستشفى من قبل أشخاص قاموا بعيادة مصابين بحروق متفاوتة الخطورة في حي «لابيطا»، وجهوا فيه انتقادات لاذعة للعاملين في المستشفى.

وخلفت طريقة اقتحام غرف المصابين، وعبارات السب والتهديد الموجهة إلى الأطقم الطبية من قبل هؤلاء الأشخاص تذمرا كبيرا في صفوف العاملين بالمركب. وقالت المصادر لـ«الأخبار» إن حالة من التذمر ذاتها عبرت عنها الأطقم الإدارية، بعدما انتقل عدد من هؤلاء الأشخاص إلى مقر الإدارة العامة للمستشفى للتعبير عن احتجاجهم ضد ما يسمونه إهمالا لضحايا الحريق الناجم عن انفجار قنينة غاز، ما دفع الإدارة إلى إبلاغ الشرطة بتفاصيل الحادث.

وذهب البروفيسور محمد خاتوف إلى أن المشاهد التي أظهرها الشريط المتداول لا تشكل سوى جزء من المشاهد التي تتكرر بشكل شبه يومي ضد العاملين في المركب.

ونفت مصادر إدارية وجود أي إهمال طبي للمصابين في حادث انفجار قنينة الغاز، موردة بأنه تم استقبالهم في قسم المستعجلات، رغم أن المركب لا يتوفر على جناح خاص بالحروق، في انتظار إحالتهم على مركز متخصص في مستشفى مكناس أو الدار البيضاء.

وقدمت الإسعافات الأولية للمرضى، وتم وضعهم في غرف خاصة، تحت مراقبة أطقم المستعجلات. واستنفر الحادث أساتذة كلية الطب والصيدلة، حيث عقدوا جمعا عاما استثنائيا يوم الثلاثاء الماضي، خصصوه لمناقشة ما أسموه «التدهور الخطير الذي تعرفه الممارسة الطبية داخل المركز الاستشفائي الجامعي».

وأشارت نقابة التعليم العالي إلى أن هذا التدهور يتجسد أساسا في «تعرض المصالح الطبية والأطر الطبية وشبه الطبية لاعتداءات متكررة، سواء تعلق الأمر بالاعتداء المعنوي واللفظي، أو الاعتداء الجسدي والتهديد بالأسلحة البيضاء من طرف عدد من المرتفقين  وعائلاتهم».

وعلاوة على المطالبة بإقامة «مركز أمني قار داخل المركز الاستشفائي الجامعي، وتزويده بالإمكانات المادية والبشرية لتحقيق الحد الأدنى من الأمن»، فإن النقابة دعت إلى «مراقبة ولوج المركز الاستشفائي الجامعي وتقنينه، من أجل ضمان سلامة العاملين بالمركز».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى