افرحي.. فأنت أنثى
تتذمرين لكونك أنثى عليك أن تتحملي عناء أشغال البيت وتربية الأطفال، لأن عليك أن تصبري لآﻻم الحمل والوﻻدة، ﻷن عليك أن تتحملي بطش وغطرسة زوج يظن أنه أفضل وأكثر ذكاء منك، لأن المجتمع يفرض عليك تصرفات وقواعد فقط لأنك من صنف الجنس اللطيف، وتعبت من الفوارق التي يضعها هذا المجتمع الذي تنتمين إليه بينك وشريكك الرجل.. أشياء ومواقف كثيرة وضعتك أمامها الحياة حتى كرهت واقع كونك أنثى!
فلا تحزني وﻻ تتذمري، فالذي خلقك، والذي يملك بين يديه كل القوة والعلم، جعل الجنة تحت أقدامك وأنت أم، وجعل لمن رباك جزاء كبيرا وأنت فتاة، وجعل لمن أساء إليك العقاب وأنت زوجة، وغرس كل الحنان والأحاسيس والجمال داخلك وأنت أنثى !
أنت الروعة كلها، أنت السعادة بعينها، منك تبدأ الحياة وبك تستمر، دونك لن يستطيع الرجل، مهما بلغت قوته الجسدية، أن يستمر في الحياة بدون حنان وصدق وعذوبة أنثى إلى جانبه.. ففيك الأم والأخت والزوجة والصديقة.. فيك الكل !
أنت وردة تفوح رائحتها لتجمل المكان بحضورها، أنت خزان ضخم للمشاعر والأحاسيس النقية الصادقة التي ﻻ يملك قوتها الجنس الآخر، أنت منبع التسامح والرحمة والصبر.. أنت تتحملين ما ﻻ يستطيع تحمله أحد، وبصدر رحب !
لذلك ﻻ تتذمري وﻻ تشمئزي من أنوثتك، فأنت إنسان قوي، تعلمي واقرئي وادرسي، فبالعلم تضيفين جماﻻ إلى جمالك، واعلمي أن من يحبك عليه أن يتقبلك كما أنت، بعنادك وحنانك وهدوئك وحزنك وفرحك.. لأن قلب الأنثى يستحق أن يتحارب من أجله الحب ليقتحمه، ويستحق العيش داخله، فافرحي.. فأنت أنثى!