محمد اليوبي
افتتحت، أمس الثلاثاء بمدينة مراكش، أشغال الاجتماع الوزاري الخامس للاتحاد من أجل المتوسط، حول التوظيف والعمل، الذي تنظمه وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، وتشارك في رئاسته المفوضية الأوروبية المسؤولة عن الوظائف والحقوق الاجتماعية، ووزارة العمل بالمملكة الهاشمية بالأردن، بحضور الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط.
وفي كلمته الافتتاحية، تحدث يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، عن الظروف التي ينعقد فيها الاجتماع، والتي تتميز ببداية الخروج من الأزمة التي تسببت فيها جائحة كورونا، والتي كانت لها تداعيات كبيرة على سوق الشغل، مشيرا إلى أن المغرب عرف تغييرا سياسيا بتشكيل حكومة جديدة، تتشكل من أغلبية سياسية وضعت برنامجا طموحاً للخروج من الأزمة وإنعاش القطاع الاقتصادي، وإحداث مناصب للشغل، مشيرا في هذا الصدد إلى برنامج «أوراش» الذي تشرف عليه وزارته، والذي عرف تقديم 40 ألف طلب من طرف الجمعيات المدنية، وكذلك برنامج «فرصة» الذي عرف بدوره تقديم 150 ألف طلب للحصول على تمويلات لمشاريع لفائدة الشباب.
وتطرق السكوري بالمناسبة إلى مخرجات الحوار الاجتماعي الذي أسفر عن توقيع اتفاق بين الحكومة والمركزيات النقابية، بمناسبة فاتح ماي، والذي توج بتحقيق مجموعة من المكتسبات لفائدة أجراء القطاع الخاص وموظفي ومستخدمي القطاع العام، ومن بينها تعزيز الحماية الاجتماعية، من خلال التوقيع على الميثاق الوطني للحوار الاجتماعي، الذي سيكون بمثابة آلية لمأسسة الحوار الاجتماعي.
ويناقش هذا الاجتماع تحديات سوق العمل الملحة في المنطقة الأورو متوسطية، ولا سيما سبل المضي قدما لتحقيق تعاف شامل وأخضر ورقمي ومستدام، بحسب ما أفاد به الاتحاد من أجل المتوسط على موقعه الرسمي.
ويوفر المؤتمر الفرصة للتركيز على تحقيق الرؤية الاستراتيجية للاتحاد من أجل المتوسط للشباب وبلوغ أهدافها، ولإلقاء الضوء على الاستراتيجية الإقليمية لتوظيف المرأة، وكذا على إجراءات منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) المتخذة في المغرب، لدعم التمكين الاقتصادي للمرأة.
وسيتم إثراء النقاش بشكل أكبر من خلال الشهادات التي ستدلي بها النساء المستفيدات من مبادرات (اليونيدو) والاتحاد من أجل المتوسط في المغرب، وكذا بعرض نماذج الممارسات الجيدة للمشاريع المنفذة في المغرب في إطار برنامج المنح للاتحاد من أجل المتوسط حول العمل.
وكان الاجتماع الوزاري الرابع للاتحاد من أجل المتوسط حول التوظيف والعمل عقد في كاشكايش بالبرتغال، يومي 2 و3 أبريل 2019، تحت عنوان «الوظائف والمهارات والفرص للجميع».
وتضم المنطقة الأورو متوسطية أحد أصغر المجتمعات سنا في العالم، حيث يقل عمر شخص من كل ثلاثة أشخاص عن 25 عاما. وتعاني نساء هذه المنطقة بقوة من تداعيات عمليات الإغلاق وتوقف الأعمال التجارية، فضلا عن القيام بأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر.
وبمناسبة الاجتماع، أجرى السكوري مباحثات مع كل من المفوض الأوروبي للتوظيف والحقوق الاجتماعية، نيكولاس شميت، ووزير الشغل الإيطالي، أندري أورلاندو، تناولت سبل تعزيز التعاون في ميداني الشغل والتكوين المهني.
وقال المفوض الأوروبي للتوظيف والحقوق الاجتماعية، نيكولاس شميت، في تصريح صحفي، إن اللقاء شكل مناسبة لبحث آفاق التعاون بين المفوضية الأوروبية والمغرب، وسبل تعزيزه في ميداني الشغل والتكوين المهني، ونوه بانخراط المغرب في سياسة عصرنة ودعم الشغل بكافة أشكاله، والتي تتعلق أساسا بإدماج الشباب.
وأضاف شميت أن «هناك العديد من الأمور لنتقاسمها وفق مقاربات جديدة، بالنظر لتغير الاقتصاد، ولكوننا نجابه تحديات مماثلة، لاسيما تلك التي يواجهها الشباب»، مشددا على أن «إدماج الشباب يوجد ضمن أولويات اشتغالنا، عبر بلورة حزمة مشاريع ملموسة، تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي»، وأشار إلى أنه انتهز هذه المناسبة، أيضا، لزيارة مؤسسة تنهض بمهام إدماج الشباب في وضعية صعبة، وبالتعلم والتكوين، باعتبارها قضايا توجد، كذلك، في صلب السياسات الأوروبية، وتمثل مجالات للتعاون مع المغرب.
من جهته، وصف وزير الشغل الإيطالي، اللقاء الذي جمعه مع الوزير السكوري بأنه «بالغ الأهمية»، مضيفا أنه شكل مناسبة لبحث التعاون المهني وإدماج الشباب في سوق الشغل بين البلدين، واعتبر، في تصريح مماثل، أن «هذا الأمر سيمكن من تطوير هجرة دائرية وإحداث سوق موحدة»، مذكرا بالعلاقات التاريخية العريقة والصداقة المتينة التي تجمع بين المغرب وإيطاليا.