علم موقع “الأخبار“، من مصادر جيدة الاطلاع، أن مصالح الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية التابعة للقيادة العليا للدرك الملكي بالرباط دخلت على خط الأبحاث الجارية حول قضية التعذيب والاغتصاب الجماعي اللذين تعرضت لهما أسرة تتكون من سيدة أرملة وبناتها الأربع بمنطقة بوقنادل بضواحي سلا.
وأفادت المصادر ذاتها بأنه رغم إيقاف المتهمين بالهجوم الليلي على منزل الأسرة وتنفيذ جريمة الاغتصاب والضرب والجرح والتعذيب في حق الضحايا، إلا أن النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط فتحت تحقيقا موازيا كلفت الفرقة الوطنية للدرك بإجرائه، حيث ينتظر أن ينصب على الاتهامات الموجهة إلى عناصر الدرك الملكي بمنطقة بوقنادل بالتقصير وعدم التفاعل مع شكايات استباقية وضعتها العائلة المعنية على مكتب مسؤولي الدرك من أجل التدخل وحمايتهن من بطش العصابة التي ظلت تهددهن بإيعاز من سيدة ذكرن اسمها، وقد تم الاستماع إليها من طرف الضابطة القضائية.
معطيات حصرية حصلت عليها الأخبار“ أكدت أن عناصر الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية شرعت في الاستماع إلى كل العناصر الأمنية التي كانت مكلفة بالمداومة طيلة فترة التهديد وتنفيذ الاعتداء الوحشي، إضافة إلى الاطلاع على كل المحاضر المنجزة والسجلات الخاصة بالشكايات، فضلا عن تسجيلات الكاميرات من أجل ضبط كل الملابسات المحيطة بهذه القضية، ارتباطا بالأدوار المنوطة بمصالح الدرك وحدود ومسؤولية تدخلهم سواء بشكل مسبق أو لاحق عن توقيت ارتكاب الجريمة.
وعلمت الأخبار“ أن المصالح المركزية، وتنفيذا لتوجيهات قائد الدرك الملكي الجنرال دوكور دارمي محمد حرمو، تحث، عبر العديد من المذكرات والإرساليات التوجيهية، على التفاعل الفوري مع شكايات المواطنين، بتنسيق تام مع السلطات القضائية، من أجل الحد من مظاهر الجريمة بالمنطقة من اعتداءات وسرقات موصوفة واغتصابات وغيرها، وهو ما حصل للأسف نهاية شهر غشت مع عائلة تقطن بأحد الدواوير ضواحي سلا وتتكون من أم وأربع فتيات، اثنتان منهن حاصلتان على الإجازة، بتعرضها لاغتصاب شنيع من طرف العصابة الملثمة، وينتظر أن تحسم الأبحاث القضائية التي تباشرها الفرقة الوطنية للدرك في مسؤولية رجال الدرك في المنطقة في سيادة منطق «السيبة» و«الفتوة» بمنطقة بوقنادل والعيايدة والدواوير التابعة لها.
وضمن تفاصيل هذه الفاجعة، كان أحد دواوير منطقة عامر بجماعة بوقنادل قد اهتز على وقع جريمة بشعة وغير مسبوقة تقاسمت الضحايا كل تفاصيلها الصادمة مع الرأي العام المحلي بسلا والوطني عبر مقطع فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أقدم خمسة أشخاص كانوا ملثمين ومتحوزين بسيوف وأسلحة بيضاء على اقتحام بيت قصديري بدوار عامر تقطن به سيدة ستينية وبناتها الأربع، حيث قاموا بالتنكيل بصاحبة البيت واثنتين من بناتها، فيما تم اغتصاب فتاتين بشكل بشع تحت التهديد بالأسلحة البيضاء نتج عنه افتضاض بكارة، وفق تقارير وشهادات طبية أدلت بها الأسرة لمصالح الدرك الملكي والنيابة العامة.
وأسفرت التحريات المنجزة حول هذه القضية عن اعتقال أربعة متهمين فيما لازال البحث جاريا لإيقاف شخص خامس يرجح أنه كان يتزعم العصابة ويملك حقائق مثيرة حول دواعي تنفيذ الهجوم الخطير على المنزل المذكور واغتصاب كل نسائه بالقوة.
ووضع المتهمون، وهم من ذوي السوابق القضائية، رهن الحراسة النظرية بحر الأسبوع الماضي، حيث خضعوا لأبحاث مكثفة من طرف المركز القضائي بسرية سلا، قبل إحالتهم على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الذي قرر إيداعهم سجن العرجات في انتظار إخضاعهم للتحقيقات التفصيلية من طرف قاضي التحقيق.
وتتداول أوساط مقربة من التحقيق فرضية الانتقام لتفسير أسباب ارتكاب هذه الجريمة الخطيرة التي تابع جمهور كبير تفاصيلها وتداعياتها عبر الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعترف أحد الموقوفين بأن سيدة حرضتهم مقابل مبالغ مالية مهمة لتنفيذ جريمة الاعتداء والاغتصاب بسبب خلافات قديمة.