في تطور مثير مرتبط بجريمة تزوير وثائق غيرت مسار ثروة القيادي الاستقلالي الراحل فوزي بنعلال، ألحق قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتمارة، مساء الجمعة الماضي، ابنه الأكبر بشقيقه بسجن العرجات، إلى جانب الكاتبة الخاصة بشركة الراحل بنعلال وكذا موظف مسؤول بمصلحة تصحيح الإمضاءات ببلدية تمارة .
وحسب مصادر جد مطلعة، فإن قاضي التحقيق بمحكمة تمارة أمر باعتقال نجل الرئيس الأسبق لبلدية الهرهورة الذي كان موضوعا تحت المراقبة القضائية، حيث يرجح بروز مستجدات خلال مجريات التحقيقات التفصيلية التي يخضع لها شقيقه والكاتبة الخاصة وموظف بلدية تمارة، استدعت وضعه هو الآخر رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن العرجات، في انتظار تعميق الأبحاث والخبرات التقنية المكثفة المنجزة من طرف فرقة الشرطة القضائية حول الوثائق المزورة التي غيرت مآل الثروة المالية الكبيرة للراحل فوزي بنعلال.
وتحدثت مصادر الجريدة، أيضا، عن وضع زوجة الراحل الأولى وأم ابنيه المعتقلين تحت المراقبة القضائية وسحب جواز سفرها لصالح الأبحاث التي يشرف عليها قاضي التحقيق، كما أفادت المصادر بأن هذه الأخيرة يرجح تورطها في ملف التزوير بغير علمها، بعد أن حول لحسابها جزء كبير من ثروة زوجها الرئيس الأسبق لبلدية الهرهورة والقيادي بحزب الاستقلال الذي توفي قبل ثلاث سنوات تقريبا، وذلك بموجب وثيقة تبين أنها مزورة بتنفيذ محتمل من أبنائها والكاتبة الخاصة بشركة العائلة ومسؤول بمصلحة تصحيح الإمضاءات ببلدية تمارة.
وجاء قرار الاعتقال الجماعي، الذي هم المشتبه فيهم، بعد متابعتهم من أجل جنح التزوير في محررات عرفية وتجارية واستعمالها طبقا للفصول 357 و358 و359 من القانون الجنائي بعد تزوير محررات للاستيلاء على تركة مكونة من شركات عبر نقل ملكيتها دونا عن باقي الورثة.
وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط أحال الملف على الشرطة القضائية بأمن تمارة من أجل فتح تحقيق في شكاية زوجتي الراحل فوزي بنعلال، تفيد بحرمانهما من إرث مستحق بموجب عملية تزوير طالت وثائق ومحررات رسمية بإيعاز من أبنائه وكاتبته وموظف، قبل أن تظهر الخبرة التي أجراها معهد العلوم والأدلة الجنائية للأمن الوطني أن التوقيعات المضمنة في عقود التفويت وسجلات المصادقة على التوقيع لا تعود للهالك، ويرجح تحريرها والمصادقة عليها في توقيت لاحق لوفاة الراحل بنعلال.
وحسب معطيات توصلت بها «الأخبار»، تعود تفاصيل هذا الملف إلى سنة 2021، حيث اشتبه في لجوء اثنين من أبناء الزوجة الأولى لرئيس بلدية الهرهورة المتوفى قبل ثلاث سنوات إلى تزوير عقود بيع شركة لوريفاج، والتي تملك، بالإضافة إلى حانة ومقهى لوريفاج، فيلا فاخرة تفوق مساحتها خمسمائة متر مربع، كان يقيم فيها فوزي بنعلال وأسرته الأولى المتهمة بالتزوير، فضلا عن محلات تجارية عديدة تبلغ قيمة كرائها حوالي 100 مليون سنتيم شهريا. وتفيد المعطيات نفسها بأن الراحل فوزي بنعلال عمد إلى توزيع ثروته الكبيرة على زوجاته الثلاث، بعد أن تزوج باثنتين قبل وفاته، حيث سجل المركب التجاري الذي يضم عدة محلات تجارية ومقر بنك وحماما تركيا، ومحل رياضة ومقاهي، باسم إحداهن، ثم منح مقهى بحي أكدال وشركة ووكالة سياحية وحانة لزوجة أخرى، قبل أن تكشف هاتان الأخيرتان عملية تزوير عقد بيع الشركة المالكة لجميع هذه العقارات إلى الزوجة الأولى، ما جر ابنيه وكاتبته وموظفا بالبلدية إلى غرف التحقيق وسجن العرجات من أجل تعميق البحث والتأكد من شبهة التزوير الموجهة إليهم.
