افتتاحية
كما توقع وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت أطلق رموز الحزب الحاكم حملة بكاء جماعي ووابل من التهديدات المبطنة بعدما قررت كل الفرق البرلمانية دعم القاسم الانتخابي على أساس التسجيل في اللوائح الانتخابية، وأعلن عبد العالي حامي الدين بلغة لا تخلو من تهديد عن انتهاء زمن التوافق الانتخابي، ووصف نبيل الشيخي القاسم الانتخابي بالانقلاب على الديمقراطية والالتفاف على الإرادة الشعبية، أما البرلماني السابق عبد الصمد الإدريسي فنعت القاسم الانتخابي بمسيرة ولد زروال، معتبرا أنه طريقة لإفساد الانتخابات والتحكم المسبق في نتائجها.
لا ريب أن ردة الفعل السياسية لقادة «البيجيدي» كانت متوقعة مهما كانت عنيفة وكافرة باللعبة الديمقراطية وقانون الأغلبية، وهي لا تعدو أن تكون بمثابة رقصة الديك المذبوح وشطحات ما قبل الأفول السياسي لحزب ظل يعتقد واهما أنه حزب طهراني يتجاوز الاحتكام لسنن العمران السياسي الذي يبتدئ بالضعف ثم القوة ثم الانهيار. بعد الجلسة الماراثونية أول أمس، تحول الحزب الحاكم بسبب نزوعاته الهيمنية إلى حزب معزول ليس داخل الأحزاب بمختلف توجهاتها، بل حتى داخل الحكومة التي يقودها.
لكن ما يؤكد بداية النهاية للحزب الحاكم هي تصويت برلمانييه ضد قانون أعدته الحكومة التي يرأسها بحكم الدستور، كان بإمكان حزب العدالة والتنمية أن يختار صيغا أخرى أقل ضررا وأكثر حكمة للخروج من مأزق القاسم الانتخابي الذي وضع نفسه فيه، لكنه اختار الطريقة الأكثر بشاعة فلا هو منع تمرير القانون ولا هو ربح تعاطف أحد.