افتتاحية
أعلن الملك محمد السادس تضامنه التام والطبيعي مع الأردن الشقيقة، ودعمه الكامل لكل القرارات التي اتخذها الملك عبد الله الثاني، لاستتباب الأمن والاستقرار في بلده. رسالة الملك واضحة لا تحتاج إلى اجتهاد في التأويل، مفادها وقوف بلدنا مع المملكة الأردنية في محنتها، وتأكيده أن المغرب مع أشقائه ضد المس باستقرارهم السياسي. موقف ملك المغرب من سحابة الصيف التي مرت فوق سماء الشقيقة الأردن، كان مبدئيا وراسخا، فهو بلا شك الانحياز للشرعية، والأمن والاستقرار والطمأنينة العامة في بلد صديق، تجمعه ببلدنا وحدة المصير المشترك.
طبعا هذا الموقف لم تمليه فقط الوشائج التاريخية والعائلية القوية بين العاهلين والأسرتين الملكيتين، والروابط القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين كما ورد حرفيا ببلاغ الديوان الملكي، بل كذلك بسبب مواقف المملكة الأردنية المؤيدة لقضايانا السيادية. فالمغاربة وعلى رأسهم ملك البلاد لن ينسوا للأردن الموقف الأخوي من قضية وحدتنا الترابية حينما انحازت لموقف الحق، بكل صلابة ومساندة حقيقية وفعلية، بدل نهج لغة الحياد التي اختارتها بعض الدول التي كنا نعتبرها في مصاف الدول الصديقة مثل فلسطين أو لبنان أو تونس ولم ترتم في أحضان الانفصال وداعميه.
فلا يمكن للمغرب أن ينسى قرار الملك عبد الله بفتح قنصلية بلده في مدينة العيون بالصحراء المغربية، الشهر الماضي، ومن لا ينسى – بالتأكيد- هو من أصحاب الفضل. فالمغرب قد يسامح أعداءه وخصومه على سوء تصرفهم ودسائسهم، لكنه لا ينسى أصدقاءه، خاصة من الدول العربية الداعمة لقضاياه، لذلك سارع الملك محمد السادس إلى إعلان الدعم غير المشروط لشقيقه ملك الأردن دون مواربة، لم ينتظر حتى، لأن حماية استقرار الأشقاء بالنسبة إلى الدبلوماسية المغربية خط أحمر لا مجال لتجاوزه، أو محاولة التحريض على تخطيه أو تأييده.